العدد 3183 - الأربعاء 25 مايو 2011م الموافق 22 جمادى الآخرة 1432هـ

غالبية المصريين يؤيدون محاكمة مبارك ويرونها «تطبيقاً للعدل»

يؤيد العديد من المصريين محاكمة الرئيس المخلوع، حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ويرون في ذلك «تطبيقاً للعدل»، غير أن بعضهم يأسفون «للإهانة» التي لحقت بالرجل.

ويقول محمد جودة وهو موظف في الحادية والثلاثين من عمره لم يعرف طوال حياته رئيساً إلا مبارك «إنني سعيد جداً بهذا الخبر أولاً لأنه درس للذين سيأتون بعده فسيدركون أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون من دون محاسبة».

ويتابع «إنه كبير في السن ولكنه لص ولم أشهد طوال حياتي إلا الرشا والمحاباة» في إشارة إلى مبارك الذي يبلغ من العمر 83 عاماً أمضى منها ثلاثة عقود في الحكم.

وتظل محاربة الفساد المستشري في مصر أحد المطالب الرئيسية للناشطين الذين أطلقوا «ثورة 25 يناير» التي أرغمت مبارك على التنحي في 11 فبراير/ شباط الماضي.

وأعلنت النيابة العامة المصرية الثلثاء الماضي أن الرئيس المخلوع ونجليه علاء وجمال أحيلوا إلى محكمة الجنايات ووجهت إليهم اتهامات بقتل المتظاهرين والإثراء بشكل غير مشروع.

ووضع مبارك منذ 13 أبريل/ نيسان قيد الحبس الاحتياطي في مستشفى شرم الشيخ بينما نقل نجلاه الذان تقرر حبسهما احتياطياً في نفس اليوم إلى سجن مزرعة طره بالقاهرة.

وتقول نعمة صلاح الدين وهي مصورة تضع على ملابسها بشكل دائم شعار حركة «مصريون ضد الفساد» إن مبارك «مريض نعم ولكننا نحن أيضاً مرضى بسبب ما فعله طوال ثلاثين عاماً».

ويؤكد بائع الخضروات الشاب محمد فوزي (25 عاماً) أن «محاكمته تحقيق للعدل. يجب أن يحاسب وأن يعاقب مثل أي مصري وسواء كان مريضاً أم لا فإن ما فعله بالشعب لم يكن قليلاً».

ويعبر كثيرون بلا مداراة عن غضبهم من الرئيس المصري السابق ونجليه ويصفونهم بـ «المتعجرفين». كما يؤكدون أنهم «لا علاقة لهم بالشعب» ويدينون الفقر الذي يعاني منه ملايين المصريين والتوزيع غير العادل للثروة.

ويقول أحمد «إذا كان يجب إعدامه فليعدم. القانون يجب أن يطبق على الجميع».

ويواجه مبارك عقوبة قد تصل إلى الإعدام إذا دانته المحكمة بقتل متظاهرين.

وتؤكد داليا فوزي وآية مجدي وهما موظفتان في الثانية والعشرين والرابعة والعشرين من العمر أنهما «سعيدتان» بمحاكمة الرئيس السابق.

لكن موقفهما منه لم يكن على الدوام كذلك. فبعد خطابه إلى الأمة في الأول من يناير/ كانون الثاني والذي قال فيه إنه يريد أن يموت ويدفن في مصر، انخلع قلبهما.

وتشرح آية «كان ذكياً في هذا الخطاب وحرص على أن يستخدم عبارات مست القلوب (...) لكن بعد ذلك عرفنا الحقيقة وهي أنه دمر البلد وحطم أحلامنا وبسببه فإن البلد مازال متخلفاً».

ورغم كل شيء، يشعر البعض بالحزن على مصير الرئيس السابق.

وتقول سالي أحمد وهي تلميذة في السابعة عشر «إنها إهانة شديدة له وهو رجل عجوز في نهاية المطاف».

ويرى أحمد محمد وهو فني يعمل في مجال إصلاح الأجهزة الكهربائية «فليعيد الأموال ثم يتم بعد ذلك إطلاق سراحه. ماذا ستستفيد أسر الشهداء إذا سجن؟».

ووفقاً للبيانات الرسمية، قتل 846 شخصاً وأصيب أكثر من ستة آلاف آخرين في الانتفاضة المصرية

العدد 3183 - الأربعاء 25 مايو 2011م الموافق 22 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً