العدد 3183 - الأربعاء 25 مايو 2011م الموافق 22 جمادى الآخرة 1432هـ

الفلسطينيون يسلكون طريق الأمم المتحدة للاعتراف بدولتهم

رغم دعوة واشنطن للتخلي عن الفكرة

رام الله (الضفة الغربية) - رويترز 

25 مايو 2011

على مدى أسبوع تم إلقاء عدة خطب في واشنطن تدعو الفلسطينيين إلى التخلي عن خططهم للسعي إلى اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية، لكن هذا فيما يبدو، زاد احتمال أن يسلكوا هذا المسار.

يقول مراقبون في رام الله إن الخطب التي ألقاها الرئيس الأميركي، باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو تضع عملية السلام في مأزق أكثر من قبل ولا يرون بديلاً لأن تسعى القيادة الفلسطينية من جانب واحد للحصول على اعتراف بالدولة. وسيكون تراجع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس الآن بعد أن تضاءلت احتمالات استئناف المحادثات بشروط يقبلها بمثابة انتحار سياسي لزعيم يسعى إلى أن يخلف وراءه تركة ما. وبنى عباس (76 عاماً) حياته السياسية على فكرة التفاوض لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل على أراض تحتلها -حل الدولتين- بدعم من القوى العالمية لكن تحويل هذا الحلم إلى حقيقة بات أبعد من أي وقت مضى. وفي ظل تعثر عملية السلام انتقد كل من أوباما ونتنياهو على مدى الأسبوع الأخير خطته للسعي للحصول على اعتراف من الأمم المتحدة بدولة فلسطينية في سبتمبر/ أيلول. وأبدى مراقبون فلسطينيون تشككاً أكثر من قبل في فرص استئناف محادثات السلام. وقال المحاضر في جامعة بير زيت بالضفة الغربية، سمير عوض «يجب أن يذهب الفلسطينيون إلى الأمم المتحدة». وأضاف «أنا متأكد أن ابو مازن (عباس) سيتعرض لضغط كبير جداً ولكن آمل ألا يستجيب ابو مازن للضغوط ويذهب إلى الأمم المتحدة رغماً عن أوباما ونتنياهو والآخرين». وقال عباس الذي يأمل استغلال الدعم للفلسطينيين من الكثير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إنه سيذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا لم يتم إحراز تقدم في عملية السلام. وعلى الرغم من أن من المؤكد أن توقف الولايات المتحدة الخطة في مجلس الأمن الدولي فإن مؤيدين يقولون إن مجرد إظهار دعم الجمعية العامة غير الملزم يمكن أن يعزز مسعى الفلسطينيين لإقامة دولتهم ويساعد في عزل إسرائيل. ويأمل عباس أن يسفر خطاب أوباما عن سياسته في الشرق الأوسط الذي ألقاه الأسبوع الماضي واجتماعه في واشنطن مع نتنياهو عن تقدم كاف يسمح باستئناف المحادثات. وفي تلك الكلمة أعطى أوباما درجة من الأمل حين عبر عن دعمه لفكرة قيام الدولة الفلسطينية على أساس الحدود التي يتصورها الفلسطينيون على أن يتم تبادل الأراضي بالاتفاق المتبادل مع إسرائيل. لكن خيبة الأمل حلت محل الأمل في نفوس الفلسطينيين في كلمة ثانية ألقاها أوباما واعتبرها الفلسطينيون مؤيدة لإسرائيل بشدة. وقال بسام الصالحي الشخصية البارزة بمنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها عباس إنه في الملخص الأخير لم يحقق أوباما متطلبات استئناف المحادثات.

واجتمعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس الأربعاء لبحث الخيارات الفلسطينية قبل اجتماع للجنة المتابعة العربية في قطر يوم السبت. وقال صالحي إنه على الرغم من تحذيرات أوباما فإن على الفلسطينيين ألا يتراجعوا عن خطوة السعي لاعتراف الأمم المتحدة. وزادت كلمة نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي الثلثاء من التشاؤم. وفي حين قال نتنياهو إنه مستعد لتقديم «تنازلات مؤلمة» من أجل السلام فإنه أكد مجدداً الأفكار التي رفضتها القيادة الفلسطينية منذ زمن بعيد. وقال مسئولون فلسطينيون إنه ألقى المزيد من العقبات في طريق المحادثات. وقال المعلق السياسي الفلسطيني، هاني المصري إن هذا يؤكد مرة أخرى أن المساحة المتاحة للقيادة الفلسطينية للمناورة ضئيلة للغاية. وهو يشجع تبني استراتيجية جديدة تنطوي على ممارسة ضغوط دبلوماسية على إسرائيل وممارسة النشاط السياسي غير العنيف أو «المقاومة الشعبية» على الأرض. وأضاف أنه اذا لم تسلك القيادة مساراً سياسياً جديداً فإنها بهذا ستنتحر سياسياً

العدد 3183 - الأربعاء 25 مايو 2011م الموافق 22 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً