قالت الأمم المتحدة أمس الأربعاء (25 مايو/ أيار 2011) إن أربعاً من طائراتها المروحية تعرضت لإطلاق نيران في منطقة أبيي المتنازع عليها في السودان لكن أفراد أطقم الطائرات الأربع هبطوا بسلام.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، هوا جيانغ إن 14 قذيفة أطلقت لدى إقلاع الطائرات أمس الأول (الثلثاء).
وسيطرت قوات جيش شمال السودان على أبيي في مطلع الأسبوع ما أجبر الآلاف على الفرار وزاد من التوترات ومن شكوك الجنوبيين في أن الشمال يريد أن يسيطر على أراض في منطقة الحدود غير المرسومة بشكل واضح قبل استقلال جنوب السودان المقرر في التاسع من يوليو/ تموز المقبل.
ويتنازع الجانبان على منطقة أبيي الغنية بالنفط والتي كانت مسرحاً لمعارك ساخنة خلال الحرب الأهلية الأخيرة في السودان، كما يوجد في أبيي مناطق رعي تستخدمها قبائل من الشمال والجنوب.
وقالت جيانغ إن ميليشيات قبيلة المسيرية، وهي قبيلة عربية تؤيدها الخرطوم، هي المسئولة على الأرجح عن الهجوم، وذكرت أن الميليشيات ربما تتحرك جنوباً الآن، وأضافت «هناك تقارير تفيد بأنهم يتحركون جنوباً».
وذكرت جيانغ أن القتال وأعمال النهب في أبيي توقفت وأن بعض مخزونات الوكالات التابعة إلى الأمم المتحدة تعرضت للنهب.
من جانب آخر، أعلنت المنسقة الإنسانية لدى الأمم المتحدة للسودان، ليز غراند أن 30 إلى 40 ألف شخص فروا من أعمال العنف في أبيي. وقالت غراند إن عدد النازحين ارتفع إلى حد كبير.
وأضافت المسئولة التي تساعد في تنسيق المساعدات الإنسانية في جنوب السودان: «تقديراتنا الأولية تفيد بأن 30 إلى 40 ألف شخص نزحوا».
وتابعت أن «هذا العدد يشمل نحو 10 آلاف شخص فروا من أبيي جراء المعارك و25 ألفاً من منطقة أغوك قبالة الحدود الجنوبية حيث يفر السكان خشية من تجدد أعمال العنف».
جاء ذلك فيما أظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية أن «جرائم حرب» ارتكبت في منطقة أبيي المتنازع عليها على الحدود بين شمال وجنوب السودان والتي سيطرت عليها القوات الشمالية ويرفض الرئيس السوداني عمر البشير الانسحاب منها.
وقال مدير مجموعة تدعم مشروع «سنتينل» لمراقبة القرى السودانية عبر الأقمار الاصطناعية، جون برادشو: إن «هذه الصور تقدم أدلة موثقة على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أبيي». والصور التي حصل عليها «مشروع سنتينل للأقمار الاصطناعية» وقام بتحليلها تظهر «هجمات بواسطة آليات مدرعة وتدمير قرى».
وقالت المجموعة في بيان: «هناك تجمع دبابات ومروحيات»، و»انتشار لقوات على طول الشوارع الرئيسية في أبيي ما يشير إلى أن اجتياح أبيي كان متعمداً ومخططاً له بشكل جيد»
العدد 3183 - الأربعاء 25 مايو 2011م الموافق 22 جمادى الآخرة 1432هـ
