أكد رئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان واستشاري جراحة أمراض عامة وأمراض ثدي عبدالرحمن فخرو أن عدد المصابات بمرض سرطان الثدي بلغ من العام 1998 إلى 2009 ألفاً و253 حالة، مشيراً إلى أن مرض سرطان الثدي من أكثر الأمراض انتشاراً بين النساء في مملكة البحرين.

وأوضح فخرو أن زيادة عدد المصابات تدل على زيادة الوعي لديهن بأهمية الكشف المبكر لاكتشاف المرض في مراحله الأولى. وجاء ذلك خلال مقابلة أجرتها «الوسط» مع رئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان عبدالرحمن فخرو، وفيما يأتي نص اللقاء:

ما هي أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجال؟

- إن أكثر أنواع أمرض السرطان انتشاراً بين الرجال هو القصبة الهوائية والرئة، ويعود السبب إلى التدخين، ويليه في المرتبة الثانية سرطان البروستات، ويليه بعد ذلك سرطان المثانة البولية وسرطان القولون.

ما هي أكثر أمراض السرطان انتشاراً بين النساء؟

- إن مرض سرطان الثدي من أكثر أمراض السرطان شيوعاً لدى الإناث يليه سرطان القولون وبعدها سرطان عنق الرحم، إلا أن الأخير قلت نسبته خلال الآونة الأخيرة، وذلك بسبب الفحص المبكر الذي يكشف عن تغير الخلايا في حال وجود سرطان عنق الرحم.

ماذا بشأن حملة مكافحة مرض سرطان الثدي التي أطلقتها الجمعية؟

- إن حملة مرض سرطان الثدي من أهم ما قامت به الجمعية، إذ إن الحملة انطلقت في أغسطس/ آب 2005 بفضل دعم من رئيس مؤسسة النقد العام عندما كان رئيساً لشركة بتلكو للاتصالات رشيد المعراج، ومازالت مستمرة، وعند انطلاقة الحملة كان عدد المصابات بمرض سرطان الثدي ابتداء من العام 1998، 61 حالة، إلا أنه في 2009 بلغ عدد المصابات من البحرينيات والأجانب ألفاً و253 حالة ابتداء من 1998 حتى 2009، أما البحرينيات فكان عدد المصابات في 1998 بمرض سرطان الثدي 49 حالة، إلا أنه وصل العدد في 2009 إلى 1014 حالة وذلك بحسب الإحصائيات المتوافرة لدينا ويعود ذلك إلى الدور التي تقوم به الجمعية لرفع الوعي الصحي.

على ماذا تدل زيادة عدد المصابات بأمراض السرطان خلال السنوات التي تم فيها إحصاء أعداد المصابات؟

- إن زيادة العدد تدل على الوعي، وخصوصاً أن الجمعية والوزارة حرصت على عملية الفحص والتوعية، ما أدى إلى زيادة الوعي لدى المواطنات والمقيمات بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لذلك فإن زيادة العدد لا تدل على خطر وإنما على زيادة وعي الناس، وخصوصاً أن الاكتشاف المبكر قد يقي المريضة من الكثير من المخاطر، لذلك فإنه لابد أن تركز وسائل الإعلام على أهمية الكشف المبكر، وقد قامت الجمعية من خلال الحملة بفحص المريضات، وإذا كانت هناك حاجة لعمل أشعة أوتشخيص أو أخذ خزعة أو رشفه، فإنه يتم تحويل المريضة إلى السلمانية والعلاج يكون مجانياً.

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة لجوء مرضى السرطان للعلاج إلى الخارج على رغم توافر العلاج في البحرين، فعلى ماذا يدل ذلك؟

- إن قضية لجوء مرضى السرطان إلى الخارج موجودة في جميع أنحاء العالم، إذ إن المرضى يلجأون إلى الخارج لمحاولة إنكار المرض، وإن هناك علاجاً غير موجود في البحرين، كما أن هناك إحصائية أكدت أن أغلب المرضى الذين تلقوا العلاج في الخارج لم يتلقوا العلاج الأمثل وخصوصاً أن المريض الذي يتعالج في دولته يكون على بعد خطوات بسيطة من طبيبه، لذلك فإنه يمكن اللجوء إليه في أي وقت، كما أن هناك ظاهرة أخرى وهي لجوء بعض المرضى لمستشفيات خاصة في الخارج ليعودوا إلى البحرين مطالبين بالتعويض، وذلك يعد استغلالاً لوزارة الصحة.

ما هو مستوى العلاج في البحرين مقارنة بدول العالم؟

- إن العلاج في البحرين يضاهي العلاج في دول العالم، وخصوصاً أن جميع الأدوية الخاصة لعلاج السرطان ومضاعفاته متوافرة، وفي حالة عدم توافر أي دواء وهذا نادراً ما يحدث، فإن وزارة الصحة تقوم بتوفير العلاج للمرضى.

هل علاج أمراض جميع أمراض السرطان موجود في البحرين؟

- إن العلاج في البحرين متوافر بكفاءة عالية، إلا أن هناك حاجة إلى شراء جهاز للكشف عن الحالات التي قد تحتوي على تساؤل عن الانبثاقات السرطانية.

مع كثرة انتشار أمراض السرطان في البحرين هل هناك أسباب تؤدي إلى حدوث السرطان؟

- إن أسباب السرطان غير معروفة حتى الآن، وخصوصاً إذا عرفنا أن هناك أنواعاً عديدة من أمراض السرطان والتي تصل إلى 200 نوع، كما أن بعض أمراض السرطان ليست قاتلة وعلاجها يكون بتدخل جراحي أو إشعاعي بسيط، كسرطان الجلد وهذه لا تدخل ضمن أمراض السرطان القاتلة في معظم التصنيفات ما عدا السرطان الصبغي الجلدي، وهذا نادر حدوثه في المنطقة ويصيب الأوربيين نتيجة الانتقال من بيئة إلى أخرى، وهناك أمراض سرطانية أخرى تعتبر كسرطان الثدي والبروستات والقولون وسرطان المبيض وسرطان الرحم وأمراض الغدد الليمفاوية هوجكن وغير الهوجكن وسرطان ابيضاض الدم «اللوكيميا» ويعد هذا النوع من أخطر أنواع السرطانات.

من هم أكثر عرضة بالإصابة بأمراض السرطان هل الكبار أم صغار السن؟

- إن أمراض السرطان قد تصيب الجميع حتى حديثي الولادة معرضون للإصابة بأمراض السرطان، كما أن هناك الكثير من الأمراض التي تصيب الأطفال الرضع والصغار وبعضها قاتل ولابد من اكتشافها مبكراً.

ما هو الدور الذي لعبته الجمعية في مكافحة أمراض السرطان؟

- إن الجمعية لعبت دوراً منذ تأسيسها في مكافحة أمراض السرطان، وتعمل الجمعية وفقاً لدستورها الخاص، ومن أهم ما قامت به الجمعية أنها استطاعت تفعيل دورها في المجتمع، وخصوصاً أنها من الجمعيات التطوعية والتي لديها مصادر مالية ومساعدات وتعتمد في مساعدتها بالإضافة إلى البنوك الأهلية والمؤسسات الوطنية على مساعدة التجار وبعض ميسوري الحال من أهالي المصابين بالسرطان.

هل هناك معدات قامت الجمعية بشرائها من أجل الكشف المبكر لأمراض السرطان؟

- نعم، إذ تم شراء العديد من الأجهزة التي تكشف عن سرطان الثدي والبروستات، كما أنه تم المساهمة في شراء جهاز زراعة النخاع والكشف عن الهرمونات التي لها علاقة بالسرطانات، وقد تم إدخال هذه الأجهزة في التسعينيات، ما يعد نقلة نوعية في علاج أمراض السرطان، إلى جانب أنه تمت شراء أجهزة وأدوية للمصابين في جناح 202

والذي قامت الجمعية بالتعاون مع مؤسسات خيرية داعمة في بنائه، وللعلم فإن ما تم التبرع به للمساعدة في اكتشاف وعلاج السرطان يقدر بنحو مليون دينار بحريني منذ تأسيس الجمعية.

ما هو الدور الاجتماعي الذي تقوم به الجمعية؟

- إن الجمعية لعبت دوراً في تخفيف المعاناة عن المصابين بأمراض السرطان وعن أهاليهم بإرسال الأطفال المصابين إلى أوروبا وأميركا للترفيه عنهم والاختلاط بالمرضى المصابين، فضلاً عن إرسال ضحايا السرطان وأهاليهم للأماكن المقدسة كالحج والعمرة أو الأماكن المقدسة الأخرى، وذلك بناء على رغبتهم.

ما هي أهداف الجمعية؟

- إن الجمعية تهدف إلى تجميع وفحص والتأكد من الأرقام الإحصائية الخاصة بدراسة انتشار السرطان ونسبة الوفيات الناتجة عنها، ونسبة الشفاء منها، إلى جانب استقصاء الظروف التي تؤدي إلى حدوث السرطان وتفصيل الكشف المبكر عن السرطانات الرئيسية في مملكة البحرين، إضافة إلى تشجيع ورعاية وتبني البحوث العلمية والطبية في مجال السرطان، وذلك عن طريق الدعم المالي وتوفير المقالات والكتيبات الطبية والبرامج العلمية، وكذلك الاستثمارات في مجال البحث العلمي مع تشجيع ورعاية وتعليم وتدريب الأفراد لإعدادهم الإعداد المناسب لإلحاقهم في المجال الطبي والبحث العلمي في مجال السرطان، من حيث طرق اكتشافه وتشجيعه وعلاجه وطرق مكافحته، كما أن تشجيع ورعاية وعمل برامج للتعليم الطبي المستمر للأطباء البشريين وأطباء الأسنان والفئات الطبية المساعدة وغيرهم، مع تشجيع ورعاية وعمل برامج التثقيف والإعلام الصحي المستمر للمواطنين، إلى القيام بتشجيع إنشاء مجمع لعلاج أمراض السرطان بالتعاون مع المعنيين في البحرين، والحث على تدريب الأطباء حديثي التخرج في الانخراط في تخصص علاج السرطانات، من جراحين وأطباء أورام وغيرها من التخصصات التشخيصية.

ماهي طموحات الجمعية و الصعاب التي تريدون طرحها؟

- إن طموحات الجمعية مكافحة السرطان بكل الطرق الممكنة إلا أن الجمعية تأمل في مواصلة مشوار الكشف المبكر عن أمراض الثدي وتأمل في انطلاقة الكشف المبكر عن سرطان القولون، وتقوم الجمعية بدراسة هذا الموضوع، ومدى تعاون وزارة الصحة في دعمنا، كما نأمل في انطلاقة الكشف المبكر عن سرطان البروستات، وللعلم فإننا مازلنا نأمل من وزارة الإعلام المساعدة بالسماح لنا بعرض فقرات دعائية إعلامية ولو لفترة ثوان عن الكشف المبكر عن السرطانات، لأننا مازلنا نراوح في مكاننا من هذه الناحية وعلى مدى الأعوام الستة الماضية والتي تراوح على وزارة الإعلام ثلاثة وزراء لم نتمكن من خلالهم الموافقة على دعم جهودنا إلى نشر الوعي، ونأمل من وزارة الصحة الحالية أن تنظر إلى موضوعنا، وأن تفتح لنا قنواتها لنقوم بتفعيل دور الجمعة أكثر وأكثر