العدد 3027 - الأحد 19 ديسمبر 2010م الموافق 13 محرم 1432هـ

إجماع على أن العلاقات الروسية مع أوكرانيا وبولندا ستشهد تحسناً العام المقبل

(من اليسار) الرئيس الروسي مدفيديف أثناء زيارته أوكرانيا
(من اليسار) الرئيس الروسي مدفيديف أثناء زيارته أوكرانيا

يتوقع أن تواصل علاقات روسيا مع أوكرانيا وبولندا، والتي كانت تقف عند مستوى متدن قبل عام مضى، التحسن خلال العام المقبل، في ظل تعميق العلاقات الاقتصادية بين كييف وموسكو، وجهود جديدة للتغلب على الخلافات القديمة مع وارسو. وساهم حادثان منفصلان في جعل هذا التغيير ممكناً، أحدهما كان تحطم طائرة في روسيا في أبريل/ نيسان الماضي أسفر عن مقتل الرئيس البولندي، ليخ كاتشينسكي، وهي مأساة تعاطف معها المسئولون والمواطنون الروس على حد سواء. أما الحادث الآخر فكان انتخاب السياسي الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش رئيساً لأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

أما بالنسبة لبولندا، فإن العلاقات مع روسيا شهدت تحسناً، نظراً لأن رئيس الوزراء، دونالد تاسك والرئيس الجديد، برونيسلاف كوموروفسكي ينتميان للحزب نفسه ولديهما آفاق متشابهة بشأن السياسة الخارجية. ولطالما عبر الرئيس البولندي الراحل عن آراء مناهضة لروسيا.

وقالت المحللة في معهد الشئون الخارجية بوارسو، أجنيسكا لادا، إنه «بات من المؤكد أن بولندا سيكون لديها سياسة خارجية موحدة، نظراً لعدم وجود خلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء». وستستفيد العلاقات مع روسيا من هذا الوضع على وجه الخصوص. وقالت: «من المؤكد أنه ستكون هناك سياسة غير مثيرة للجدل تركز على الاهتمام بقضايا ومحاولات للتوصل إلى تفاهم». ومع ذلك، ستظل على الأرجح العلاقات الروسية البولندية هشة، حيث يتعين على قادة الجانبين التغلب على خلافات تاريخية عميقة. وربما تمثل المذبحة التي وقعت في الحرب العالمية الثانية وقتل خلالها نحو 22 ألف جندي ومفكر بولندي على يد الشرطة السرية السوفياتية أكبر قضية تقسم البلدين، إلا أنه في خطوة تجاه المصالحة، وافق مجلس الدوما الروسي الشهر الماضي على بيان يلوم بشدة الزعيم السوفياتي آنذاك، جوزيف ستالين على عمليات القتل. ومن بين التوترات الحديثة، مشاركة بولندا في الدرع الصاروخي بعيد المدى الخاص بحلف شمال الأطلسي (ناتو) والتي تعتبره موسكو بمثابة تهديد.

ومع هذا، تم التخلي عن خطط هذا الدرع العام الماضي من أجل درع متطور دعيت موسكو للانضمام إليه. ويبدو كوموروفسكي عازماً على وضع حد لإنهاء حالة العداء بين الدولتين، معترفاً بالمصالح الأمنية لموسكو خلال زيارة قام بها مؤخراً الرئيس الروسي، دميتري ميدفيديف لوارسو. وقال كوموروفسكي الشهر الماضي خلال مقابلة مع التلفزيون البولندي إن بلاده «تمكنت من التصالح مع الألمان، وتمكنت من التصالح مع الأوكرانيين، لذا فإن الوقت قد حان للتصالح مع الروس».

ويصف محللون الرئيس الأوكراني بأنه ينتهج أسلوباً براغماتياً تجاه موسكو، في تناقض واضح مع خط سلفه فيكتور يوشينكو المناهض لروسيا. وقال جليب بروستاكوف، من مركز مجلس الخبراء التحليلي، ومقره كييف: «أعتقد أن حكومة يانوكوفيتش تبني هيكلاً حاكماً قوياً لها، بدلاً من أن تفعل شيئاً ما وفقاً لتعليمات الكرملين». وكان أكثر تصرفات الحكومة الأوكرانية الجديدة إثارة للجدل هو الاتفاق الذي وقع في أبريل/ نيسان الماضي لتمديد السماح لروسيا بتمركز أسطول البحر الأسود الخاص بها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية مقابل الحصول على غاز طبيعي أرخص ثمناً.

كما أن كييف وقعت في ظل يانوكوفيتش اتفاقيات مهمة أخرى مع موسكو، واحدة بشأن التعاون في تطوير الفضاء وأخرى لمنح عملاق الطاقة الروسي «جازبروم» الحق في بيع الغاز مباشرة للعملاء الأوكرانيين بدلاً من بيعه عبر وسيط. وكانت هذه هي نتيجة لكل من مبادرة الرئيس الأوكراني والتقارب الكبير للاقتصادين الروسي والأوكراني.

ويقول أستاذ العلوم السياسية، روسلان كوليك، من دونيتسك، إن المصالح المشتركة ربما تبرز بعض الخلافات بين البلدين. ويحتاج تحقيق تقدم طويل الأجل في قضايا مثل الطاقة والفضاء إلى جهد متواصل ومعالجة بعض النقاط الشائكة. ولن يمكن حل نقل العتاد العسكري الروسي أو السفن إلى الأراضي الأوكرانية أو الوجود الكبير للعمال الأوكرانيين في روسيا، الأمر الذي يثير استياء الروس، من خلال المحادثات وحدها. وقال كوليك إن «أوكرانيا وروسيا متقاربتان للغاية اقتصادياً وسياسياً، وبغض النظر عما يحدث، ستكون هناك نزاعات دائماً».

العدد 3027 - الأحد 19 ديسمبر 2010م الموافق 13 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً