العدد 2976 - الجمعة 29 أكتوبر 2010م الموافق 21 ذي القعدة 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

رسالة إلى حملات الحج

رحلة الحج إلى بيت الله صعبة في الماضي من حيث مشقة الطريق ووسائل المواصلات والفترة الزمنية التي يقضيها الحجاج في رحلتهم، سواء كانوا منفردين أم تابع قافلة يرأسها (الحملدار) أي صاحب الحملة كما يطلق عليه سابقاً، حيث يسهل (الحملدار) رحلة الحج إلى بيت الله بتقديمه خدمات معينة للحجاج الذين يرافقونه كالرفقة الآمنة، السكن، المواصلات، والإرشاد الديني فيكون بذلك هو الأب الحنون والأخ الغيور والصديق عند الضيق.

أما الآن (المقاول) وهو المسمى حالياً لصاحب الحملة الذي يقدم الخدمات للحجاج كما السابق باختلاف انه قد لا يكون كأب وأخ وصديق إلا ما ندر من بعض أصحاب الحملات، بل يكون تاجراً همه جمع المال وزيادة الربح، فلهذا يتنافس المقاولون على رفع الأسعار من دون سبب، فالسكن في مكة لم يرتفع كثيرا... والأكل والشرب وغيرها لم يرتفع 100 في المئة، فان سلمنا بالغلاء، فهو موجود بنسبة معقولة أي (30 في المئة) لكن (المقاولين) رفعوا أسعارهم 100 في المئة وأكثر.

الناس تلهث لتبحث عن أرخص الحملات لكن دون جدوى فكأن المقاولين قد اتفقوا على رفع الأسعار لانعدام الرقابة أو المحاسبة عليهم من الأطراف الأخرى.

ومما يحز في النفس أن بعض الحملات ترفع سعرها بما لا يتوافق مع الخدمات التي تقدمها والتي تبدأ من وسائل المواصلات القديمة المفتقرة لأبسط الخدمات فيها مثل التكييف، زيادة عدد الركاب، ومروراً بالسكن حيث يحشر عدد هائل من الحجاج في غرفة واحدة، إضافة إلى التغذية التي يطلقون عليها مسمى البوفيه والتي لا تتوافق أبداً مع المبالغ الطائلة التي أخذها المقاول من الحجاج.

وقد يجبر بعض المقاولين الحجاج بصورة فنية أو عشوائية بعمل ما يريده المقاول توفيراً للجهد والمال كتحايل أصحاب بعض الحملات مثلاً على الحجاج في منى بأن ينقسم الحجاج إلى قسمين، قسم يكون مبيتهم من المغرب إلى منتصف الليل ويطلق عليه (مبيت أول) والقسم الثاني من منتصف الليل إلى الفجر ويطلق عليه (مبيت ثاني) توفيراً للخيمة التي استأجرها المقاول، والتي تتسع فقط لـ 100 حاج أو اقل بينما عدد حجاجه 200 حاج فأكثر.

بعض المقاولين للأسف الشديد يؤجر خيمته إلى من يريد أن يوسع على حجاجه من المقاولين بينما يضيق هو على حجاجه بخيمة صغيرة لا تتسع إلا لعدد قليل مما يضطر بعض الحجاج للنوم خارج الخيام. ألم يدفع كل حاج من الحجاج للمقاول قيمة الأرض التي خصصت له في منى كمبيت كامل ؟

فأين تغيب أعين المراقبين والمسئولين عن راحة الحجاج وحمايتهم من هؤلاء؟

ولك أن تتخيل أيها القارئ الكريم كيف تكون حالة الحجاج وهم يجبرون على ترك منى بعد يوم من التعب (يوم العيد) قضوه في المشي من الجمرات إلى السكن في مكة لتناول وجبة الغداء (التي لم تهضم بعد)، حتى اخرجوا قسماً من الحجاج ليدركوا مبيتهم الأول في منى قبل أن يدخلوا في إشكالات شرعية تترتب عليهم دفع الكفارات.

وما أن وصل الحجاج إلى منى وتناولوا وجبة العشاء وتهيأ بعضهم للنوم والبعض استعد روحياً لإحياء برنامجه الخاص من دعاء وصلاة مندوبة، إلا والنداء الصارخ يستعجلهم بالخروج من الخيمة (ليحلوا القسم الثاني) حتى يذهبوا إلى السكن في مكة، فتخيلوا كم من الوقت يستغرقون في المشي حتى يصلوا إلى مكة، وليستعدوا فجراً لرمي الجمار أيضاً.

(من الجمرات إلى السكن في مكة ثم إلى منى ثم الجمرات) وهكذا يتعب الحجاج من برنامج المشي في أيام التشريق نفسياً وجسدياً بينما تشير كثير من الأحاديث إلى إن أيام التشريق أيام أكل وشرب وراحة والبقاء في منى هو بقاء في كنف الله وضيافته ينثر عليهم رحمته ويظللهم بمغفرته.

نطمح بكل المقاولين أن يكونوا كأب وأخ وصديق ويخافون الله عز وجل من ظلم الحجاج ويسهلون أداء فريضة الحج على الناس لتحصيل الثواب العظيم كما بشر به رسولنا الكريم(ص): «من أعان حاجا على أداء الفريضة كان له مثل أجره».

لنا أمل بإقامة دورات ترشيدية وتثقيفية للحجاج بما إليهم من حقوق وعليهم من واجبات، وأن تناقش قضايا الحجاج وهمومهم لوضع الحلول المناسبة، وذلك بتأسيس جمعية حقوقية لحماية الحجاج من جشع بعض أصحاب الحملات ولقمع كل من تسول له نفسه بالغش والتحايل على الحجاج.

سميرة الأدرج


الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس

 

إن الحياة مليئة بالمصاعب ومواجهة المتغيرات الطبيعية والاجتماعية التي تهز كيان الإنسان وتجعله يشعر بالضعف والنقص أمام حوادث الحياة وتعقيدات المجتمع .

الشعور بالنقص: هو مرض يصيب بعض البشر ويسبب لهم نوعاً من عدم التوازن في تصرفاتهم، ويصيبهم بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس، ويشعر الإنسان بوجود عيب فيه مما يجعله يشعر بضيق وضعف في الشخصية، فتراهم يريدون الترؤس والتحكم على الآخرين ويصرون على أن يسدوا النقص هذا بأي وسيلة كانت، وإصراره على الوصول الى ارفع المناصب ليزداد ثقتهم في نفسهم ويستخدمون هذه القاعدة ليتخطوا الخوف والعجز والبعض يبالغ في مظاهر التدين لإخفـاء خطوات معينة في حياتهم، والذين يشعرون بالنقص فئة شديدة التمسك بآرائها دون مبرر حتى لو كانت خطأ.

كما أنهم يميلون لتعظيم أنفسهم وفرض سيطرتهم على الآخرين، والرغبة في إظهار النفس في الحديث، فهم كثيرون الكلام عن أنفسهم لكي يخفوا عيوبهم، ولا يقتنعون بسرعة بأخطائهم، كما أنهم لا يتخلون عن آرائهم بسهولة وعن الامام الصادق (ع) «ما من رجل تكبر أو تجبر الا لذلة وجدها في نفسه».

بداية الشعــور بالنقــص: البداية من مرحلة الطفولة عندما يجد الإنسان نفسه دائماً أقل من الآخرين لأنهم أكبر سناً منه وأكثر تجربة ويقيس نفسه بهم يجد انه اقل منهم فيشعر في نفسه بالضعف حيث إنهم متفوقون عليه بأمورعده هذا التفوق، ينعكس عليه سلباً فيشعر بالضعف وانه اقل من الآخرين بين ما هو فعلا و مايجب أن يكون ومايطمح بالوصول إليه وعندما يشعر بالعجز عن سد هذا النقص ويتوقف نموه النفسي وتتكون لديه عقدة النقص وبتراكم هذه الشعور وزيادة الضغوط والانفعالات وكبتها بداخل النفس، يلجأ الى تعويض هذا النقص الذي يسبب له ألم نفسي وشعور سيئ مستمر وقلق وتوتر شديد، وهذا نجده غالباً عند الأطفال المراهقين وهناك من يستمر يعوض هذا النقص بتلك الطريقة طوال حياته .

طبيعة الانسان الناقص، يحاول ان يكسب اعجاب الآخرين بطريقة فنية، فيتكلم عن تلك البطولات والإنجازات الوهمية والتسلط ورفعة النفس والكبرياء لتعويض نقصه وفشله بالسيطرة على الآخرين ومن أوهامه التكاثر في المال واحتقار الآخرين من لاشي، ويتظاهر للناس انه يملك العلم والقدرة واثبات الشخصية والثقة التامة بالنفس ويقارن نفسه بالآخرين انه الأفضل دوماً ويلجأ في أحلام اليقظة فيبني له فيلا من عالم الخيال ويعوض نقصه وضعفه التي لم يستطع ان يحققها إلا في الأحلام فينظر نفسه رفيع المستوى وعند مخالطة الناس يفسر أحلامه الوهمية.

التعامل مع النقص :افضل طرق التعامل مع هذا النقص ان يكون الانسان واعياً بنقصه ويعمل على كبته إن لم يجد حلاً لإصلاح نفسه من هذا الوباء ويستخدم اساليب صحيحة من الممكن سد هذا النقص حتى لا يؤثر على حياته وسلوكياته مع الناس... ولا يخلو الانسان من عدم الشعور بالنقص فالتفكير الإيجابي يلجأ لحل المشكلة بطريقة صحيحه ويعوض نقصه بالتفوق والابداع ورضا الآخرين.

حسن مهدي الملك


جرائم الحاسب الآلي (1)

 

إن النظرة القانونية للحاسب الآلي تختلف باختلاف طرق استخدامه في ارتكاب الجرائم وتعدد الأخطار الناتجة عن سوء استخدامه.

وسوف نلقي الضوء على الأطر القانونية بشأن جرائم الحاسب الآلي مقسمين ذلك على حلقات متعددة فيها الحلقة الأولى عن استخدام الحاسب الآلي كأداة في ارتكاب الجرائم والحلقة الثانية استخدام الحاسب الآلي بشكل يمثل جريمة في حد ذاته (مستقلة) وثم سوف نتابع الحلقات بتوضيح طرق استغلال الأطفال عن طريق الإنترنت.

أولاً: الحاسب الآلي وسيلة في ارتكاب الجريمة يستخدم الحاسب الآلي أحياناً كأداة لإتمام الجريمة وبذلك يكون وسيلة لإتمام الركن المادي لجريمة أخرى ولا ينظر إليه في هذه الحالة كجريمة مستقلة وإنما ينظر إليه كدليل ثبوت ضد المتهم على ارتكابه جريمة, وسوف نوضح هذه الصورة بالأمثلة الحية حتى يسهل على القارئ معرفتها مثال ذلك في جريمة الاحتيال (النصب) فإذا أعلن المتهم على شبكة الإنترنت عن وجود مشروعات وهمية مدعياً كذب وجود أرضية مالية صلبة ورأس مال ثابت على خلاف الحقيقة الأمر الذي يسهم في خداع الغير ويدفعه دفعاً بإرادة معيبة إلى دفع مبالغ مالية للمتهم، فإننا نكون بصدد جريمة احتيال ويكون استخدام المتهم للحاسوب في هذه الحالة ما هو إلا دليل إدانة مثل باقي الأدلة يخضع لتقييم قاضي الموضوع ولا ينظر إليه كجريمة قائمة بذاتها شأنه في ذلك شأن السكين التي تكون أداة للقتل فهي غير مجرمة في حد ذاتها إنما حين يستخدمها القاتل في إزهاق الروح فإنها تكون دليل إدانة ضده والحاسوب قد يستخدم في مجال العلم والاتصال والمعرفة.

وقد يستخدم كأداة لارتكاب الجرائم أو طريق من طرق الإعلان والعلانية في الجرائم التي يشترط فيها ركن العلانية, ومثال ذلك أيضاً استعمال الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت بالإعلان عن سلع بوصفها تحمل مواصفات معينة على خلاف الحقيقة فإن المتهم يخضع لقانون حماية المستهلك وقانون المواصفات والمقاييس باعتباره أعلن عن سلعة أو خدمة غير حقيقية من شأنها خداع المستهلك ويكون استخدام الحاسب الآلي في هذه الحالة هو دليل على قيام المتهم بعرض الإيجاب على المجني عليه الذي حينما يقبل يكون ضحية، وفي هذه الحالة لا ينظر القانون للحاسب الآلي ومن ثمة شبكة الإنترنت كجريمة إنما كوسيلة أو أداة إعلان أو قد يستخدم بعض الخارجين عن القانون الحاسب الآلي في الإساءة إلى السمعة وإلى اعتبار الناس وبالتالي نكون هنا بصدد قانون العقوبات الذي جرم السب والقذف والتعرض للحياة الخاصة للناس سواء في السر أو العلانية، لذلك يكون الإنترنت في هذا الشأن بمثابة وسيلة إعلان أو بمثابة مكان عام يمكن لأي شخص الدخول في فضائه ويصبح الحاسب الآلي وشبكة الإنترنت هي سبب للعلانية في جريمة القذف أو السب وانتهاك حرمة الغير.

ولا تألو وزارة الداخلية جهداً بالتنسيق مع الأجهزة القضائية لضبط كافة الجرائم الإلكترونية وتحت إشراف سلطة التحقيق، ونشير في هذا الصدد لوجود دراسة قانونية لوضع تقنين شامل يتضمن استخدام الحاسوب في الجريمة وذلك في إطار الاتفاقيات والمعاهدات والمعايير الدولية الحديثة التي تراعي الأمن والخصوصية وحرية الرأي.

وسوف نكمل إن شاء الله الحلقات القادمة حول الجرائم الإلكترونية.

وزارة الداخلية


« أبي... مثلك لم أرَ»

 

أبي !

أنت...

خفايا روح غريبة

حكايتك لا تنتهي

أعماق قلبك لغز صامت

العلماء لم يفكوه بعد !

صبر جميل يحتويك

لم أورثه منك أبداً

خسارة...

أي رجل مثلك يا ترى ؟

أبداً لم أرَ !

فلو كان هناك رجل مثلك...

لقبلته لي زوجاً !

يحميني كما أنت تفعل

أبي !

أأنت زهرة أم قمر لا يخفى بريقه !

لون أبيض هو قلبك الناصع

كلامك عطر فاح عبيره اللامع

لذلك...

فأنت كنز محبة...

فمن لا يريد أن يصبح مثلك ؟

إسراء ماجد سيف


أغضبتنا حكمتك...

 

«إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا، فارفع ملفك لمحكمة الآخرة فإن الشهود ملائكة والدعوة محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين»!

حكمة وقف «عباس» أمامها قبل أن يهم في الشروع في شرح درسه اليومي في أول يوم دراسي وفي أول دقيقة وفي أول صف تخطو رجلاه عتبة مدرسته، لفتت نظارته بسمك قنينة زجاجة البيبسي إلى هذه الحكمة التي كتبها أحد الطلبة على السبورة ذلك الطالب الإعدادي الكسول الخمول الذي لم يتجاوز خمس عشرة سنة من المدلل والديه له كما في كرشته ولباسه الأنيق وحقيبته الدبلوماسية وتسريحة شعره الطويلة المتناثرة يمنة ويسرى على كتفيه!

إلا أن مروان وإن أهمل هندامه فقد أهمل أعظم من ذلك واجباته واستسلم لرغباته ولهواه طيلة الحصص، إنه الطالب المتميز عن زملائه ليس في تحصيله العلمي إنما بعناده وجداله الذي لا ينتهي مع مدرسيه، رغم كثرة النصائح التي قدموها لولي أمره والوصفات العلمية التي كتبوها له حتى عجزت الأفكار التربوية التي أجريت له وفشلت العمليات الحسابية لتقويته، فصار مثقلاً بالإنذارات ومهدداً بالطرد والرسوب!

«مروان» المحبوب من جميع زملائه والمكروه من جميع مدرسيه والمعروف في الصف بعناده وكبريائه، لم يستطع قلبه الكبت طويلاً حتى فجر قنبلته السرية في بداية العام، منذراً بذلك العقول المتعفنة والنفوس النائمة، طاوياً بذلك صفحة تاريخية من كشف المستور وهدر المفضوح، عندما وقف يوما أمام مربي الفصل وهو يوزع أوراق الامتحان ليعلنها صرخة في وجهه، هيا قل يا أستاذ «إنني راسب في مادة الأدب العربي» كما رسبت قبلي فيها بعض الدول العربية والتي راحت تصافح أيدي نتنياهو وتتناغم مع وعودها وتطبل قنواتها بانتصارها على «إسرائيل»! وفي النهاية صرنا محاصرين براً وبحراً وجواً!

نعم فضلت أن أرسب في هذه المادة بالذات؛ لأنني طالب قليل الأدب وعديم الاحترام وكسول بامتياز، لكن هل تعرفون ما السبب؟ ومن هو المتسبب في ذلك؟ أسرتي! نعم أبي وأمي، هم السبب، إنني طالب مدلل بمعنى الكلمة، فلا أب يحاسبني ولا شمس تصهرني ولا طلباً يرفض لي ولا دمعة تنحدر مني، بل ألاقي كل الترحيب في البيت رغم رسوبي وكسلي دون بقية أخواني كالترحيب والاحتفاء الذي يلاقيه الرئيس الأميركي من الدول العربية وهي تصفق خلفه فرحاً وابتهاجاً في شهر الله! على ماذا؟ على فشله في المفاوضات الأخيرة في بيت الطاعة الأبيض بإقامة وطن للفلسطينيين، أم على فشله بإرغام «إسرائيل» لوقف بناء المستوطنات وتبييض السجون وإطلاق الأسرى والأسيرات الفلسطينيين!

إن حالتي من الدلع والدلال تشبه حتماً دلال وانحياز راعية السلام أميركا لـ «إسرائيل»، كيف تريدني أن أكذب على نفسي وألغي عقلي وأجيب على أسئلة الامتحان لأكتب عن الوحدة العربية؟ وعن إنجازاتها وعن انتصاراتها في حروبها؟ وأي إنجازات وانتصارات هذه؟ هل في تكدس أسلحتها أم في جبن قياداتها وسجن رموزها وكثرة خلافاتها وحصار نسائها وأطفالها؟ أم عن أكاذيب وأضاليل وسيناريوهات عن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف! وأي دولة فلسطينية هذه وفصائلها تسجن بعضها بعضاً، وأي دولة هذه التي ترسم حدودها من ألد أعدائها، وأي قدس هذا الذي سيقبل بعاصمة ذهبت مع الريح من زمن بعيد، أم أكتب عن شرم شيخ يخوننا أم عن جدار عربي يخنقنا أو يفصلنا عن العالم كي لا نبصر حتى مدرستنا، أم طاقة ونوراً يصلنا بين الفينة والأخرى، وماءً يجلب من تل أبيب قطرة قطرة!

لحظات من الزمن وعباس واقف أمام مدير المدرسة يعاتبه ويحاسبه على حكمة اليوم السياسية، التي كتبت على السبورة لولا جرس المدرسة الذي قطع توبيخات مدير المدرسة، بعدها تمر عقارب الساعة سريعاً ليقف عند الساعة السادسة والنصف صباحاً على صوت زوجة عباس يخترق أذنيه لتوقظه من كابوسه، «اصحا ياعباس ما بك هذه الليلة، كنت طوال الليل تهجو، ومن ذا الذي أغضبك يا عباس، هل هو مروان ثانية!»

لكنه نهض وابتسم في وجهها قائلاً: إنه مدير المدرسة ثانية يا أم «أيمن» يطلب مني إيقاف مروان أسبوعاً كاملاً على قلة أدبه، عندها أيقن عباس أنه كان في كابوس عميق... عميق مع قضية مروان الضائعة بين الأسطر والحروف وقوائم الإنذار والاعتذار، كما ضاعت قضية فلسطين بين التسويف والتسويق وبين المؤتمرات الدولية بين الفيتو وكؤوس الفيمتو!

ثم راح عباس يسحب رجليه للمدرسة جراً جراً وهو يردد حكمة الأمس «إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا، فارفع ملفك لمحكمة الآخرة فإن الشهود ملائكة والدعوة محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين».

مهدي خليل


حبيبتي

 

حين تحترق الاصابع

والبحر يغرق في أعماقه

حين تموت الارض

والاحلام تتبخر

حين تخمد البراكين

وتختفي الشمس في السماء

وحين تتحول العصافير الى نسور

وحين ينتهي رحيق الزهور

وحين تجف عيون الماء

وحين يسمع الاطرش

ويخمد لهيب الحب

وحين تموت المشاعر

حينها أستطيع أن انساك

وأتمسك بذكراك


في حوزتنا فائض كبير من المشاعر

 

من أعلى الشرفات

في حوزتنا كراهية وانتقام

واسرار خاصة بالنساء

نساء شريرات يتحدثن عن الحب

أجساد ممنوعة من التداول

فماذا تفعلون بنا؟

أنتم تمتلكون محافظ أنيقة

لعقود الرجال

وأوامر القتل

وشهادات الفضائح

ودفن شفاه الرجال في النبيذ

ونحن نمتلك جيوباً فارغة

لا تصلح حتى لتدفئة الاصابع

أنتم تملكون الأجساد الخارقة

الموتى يتناولون عذابهم

ويخلدون في البرزخ

وهذا ما تفعله النساء تماماً

حواء... آدم... الانسان

خطيئة

نساء قلوبهن سوداء

وأجسادهن شديدة البياض

أنا آدم وأنت حواء

وثالثنا الخطيئة

صالح ناصر آل طوق


الحل يكمن في تفويض الصلاحية لممارسة السلطة داخل المؤسسات

 

قيام مسئولين كبار بزيارات مفاجئة لمؤسسات وإدارات تابعة لهم مطلب وطني بحت، والوقوف على حجم الانجاز واخفاقاته السبيل الوحيد للتطوير والتحسين... إلا ان ذلك أشبه بالدواء المسكن ما يلبث أن يزول مفعوله وتعود الأمور إلى ما كانت عليه، فالمهمة بحاجة إلى جيوش من القوى البشرية النافذة والمؤثرة، ويزداد الأمر سوءا عندما يصل عدد المؤسسات والإدارات إلى المئات وألوف العاملين، حيث يصبح من المستحيل تحقيق شمولية التفقد والمتابعة، إذا أين الحل؟

إن تفويض السلطات والصلاحيات في تطبيق الإجراءات الانضباطية والتأديبية والعقابية بحق كل مخالف وفق الانظمة المعمول بها هي السبيل الوحيد للخروج من هذا النفق، فقد ثبت عدم جدوى المركزية الخانقة وخصوصا عندما تتعدد وتتشعب وتتباعد وتتباين الإدارات والمؤسسات التابعة .

إن أحادية المصدر والتفرد في القرار عائق أساسي في الأداء الإداري المؤسسي وخانق لكل ابداعات الإدارة العليا والمتوسطة فالثقة بقدرات القيادات الميدانية في إدارة وتفعيل الاجراءات والضوابط والأنظمة وحسن تطبيقها من أهم الوسائل التي حققت نجاحات ملحوظة في ادارة المؤسسات الكبيرة منها والصغيرة مهما تعددت أهدافها واختصاصاتها ويبقى الحل في ثقافة التفويض فهل آن الأوان لذلك؟

أحمد الذوادي

إداري سابق

العدد 2976 - الجمعة 29 أكتوبر 2010م الموافق 21 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:20 ص

      من السبب؟

      الحج أصبح تجارة للمقاولين، وسياحة للحجاج، ومفخرة لبعض آخرين، ولا يعلم الحاج أين السبب في هذا الغلاء ...
      اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام في عامنا هذا وكل عام

    • زائر 4 | 6:14 ص

      أم كرار

      يااصحاب الحملات ارئفو بحلاتنا فنحن طاقاتنه محدوددة فأنتم محسبين أمام الله

    • زائر 3 | 5:37 ص

      ايه لا تذكريني

      في 2007 التحقت بحملة للحج الأكبر بعد مدح الناس لهم وبأنهم مؤمنين ولكن الله ماقصروا تعبونا تعب ولا أكل ولا راحة خاصة أيام التشريق كل نمشي حتى قلت يمكن يغمى عليي من قلة الراحة بس قلت كله يهون أمام هذا الفرض الواجب يمكن الله ما يمد في عمرنا حتى نحج مرة ثانية ، نمشي للجمرات من العزيزية إلى منى ومن منى الساعة 12 نطلع حتى الحملة الثانية تدخل ونمشي للعزيزية حتى ما نوصل إلا الفجر ونصلي ونمشي للجمرات وهكذا ...
      الله يسامحهم المشكلة بعض المقاولين طماعين يأخذون أكثر من طاقتهم
      الله يتقبل منا ومنكم

    • زائر 2 | 4:16 ص

      سميره الادرج

      اشكركى على هذا الموضوع المهم ومن صالح الحجاج بس احب اضيف نقطه لم تتطرقى اليها الا وهي اجور العاملين والممرضين الذين يعملون 24ساعه فى الحمله باجور قليله وباهضه

    • زائر 1 | 3:01 ص

      الجناح المكسور

      بارك الله فيك يام فاضل على هذه المواضيع القيمة والتي تخرج من الصميم مواضيع هادفة كثر الله من امثالك....نسالكم الدعاء.

اقرأ ايضاً