أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس (الخميس) عن تفاؤله بنجاح الجهود الأميركية الرامية إلى إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان من اجل إعادة إطلاق مفاوضات السلام.

إلا أن الرئيس عباس كرر في الوقت نفسه رفضه طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتراف القيادة الفلسطينية بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي مقابل تجميد الاستيطان.

وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة فنلندا تاريا هالونن عقب استقباله لها في رام الله «لماذا لا نتأمل أن تقنع الولايات المتحدة إسرائيل بوقف الاستيطان لأن المطلوب ليس شيئا كثيرا بل قضية الاستيطان فقط الذي هو بالنسبة لنا عمل غير شرعي على الأرض الفلسطينية».

وأضاف عباس «لنركز على الأمل وليس الفشل. نحن مؤمنون تماماً بحل الدولتين وخيار حل الدولتين هو الأنسب والأفضل».

وأكد عباس انه في حال حصول تقدم في الجهود الأميركية «فلا مانع لدينا لاستئناف المفاوضات المباشرة بل مستعدون لاستئنافها فوراً».

وأضاف «حينها سنبدأ مفاوضات حول قضايا الوضع النهائي الحدود والقدس واللاجئين والاستيطان وغيرها وهذا متوقع ونأمل أن يحصل».

وعرض نتانياهو الاثنين على الفلسطينيين تمديد العمل بتجميد الاستيطان مقابل اعترافهم بإسرائيل كدولة يهودية، إلا أن القيادة الفلسطينية سارعت إلى الرفض.

وكرر عباس هذا الموقف الخميس قائلاً «قلنا أكثر من مرة وسئلنا أكثر من مرة وقلنا إننا اعترفنا بإسرائيل العام 1993 من خلال ورقة الاعتراف المتبادل بيننا ونحن معترفون بإسرائيل ولكن إذا أرادوا أن يسموا أنفسهم أي اسم آخر عليهم مخاطبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهذا شانهم».

من جانبه، دعا وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستوب خلال زيارة لغزة أمس إسرائيل إلى اتخاذ مزيد من إجراءات تخفيف الحصار المفروض على القطاع.

وقال ستوب في مؤتمر صحافي في غزة بعد لقاء مع مسئولين في الأمم المتحدة «علينا مواصلة تخفيف الحصار الجزئي وعلينا مواصلة نقل المساعدات الإنسانية وعلينا أن نواصل النشاط التجاري وكذلك الصادرات».

كما دعا إلى وقف إطلاق الصواريخ من القطاع ودعا إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لدى «حماس» منذ يونيو/ حزيران 2006.

ودعا ستوب الاتحاد الأوروبي ووزراء الخارجية الآخرين إلى زيارة القطاع الفقير «للاطلاع على الوضع على الأرض». وأشار إلى «اليأس الذي شعر به عندما عبر الحدود ورأى كل هذا الدمار ورأى الفقر».

إلى ذلك، قررت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة «حماس» في غزة اعتماد «عهد الوفاء والولاء» للطابور المدرسي الصباحي في إطار الرد على قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن التعديل القانوني الذي يجبر طالبي الجنسية غير اليهود أداء قسم الولاء «لدولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية».

وذكر المكتب الإعلامي للأمانة العامة لمجلس الوزراء في الحكومة المقالة ، في بيان صحافي وزع أمس عقب جلسة الحكومة الأسبوعية ، أنه «تم تكليف وزارة التربية والتعليم بإعداد عهد الوفاء والولاء في إطار الرد على قانون المواطنة التي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية».

وقال إنه «سيتم البدء في أداء العهد في الطابور المدرسي خلال الأيام القريبة القادمة». وكان الكنيست الإسرائيلي صادق قبل أيام على قانون يقضي بضرورة قسم الولاء والوفاء لإسرائيلي مقابل الحصول على الجنسية الإسرائيلية، في خطوة وصفها مسئولون فلسطينيون بأنها عنصرية تستهدف تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وإجراءات قد تهدد وضعهم داخل اسرائيل.

من جهة أخرى ، قال متحدث باسم الحكومة المقالة إن رئيس الحكومة إسماعيل هنية اتصل هاتفيا مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى وبحث معه مستجدات ملف المصالحة بين حركتي «فتح» و»حماس».