العدد 2951 - الإثنين 04 أكتوبر 2010م الموافق 25 شوال 1431هـ

هل تمدد إسرائيل قرار وقف الاستيطان لإنقاذ محادثات السلام؟

بناء المستوطنات العقبة التي ستنسف محادثات السلام (أ.ف.ب)
بناء المستوطنات العقبة التي ستنسف محادثات السلام (أ.ف.ب)

بعد شهر من انطلاقها تواجه المحادثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين صعوبات خطيرة. وتبحث الولايات المتحدة عن سبل لدفع المفاوضات قدماً لكن ليست هناك حلول سهلة متاحة.

ما هو وضع المحادثات؟

كان من المنتظر أن يجتمع الزعيمان الإسرائيلي والفلسطيني كل أسبوعين لإجراء محادثات مباشرة. وكان آخر لقاء من هذا النوع في 15 سبتمبر/ أيلول ولم يتم تحديد موعد جديد للاجتماع. وتقول القيادة الفلسطينية إن المحادثات المباشرة لن تستأنف ما لم توقف إسرائيل النشاط الاستيطاني على الأراضي المحتلة. ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو حتى الآن تمديد تجميد جزئي للبناء استمر عشرة أشهر وانتهى في 26 سبتمبر.

لماذا يرفض نتنياهو تمديد التجميد؟

يعتقد نتنياهو أن تمديد التجميد سيؤدي الى إسقاط حكومته الائتلافية التي تهيمن عليها أحزاب مؤيدة للمستوطنين. ويقول حلفاء إنه يتطلع الى تجنب تكرار ولايته الأخيرة كرئيس للوزراء من العام 1996 إلى العام 1999 حين وافق على تسليم أجزاء من الضفة الغربية للفلسطينيين بموجب مذكرة «واي ريفر». وعارض بعض الشركاء السياسيين الاتفاق وانهارت حكومته وفقد رئاسة الوزراء في الانتخابات التي تلت هذا.

هل هناك أي شيء يمكن أن يؤدي الى كسب تأييد حلفائه؟

أكد مسئول إسرائيلي كبير تقارير إعلامية أفادت بأن الولايات المتحدة عرضت على نتنياهو حزمة حوافز ليطرحها على حكومته لمساعدته في إقناعها بتمديد التجميد لمدة 60 يوماً بما في ذلك ضمانات أمنية وزيادة المساعدات العسكرية. وقال المسئول إن رئيس الوزراء رفضها في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام إسرائيلية الأحد الماضي أن نتنياهو يأمل الحصول على مزيد من التنازلات من واشنطن.

لماذا لا يحاول نتنياهو التواصل مع أحزاب المعارضة؟

ثارت تكهنات كثيرة في الأشهر الأخيرة بشأن ما إذا كان نتنياهو سيتخلص من الحلفاء المتشددين ويشكل حكومة وحدة وطنية مع حزب كديما الوسطي الذي يدعم تجميد النشاط الاستيطاني ويؤيد محادثات السلام. وتقول شخصيات كبيرة في حزب ليكود الذي يقوده رئيس الوزراء إن اتفاقاً من هذا النوع في هذه المرحلة المبكرة من عملية التفاوض في الوقت الذي ما زال فيه التوصل الى اتفاق سلام شامل حلماً بعيداً سيبعد أنصار حزب ليكود الرئيسيين. غير أنه إذا تقدمت المحادثات مع الفلسطينيين وبدأت تظهر ملامح اتفاق فإن من شبه المؤكد أن يعود هذا الخيار إلى المقدمة مجدداً.

لماذا يصر الفلسطينيون على استمرار التجميد؟

يقول الفلسطينيون إن النشاط الاستيطاني يقوض فكرة اتفاق السلام قائلين إن كل منزل يقام في الضفة الغربية لأسر يهودية يحرمهم من أراض يريدونها لإقامة دولة ذات مقومات البقاء. ويقول نتنياهو إنه لم ترغم أي قيادة إسرائيلية سابقة على وقف البناء أثناء محادثات السلام. ويقول الفلسطينيون إن البناء الآن واسع النطاق وإن الوضع بات خطيراً. ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تجميد النشاط الاستيطاني لكنهما لم يجدا سبيلاً بعد لإقناع نتنياهو بالإذعان.

ماذا يحدث بعد ذلك؟

أوضح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس وجهة نظره لكن موقفه لن يتحدد إلى أن يحصل على دعم الجامعة العربية. ومن المقرر أن تعقد اجتماعاً في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وإذا حدث ما يبدو مرجحاً في هذه المرحلة وهو أن تتفق مع عباس فسيتم إيقاف محادثات السلام المباشرة. وربما تقرر الولايات المتحدة العودة إلى المحادثات غير المباشرة لكن هذه المحادثات لم تتمخض عن شيء تقريباً في الأشهر السابقة.

من الخاسر إذا انهارت محادثات السلام؟

ستبدو إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما ضعيفة لإطلاقها محادثات سلام انهارت على الفور تقريباً. وستطرح أسئلة بشأن السبب وراء بدئها مفاوضات دون أن تحل مشكلة تجميد النشاط الاستيطاني الواضحة أولاً.

وستتطلع الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الوضع القائم في الضفة الغربية ويعتقد القليل من السكان المحليين أنه سيكون هناك تكرار للانتفاضة التي بدأت العام 2000 بعد انهيار محادثات السلام في كامب ديفيد. غير أن البناء الاستيطاني سيستمر وستتقلص الأراضي التي يريدونها أكثر من هذا.

وسيعزز نتنياهو موقفه في الداخل لكن في هذه الحالة يجب ألا ينتظر أي دعم من واشنطن إلى أن يترك أوباما الحكم.

العدد 2951 - الإثنين 04 أكتوبر 2010م الموافق 25 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:29 م

      د. هاشم الفلالى

      اسرائيل تحصل على ما تريده من منطلق سياستها التى تخوض غمارها بحكومة برئاسة ناتنياهو الذى من اول وهلة ادرك العرب بان العلاقات سوف تتدهور وان هناك سياسة متشددة قادمة تحمل فى طياتها الكثير من المشكلات والعقبات، وبالفعل فإن المستحيل اصبح امام العرب فى خيار ليس له بديل.

اقرأ ايضاً