قام مستوطنون إسرائيليون بإضرام النار في مسجد بالضفة الغربية المحتلة أمس (الإثنين). وقال مدير بلدية بيت فجار، علي ثوابتة إن مستوطنين أقدموا فجر أمس على إحراق مسجد البلدة وإن النيران التهمت 15 مصحفاً كما أتت على سجاد المسجد.

جاء ذلك فيما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن بلاده في خضم «اتصالات حساسة للغاية» مع الولايات المتحدة بشأن الاستيطان في الضفة الغربية.

مستوطنون يحرقون مسجداً في الضفة الغربية

نتنياهو: إسرائيل في خضم «اتصالات حساسة» مع أميركا

الأراضي المحتلة - د ب أ، رويترز

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أمس (الاثنين) أن بلاده في خضم «اتصالات حساسة للغاية» مع الولايات المتحدة بشأن الاستيطان في الضفة الغربية، في مسعى للتوصل إلى تسوية تحول دون انهيار محادثات السلام. جاء ذلك فيما أحرق مستوطنون أحد المساجد في الضفة الغربية المحتلة.

وقال نتنياهو في بداية جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوعية «قبل شهر واحد، دخل الفلسطينيون في محادثات مباشرة معنا... والآن هناك اهتمام بمواصلة مفاوضات السلام... إنها مسألة حيوية لدولة إسرائيل». وأضاف «إننا في خضم اتصالات دبلوماسية حساسة للغاية مع الإدارة الأميركية في مسعى لإيجاد سبيل لمواصلة المحادثات». وأوضح أن الوقت الراهن «ليس مناسباً لإصدار بيانات»، حيث أنه لا يريد أن يسبب أزمة سياسية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي «سنفكر بهدوء في الوضع وحقيقته المعقدة بعيداً عن الأضواء. أقترح أن يتحلى الجميع بالصبر، ويتصرف بمسئولية، وبهدوء وقبل كل شيء برصانة».

في هذه الأثناء، بحث وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل في الرياض أمس مع نظيرة المصري، أحمد أبوالغيط التنسيق بين البلدين بشأن الأوضاع في لبنان والعراق إضافة إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وكان وزير الخارجية المصري وصل إلى الرياض في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقاً. وقالت مصادر قريبة من المباحثات إن الجانبين السعودي والمصري بحثا تطورات الأوضاع، وخصوصاً على الساحة اللبنانية والوضع في العراق خاصة تشكيل الحكومة إضافة إلى المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة التي تجرى تحت رعاية الولايات المتحدة الأميركية.

إلى ذلك، أيد نواب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية أمس قرار منظمة التحرير الفلسطينية بعدم إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في ظل البناء الاستيطاني.

وحث النواب، في بيان صحافي، حركة «فتح» على وقف المفاوضات غير المباشرة والتنسيق الأمني مع إسرائيل في ظل ممارساتها «العدوانية» بحق الشعب الفلسطيني. وشدد النواب على أن هذا الموقف من حركة «فتح»، «جاء في وقت أحوج ما تكون فيه قضيتنا الفلسطينية إلى قرار شجاع يعيد للقضية هيبتها بعد مسيرة من المفاوضات التي أرهقت كاهل القضية ولم تجلب لنا غير الويلات». وأهاب النواب بحركة «فتح» أن تثبت على موقفها الأخير وأن لا تستجيب للضغوط مهما كانت، مؤكدة أن وقف المفاوضات «إشارة إيجابية تعزز إمكانية إتمام المصالحة الوطنية».

من جهة ثانية، اعتبر الموفد الخاص للجنة الرباعية بشأن الشرق الأوسط، طوني بلير أمس الأول أن الهدف الذي حدده الرئيس الأميركي، باراك أوباما بإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال عام واقعي. وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق خلال برنامج تلفزيوني على شبكة «رأي» الإيطالية العامة «هذا ما أعتقده، وذلك لسببين: أولاً الرئيس أوباما أدرج (المسألة) بين أولوياته منذ بدء عهده، وثانياً أن الناس يريدون السلام».

وتابع بلير أن «الإمكانية الوحيدة لإحلال السلام هي من خلال إعطاء الأمن لدولة إسرائيل والسيادة لدولة الفلسطينيين».

في سياق آخر، قام مستوطنون إسرائيليون بإضرام النار في مسجد بالضفة المحتلة أمس. وقال مدير بلدية بيت فجار، علي ثوابتة إن مستوطنين أقدموا فجر أمس على إحراق مسجد البلدة وأن النيران التهمت 15 مصحفاً كما أتت على سجاد المسجد. وأضاف أن الأهالي تمكنوا من إخماد النيران وأن المستوطنين ركبوا سيارتهم وسارعوا بالفرار.

وهذه هي المرة الرابعة منذ ديسمبر/ كانون الأول التي يتعرض فيها مسجد في الضفة الغربية لهجوم. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الهجوم الذي وقع في بيت فجار قرب بيت لحم.

ويعقد تصاعد العنف الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمنع انهيار مساعي السلام التي تأمل واشنطن أن تحل القضايا الرئيسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في غضون عام.

جاء ذلك في وقت اعتصم فيه عشرات من أنصار حركة «الجهاد الإسلامي» في غزة أمس للمطالبة بالإفراج عن أحد قادتها في الضفة الغربية المعتقل لدى السلطة الفلسطينية منذ ستة أيام. ورفع أنصار الحركة خلال الاعتصام لافتات تطالب السلطة الفلسطينية بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم القيادي بالحركة عدنان خضر الذي بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب خلال الاعتصام، إن «أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تصر على استمرار اعتقال عدنان خضر رغم إضرابه عن الطعام وحالته الصحية المتدهورة». وأضاف حبيب أن هذا الاعتقال يندرج في إطار خطوات السلطة بملاحقة «المقاومين»، خدمة لتعزيز التنسيق الأمني مع إسرائيل، مشدداً على رفض كل أشكال الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وغزة. تخلل الاعتصام مداخلات لحقوقيين أكدوا خلالها على مناهضة الاعتقال السياسي في الضفة الغربية وغزة، وطالبوا بخطوات عملية لتحريمه، وخصوصاً أنه يخالف القانون الأساسي الفلسطيني.