أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن إيران مستعدة لاستئناف مباحثاتها مع الدول الست الكبرى بشأن برنامجها النووي، بحسب ما جاء أمس (الخميس) على موقع التلفزيون الرسمي على الإنترنت.

وفي لقاء مع نظيره الصيني يانغ جيشي في نيويورك «جدد متقي التأكيد أن إيران مستعدة للتفاوض مع مجموعة فيينا ومجموعة (5+1)»، أي أبرز الدول التي تتفاوض معها بشأن المسألة النووية، بحسب ما أفاد الموقع. ونقل المصدر عن الوزير قوله إنه «يمكن أن تثمر المفاوضات إذا كانت عادلة وتم الاعتراف بحق إيران في استخدام الطاقة النووية سلمياً».

وقد علقت إيران في يونيو/ حزيران كل اتصالاتها مع الدول الست الكبرى (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا) بشأن برنامجها النووي، رداً على إقرار مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة بحق طهران.

إلى ذلك نقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله أمس إن روسيا وإيران ستواصلان التعاون العسكري على رغم دعم روسيا أحدث عقوبات فرضتها الأمم المتحدة على الجمهورية الإسلامية.

وكان الكرملين قد أعلن أمس الأول (الأربعاء) أن الرئيس ديمتري مدفيديف وقع على مرسوم يحظر إمداد إيران بدبابات قتالية ومركبات مدرعة وأنظمة مدفعية ثقيلة وطائرات حربية ومروحيات عسكرية وسفن وصواريخ من بينها أنظمة دفاع جوي طراز «إس-300» في إطار إجراءات تتخذها روسيا لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي.

وقال ريابكوف للصحافيين الروس في نيويورك أمس الأول بعد اجتماع لمجموعة الوسطاء الست بشأن القضية النووية الإيرانية «لا يمكن أن نطور التعاون التقني العسكري مع إيران بتلك الأنواع من الأسلحة لكن هناك توجهات أخرى». ورحبت واشنطن بالخطوة التي اتخذتها روسيا الأربعاء لحظر تسليم صواريخ الدفاع الجوي «إس-300» وأسلحة أخرى لإيران بوصفه «تنفيذ أمين لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1929».

في هذه الأثناء، قالت شركة «تيسين كروب» إنها بصدد تجميد كل الأعمال الجديدة مع إيران بأثر فوري وستنهي العقود القائمة هناك في أسرع وقت ممكن استجابة للعقوبات المشددة على الجمهورية الإسلامية. وقال إكهارد شولتز وهو الرئيس التنفيذي للشركة أكبر منتج للصلب في ألمانيا أمس «إننا بوقفنا للأعمال مع إيران ندعم سياسات العقوبات لجمهورية ألمانيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة». و»تيسين كروب» الأحدث ضمن سلسلة من الشركات الألمانية التي تقلص علاقاتها التجارية مع إيران.

وكانت شركة صناعة السيارات الألمانية دايملر قد أعلنت في وقت سابق هذا العام خططاً لبيع حصتها في شركة إيرانية لصناعة المحركات وتجميد صادرات مزمعة لإيران وذلك عقب خطوات مشابهة من جانب «سيمنس» و»ميونيخ ري» و»أليانز».

وجاء إعلان تيسين كروب بعد يوم من إبلاغ وزراء خارجية القوى الكبرى إيران بأنهم يأملون في التوصل إلى حل مبكر من خلال المفاوضات للخلاف بشأن برنامجها النووي.

في سياق آخر، نقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن وزير المخابرات حيدر مصلحي قوله أمس إن السلطات ألقت القبض على المجموعة المسئولة عن انفجار أودى بحياة 12 شخصاً في شمال غرب البلاد.

وألقت السلطات الإيرانية اللوم على مقاتلين «مناهضين للثورة» مدعومين من أعداء أجانب الجمهورية الإسلامية منهم الولايات المتحدة وإسرائيل. ونقل التلفزيون عن مصلحي قوله «المجموعة التي نفذت هذا الهجوم الإرهابي قبض عليها... وسيعاقبون فيما آمل». ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الانفجار الذي وقع أثناء احتفالات الدفاع المقدس وهي مناسبة سنوية للقوات المسلحة لإحياء ذكرى حرب إيران التي دامت 8 سنوات مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. ولم يورد مصلحي تفاصيل عن هذه الاعتقالات وقال «الانفجار استهدف الوحدة بين الشيعة والسنة في البلاد».