العدد 2934 - الجمعة 17 سبتمبر 2010م الموافق 08 شوال 1431هـ

جيل الشباب من الساسة الأفغان يتحدى التقاليد في الانتخابات البرلمانية

على لوحات الإعلانات التي انتشرت في العاصمة كابول التي مزقتها الحروب قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة اليوم، فاقت أعداد صور المرشحين الشباب نظرائهم من كبار السن الذين هيمنوا بشكل تقليدي على المشهد السياسي في أفغانستان.

وعلى الرغم انه ليس هناك شروط رسمية لأعمار المرشحين، قال مسئولو الانتخابات إن أكثر من نصف المرشحين البالغ عددهم 2556 مرشحاً يتنافسون على 249 مقعداً لمجلس النواب (وليسي جيرجا) هم دون الثلاثين عاماً. وتقليدياً، لا يسمح للشباب، وخصوصاً النساء، بالتعبير عن آرائهم في القضايا الوطنية المهمة في وجود الكبار. ودائماً ما كان قادة القبائل يمثلون سكان مناطقهم، ولكن الكثير من المرشحين الشباب يقولون إن تلك الممارسات القديمة فشلت وهناك حاجة للتغيير.

وقال جنان موسى زاي (30 عاماً)، مرشح في دائرة كابول، حوالي 60 في المئة من سكان البلاد دون الخمسة والعشرين عاماً ويرغبون في تمثيل حقيقي في البرلمان. وأضاف «كنتيجة لـ 30 عاماً من العنف، حدثت زيادة في الوعي السياسي والاجتماعي بين جيل الشباب في أفغانستان».

أما المرشح شفيق الله سالم بويا (28 عاماً) فيقول «الشباب سئموا وملوا من السياسة في هذا البلد. فالشباب يشعرون بخيبة أمل تجاه قادتهم السياسيين، وهذا أحد سبل التي يريدون أن يقولوا بها إنهم لايريدون القبول بالوضع القائم. وبالمشاركة بهذه الأعداد الضخمة يريدون المساهمة في التغيير».

ولا يتنافس الشباب وحدهم على مقاعد البرلمان، فإجمالي 406 سيدات، غالبيتهن من الشابات، يتنافسن أيضاً في هذه الانتخابات في مواجهة قائمة طويلة من الشخصيات المؤثرة والبارزة، من بينهم أباطرة حرب سابقون وزعماء تهريب مخدرات مشتبه بهم وشخصيات محلية متحكمة في موازين القوى، كانوا يسيطرون على البرلمان السابق.

وقالت روبينا جلالي (25 عاماً)، وهي عداءة أولمبية سابقة، إنها ترغب في دخول البرلمان «للدفاع عن حقوق النساء والشباب في مواجهة المشرعين الذين يريدون أن يحرموهم من حقوقهم». وأضافت «أرغب في أن أكون صوت الشباب والرياضيين في البرلمان».

ولكن على الرغم من طموحاتهم، التي يراها البعض بأنها أمل جديد للديمقراطية المرتعشة في أفغانستان، فإن الكثير من المرشحين سارعوا بالاعتراف بالعقبات العديدة التي تواجههم في السباق الانتخابي. فالنسبة للكثير من المرشحين الشباب، يمثل نقص الدعم المالي العنصر الرئيسي الذي يحد من حملاتهم الانتخابية.

أما المرشحات الشابات فقلن إن وجودهم في الانتخابات يواجه مقاومة من الجماعات المحافظة الكثيرة في أفغانستان ذات المجتمع الذكوري. وقالت جلالي «على عكس المرشحين الرجال، لا يمكننا زيارة أي مكان في أي وقت نريد لأننا نساء والناس تنظر إلينا بشكل مختلف».

يشار إلى أن الدستور الأفغاني لما بعد فترة حكم «طالبان» يخصص ربع مقاعد مجلس النواب الأفغاني، 68 مقعداً، للنساء. وكانت التهديدات أشرس بالنسبة للمرشحة نيما سوراتجار التي قالت إنها تلقت العشرات من الرسائل الإلكترونية المسيئة والمكالمات الهاتفية بعدما ظهر اسمها بقوائم المرشحين.

وقالت «لا أعرف من هم ، ولكني مازلت استقبل مكالمات هاتفية ورسائل إلكترونية من أشخاص يهددون بقتلي ما لم انسحب، وسببهم الوحيد لقتلي هو إنني امرأة ولا يجب أن أترشح في الانتخابات».

العدد 2934 - الجمعة 17 سبتمبر 2010م الموافق 08 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً