العدد 914 - الإثنين 07 مارس 2005م الموافق 26 محرم 1426هـ

موقف خاص

جدحفص - مهدي عبدالله 

تحديث: 12 مايو 2017

كنت في عجلة من أمري وأمامي موعد مهم. قبل هذا الموعد أريد تسليم بعض الأوراق التي بحوزتي إلى مؤسسة الأيدي العاملة. تلفت عن يميني ويساري فلم أعثر على مكان شاغر. الموقف العمومي بعيد وحتما سأتأخر لو اتجهت إليه. قريبا مني ألفيت مساحة صغيرة كتب عليها "موقف خاص". هل أغامر وأركن سيارتي؟ لدقيقتين فقط ولن يحدث شيء. لكنها مخالفة صريحة لا تتناسب مع أخلاقي. لن يستغرق الأمر أكثر من دقيقتين وستسير الأمور على ما يرام. ترددت وضربت أخماسا في أسداس لكن الوقت يمضي وعلي أن أحسم الأمر. تجرأت وأوقفت السيارة وهرعت إلى الطابق الثاني. أنهيت مهمتي سريعا وعند رجوعي فوجئت بما لم أتوقعه: سيارة تسد طريقي. ها قد وقع المحذور. تعكر مزاجي. بادرت بالتطلع نحو واجهة المحل، أبصرت شخصا يبدو أنه أحد الزبائن. أشرت عليه أن يبعد سيارته. فهمت منه أنه سيأتي بعد لحظات. انتظرت على وجل لكنه لم يف بوعده. ضربت البوق فأجابني شخص آخر بأن الرجل يتحدث في الهاتف وسيأتي في الحال. صبرت خمس دقائق وضربت البوق ثانية فجاء الرجل، لكن أملي خاب عندما اكتشفت أن سيارته ليست هي المعترضة بل التي بجانبها. ازددت حنقا واتجهت إلى المحل فقيل لي إن صاحب السيارة المعنية يؤدي الصلاة الآن. ثم علمت أن هذا الشخص هو المدير. جفلت قليلا وتغير لون وجهي لكنني تماسكت. اذهبوا إليه واجلبوا المفتاح لأنني على عجل. ردوا بأن المفتاح في جيبه ويتحتم علي أن أنتظر. خرجت لأعاين السيارة مرة ثانية. ليس من وسيلة أخرى لحل المشكلة. أحد الموظفين نصحني بدفع السيارة المعيقة إلى الخلف، فقلت لنفسي: لماذا لا أنظر بداخلها فقد يكون المفتاح موجودا. بحثت هنا وهناك فلم أجد له أثرا. عدت خائبا، كررت طلبي بأن يحضروا المفتاح، لكنهم ردوا بأنهم لا يجرؤون على ذلك لأن المدير يصلي. كلمة "المدير" أثارت في نفسي رهبة خفيفة لأنني أعلم بداخلي أنني مخطئ. بعد نصف ساعة جاء المدير فقلت له بصوت خفيض: لو سمحت، أزح سيارتك، انها تعترض سيارتي. تطلع إلي ببرود وقال: لقد ورطت نفسك، ألا تعلم أن هذا موقف خاص وهناك إعلان يشير إلى ذلك؟

لم أنبس ببنت شفة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً