قالت شركة غوغل الأميركية، إن السلطات الصينية جددت ترخيصها للعمل في الصين؛ ما وضع حداً لمواجهة بين الجانبين استمرت أشهراً عدة.
وكانت «غوغل» قد أغضبت القيادة الصينية مطلع العام الجاري (2010) بعد تهديدها بالانسحاب من الصين احتجاجاً على الرقابة والقرصنة التي تتعرض لها، وذلك قبل أن تقوم بإعادة توجيه عمليات البحث من الصين إلى صفحتها في هونغ كونغ التي لا تخضع للرقابة.
إلا أن الشركة قالت في الشهر الماضي - في خطوة تصالحية تجاه الصين - إنها ستمتنع عن إعادة توجيه طلبات مستخدميها إلى تلك الصفحة مباشرة؛ بل ستوجه هذه الطلبات إلى «صفحة وسيطة» يمكنهم من خلالها التوجه إلى صفحة هونغ كونغ.
وقال محامي شركة غوغل، ديفيد دراموند، في تصريح بعث به بالبريد الالكتروني: «نحن سعداء لقرار الحكومة الصينية تجديد الترخيص، ونتطلع إلى مواصلة توفير خدمات البحث وغيرها من الخدمات لمستخدمي مواقعنا في الصين».
وقد ارتفع سعر سهم «غوغل» بنسبة 2 في المئة صباح الجمعة إثر الاعلان.
وكان مدير عام «غوغل»، إريك شميت، قد عبر يوم الخميس عن ثقته بأن بكين ستجدد ترخيص الشركة. يذكر أن «غوغل» لا يمكنها العمل في الصين من دون الحصول على ترخيص رسمي من الحكومة الصينية.
وقال شميت: «إن نشاطاتنا في الصين تعتمد كلياً على موافقة الحكومة الصينية».
وكانت «غوغل» قد قالت في يناير/ كانون الثاني الماضي إنها قد تنسحب من السوق الصينية، بعد تعرضها لما وصفته «بهجوم إلكتروني متطور» استهدف أنظمتها مصدره الصين.
واستهدف الهجوم حسابات البريد الالكتروني الخاصة ببعض ناشطي حقوق الإنسان الصينيين، إضافة إلى البنية التحتية الالكترونية الخاصة بـ «غوغل» وغيرها من الشركات الأميركية في البلاد.
وأصدرت الحكومة الأميركية وقتها بياناً عبرت فيه عن «خيبة أملها» لعدم تمكن «غوغل» والحكومة الصينية من حل خلافاتهما.
يذكر أن الفوز بتجديد ترخيص عملها في الصين يعتبر أمراً حيوياً بالنسبة إلى «غوغل». فخسارتها للسوق الصينية التي تعتبر أكبر سوق للانترنت في العالم على رغم الانتشار القليل نسبياً لاستخدام الشبكة العنكبوتية لحد الآن قد يؤثر بشدة على نموها المستقبلي.
وقد رحب المحللون بالقرار الصيني، ولكنهم حذروا في الوقت نفسه من أن قضايا عديدة تبقى عالقة بين الطرفين.
وقال أحدهم، وهو تيد دين، الذي يعمل في إحدى الشركات الاستشارية في بكين: «إنه لخبر سار بالنسبة إلى المستهلك الصيني وكذلك بالنسبة إلى صناعة الانترنت في الصين أن تواصل (غوغل) عملها في البلاد بشكل من الأشكال، ولكن بعض القضايا التي حدت بـ (غوغل) إلى حجب صفحة البحث الخاصة بها مازالت موجودة»
العدد 2865 - السبت 10 يوليو 2010م الموافق 27 رجب 1431هـ
