تميزت رواية الكاتب العراقي مهدي عيسى الصقر الأخيرة «امرأة الغائب» بأسلوب غير تقليدي وبأنها في تناولها العراق في حروبه وأوجاعه شكلت مزيجا من الملاحم اليونانية وألف ليلة وليلة. اضافة الى ذلك يتميز الكاتب بقدرة سردية تمسك بالقارئ على رغم بعض التفاصيل المعادة والأجواء المتشابهة. وفي ما هو مقدمة من صلب الرواية حملت عنوان «مصادفات» سعى الصقر الى أن يكون أسلوبه مختلفا ومن نتاج «التجارب» الروائية الحديثة. وتتركز الرواية موضوعا على شاب عراقي هو «مهندس» جعلته الحرب يعمل في اصلاح الأجهزة التلفزيونية والراديوات وغيرها مع أن انقطاع الكهرباء باستمرار جعل هذا العمل أقل شأناً من قبل. علق قلب هذا الشاب بامرأة فُقد زوجها في الحرب مع ايران وبقيت طوال ثلاثة عشر عاما تنتظر عودته هي ووالدته، وربت ابنها على ألا يشك في عودة أبيه وحرمت نفسها من مجرد التفكير في أي رجل. ويتعلم الابن خلال عطلته الدراسية في مشغل وجدي فتنشأ محبة بين الاثنين مثل أب وابن. وتبرز في الرواية أجواء الاساطير والملاحم اليونانية وبشبه كبير وتفصيل أحيانا، لكن الكاتب جعل ذلك وبنجاح يبدو «عراقيا» الى حد بعيد