أكد استشاري جراحة العظام ورئيس الجمعية البحرينية لهشاشة العظام جمال صالح انتشار مرض هشاشة العظام في البحرين، وقال إن آخر دراسة أجرتها الجمعية كشفت عن إصابة 25 في المئة من النساء عينة الدراسة بالمرض وإصابة 30 في المئة بضعف العظام.

وأوضح صالح «عموما فإن 80 في المئة من المصابين بهشاشة العظام من النساء و20 في المئة من الرجال، إلا أن كبار السن الذين تفوق أعمارهم السبعين عاما تتساوى نسبة الإصابة بهشاشة العظام بين الرجال والنساء».

جاء ذلك خلال الدورة التخصصية الأولى عن قياس هشاشة العظام التي نظمتها الجمعية البحرينية لهشاشة العظام أمس في فندق موفيمبيك بالتعاون مع الجمعية العربية لهشاشة العظام ووزارة الصحة وشارك فيها 250 مشاركا من داخل وخارج البحرين وقدمها متخصصون عالميون من ألمانيا والنمسا، ومن المزمع أن يُعطى المشاركون ممن يجتازون الدورة شهادة في قياس الكثافة العظمية معتمدة من المنظمة العالمية لهشاشة العظام.

وأوضح رئيس الجمعية البحرينية لهشاشة العظام «أجريت الدراسة في العام 2005 وشملت العينة 200 من النساء البحرينيات في سن انقطاع الطمث، وكان من نتائج الدراسة أيضا ما وجدناه من ارتباط الهشاشة بمستويات اقتصادية معينة، فمن يحصلون على دخل سنوي قليل كانوا أكثر تعرضا للإصابة بالهشاشة، كما تُصاب به النساء اللواتي لا يهتمن بتناول الأغذية المحتوية على الكالسيوم، كما وجدنا تأثيرا للمستوى التعليمي على ذلك، فالمرأة المتعلمة والمثقفة تعتني بنوعية طعامها أكثر».

وبسؤاله عن الفئات التي تحتاج إلى قياس كثافة العظام، أجاب بأن «المعرضين للإصابة بالهشاشة يحتاجون إلى قياس كثافة عظامهم والفئات ذات الخطورة العالية مثل كبار السن الذين تفوق أعمارهم 65 عاما ومن أُصيبوا بكسور في السابق والتي بحسب نوعها يشك الطبيب في أنها ناجمة عن هشاشة العظام مثل الكسور من السقوط العادي أو حادث عادي والتي نتوقع أنها نجمت عن ضعف في العظم».

وأردف»لابد من التأكيد أيضا على أهمية تناول مقادير كافية من فيتامين (د) وفي دراسات في الدول المجاورة وجدوا أن من 80 إلى 85 في المئة من الشعوب الخليجية بمختلف أعمارها يعانون من نقص في هذا الفيتامين، وتعتبر الشمس أكبر مصدر للفيتامين ولأن الحرارة عالية في منطقتنا يهرب الناس من التشمس ما يؤدي إلى نقص الفيتامين، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالهشاشة بعد سنوات من نقصه لأن العظم لا يمتص الكالسيوم».

وأضاف «كما أن نقص الفيتامين (د) يؤدي إلى نقص المناعة أيضا ويرتبط النقص الشديد في الفيتامين بأمراض محددة مثل القلب والسكر وبعض أنواع السرطانات والتي تنتشر لمن يعانون من هذا النقص لفترات طويلة».

واستطرد صالح «وهناك فئات معينة من الأطفال ممن لديهم حالات مرضية معينة مثل الروماتيزم الشديد والربو الشديد ومشاكل الكلى ويأخذون أدوية معينة مثل الكورتيزون وهو ما يؤثر عليهم من ناحية إصابتهم بالهشاشة لتناولهم أدوية معينة».

وبين «تعتمد الدراسات الطبية العلمية على عاملين هما التخصص المعرفي وجودة وسائل البحث والفحوصات، وتأتي الدورة لتعزيز ركائز البحث الطبي في البحرين عن طريق تكوين مجموعة متخصصة تساهم في إرساء دعائم البحث العلمي المبني على المعرفة المتطورة وعلى مصداقية الفحوصات الطبية بغية إخراج دراسات محكمة تؤسس لمعرفة مدى انتشار هشاشة العظام في البحرين ومعرفة أسباب تفشيه ووضع الحلول للوقاية من انتشاره في شرائح المجتمع».

وتابع «تهدف الدورة أيضا إلى تأهيل مجموعة كبيرة من المعتمدين من الأطباء واختصاصي الأشعة لتمكينهم من إجراء فحوصات قياس الكثافة العظمية وتقييمها بحسب المعايير الدولية المتبعة في المراكز الطبية المتقدمة آخذين بعين الاعتبار حاجة المملكة المتزايدة لتأهيل المزيد من الاختصاصيين لتغطية الاحتياجات الحالية والمستقبلية، كما ستمنح الدورة الملتحقين بها شهادة المنظمة العالمية لهشاشة العظام في قياس الكثافة العظمية بعد اجتياز امتحان الكفاءة والذي من المزمع عقده في نهاية الدورة»