علمت «الوسط» أن وزارتي الداخلية والثقافة والإعلام اجتمعتا أمس لدراسة اتخاذ إجراءات تنظيمية لاستقبال السفن السياحية الوافدة إلى البحرين، بعد التصرفات غير اللائقة التي أبداها بعض سواق سيارات الأجرة أمس الأول من خلال خداع عدد من السواح الأجانب، وتقاضي أظجور عالية منهم مقابل توصيلهم من ميناء الشيخ خليفة إلى باب البحرين في المنامة.

وتم خلال الاجتماع المشترك وضع خطة ميدانية لاستقبال السفينة «كوستا ديل سول» التي ستحل على البحرين بعد غدٍ (الخميس)، ومن بعدها سفينة أخرى في اليوم التالي لمنع تكرار ما حدث من مشاهد غير لائقة.

حضور أمني ومروري ونشرات توعوية وترويجية للسياح...

«الثقافة والإعلام» و «الداخلية» تقران خطة مشتركة لاستقبال البواخر السياحية

الوسط - حسن المدحوب

قالت مصادر مطلعة لـ «الوسط»، إن وزارتا «الثقافة والإعلام» و «الداخلية» اجتمعتا يوم أمس لدراسة اتخاذ إجراءات تنظيمية لاستقبال السفن السياحية التي تفد إلى البحرين، بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت قبل يومين من قبل بعض سواق سيارات الأجرة، والتي أساءت إلى سمعة البحرين بعد حدوث مشادات كلامية بين عدد من سواق الأجرة، وبعض السياح الأجانب.

وقد تم خلال الاجتماع المشترك وضع خطة ميدانية لاستقبال السفينة «كوستا ديل سول» التي ستصل على البحرين بعد غدٍ (الخميس)، لمنع تكرار ما حدث من مشاهد غير لائقة.

وبحسب الخطة المطروحة فإنه سيكون هناك تواجدٌ أمني ومروري لتنظيم الحركة، ولتأمين أماكن محددة ومخصصة لسيارات الأجرة بالقرب من السفينة السياحية التي سترسو في ميناء الشيخ خليفة بن سلمان في الحد.

كما ستعمد وزارة الثقافة والإعلام إلى توزيع نشرات إعلامية وترويجية على السياح الأجانب الوافدين تحوي بعض الملاحظات والإرشادات التي تسهل لهم مهمة التعرف على أنظمة وقواعد البلد، تلافيا لحدوث أي مشاكل قد يتعرضون إليها.

ومن المتوقع كذلك أن تفرض الوزارة على سواق الأجرة بعض الإجراءات التنظيمية لمنع زيادة أسعار الأجرة والنقل على السياح بشكلٍ غير مقبول، كما تخطط أيضا لتفعيل عددٍ من البرامج التي من شأنها أن تعطي أفضل صورة أمام السياح عن البحرين، والتي تبرز الصورة الحضارية للبلاد.

وكان عدد من سواق الأجرة قد أساؤوا إلى البحرين قبل يومين بعد عراكهم للفوز بسياح أجانب وصلوا المملكة عبر أكبر سفينة سياحية يحتضنها الميناء الجديد، وقد اضطر عدد من السياح إلى دفع 150 دولارا (60 دينارا بحرينيا) وأكثر لكل سيارة أجرة تأخذهم من ميناء خليفة إلى باب البحرين. وقال شهود عيان لـ «الوسط» إن المشهد كان مقرفا للغاية وعدة مئات من السياح عادوا إلى السفينة وطالبوا القائمين عليها بالرحيل من البحرين.

وتوعدت وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بأن الوزارة ستتخذ إجراءات قانونية في حق سواق الأجرة المخالفين عند السفينة السياحية.

وأكدت الشيخة مي، في بيان صحافي تم تعميمه على الصحف، حرص الوزارة على دعم سياسات وتوجهات الحكومة في تشجيع السياحة وتنمية زيارة الوفود السياحية لمملكة البحرين. وقالت إنه في سبيل تحقيق هذه التوجهات والسياسات الحكومية فإن وزارة الثقافة والإعلام بقطاعاتها المختلفة وبالتعاون مع الوزارات والأجهزة الحكومية المختلفة لا تألو جهدا في بذل وتقديم جميع الخدمات التي تؤمِّن لزوار المملكة سبل الراحة وضمان عدم تعرضهم للاستغلال.

وكانت السفينة «بريليانس أوف ذا سيز» وصلت ميناء خليفة بن سلمان قبل يومين بعد أن أقنعت الشركة القائمة على إدارة وتشغيل السفينة «رويال كاريبيان انترناشيونال» سياحها بزيارة البحرين، لكنهم لم يتوقعوا ما رأوه بأم أعينهم.

وتأتي زيارة «بريليانس» للبحرين في إطار برنامج الموسم السياحي الجديد الذي أطلقته الشركة ويستمر حتى شهر أبريل/ نيسان المقبل، إذ ستقوم السفينة برحلات منتظمة لسبع ليالٍ تزور فيها خمس مدن خليجية هي دبي ومسقط والفجيرة وأبوظبي والمنامة. وتحمل السفينة على متنها 2500 سائح من المنطقة والعالم إضافة إلى 900 من أفراد الطاقم.

وكان شهود عيان قالوا لـ «الوسط» إن السياح المقبلين ضمن أول رحلة سياحية عالمية تصل البحرين رأوا منكرا لم يتوقعوه من الطريقة التي عوملوا بها، حيث تعرض بعضهم إلى مشادات كلامية وطريقة معاملة سيئة للغاية على حد وصفهم، الأمر الذي جعل المسئولين في شئون السياحة بوزارة الثقافة والإعلام في موضع حرج.

من جهته، أفاد رئيس جمعية سواق النقل العام البحرينية محمد البربوري، بأن بعض سواق الأجرة أحرجوا البحرين من خلال معاملتهم مع سياح سفينة «بريليانس اوف ذا سيز» التابعة إلى شركة «رويال كاريبيان انترناشيونال»، حيث حددوا تسعيرات خيالية لبعض السياح مقابل رحلات سياحية قصيرة لبعض المناطق والمعالم في البحرين لدى وصولهم البلاد.

في إشارة منه لشكوى السياح من سائقي التاكسي

الكوهجي: لن نقبل الإساءة لسمعة البحرين وسياحتها

أبدى صاحب الأعمال الوجيه عبدالحميد الكوهجي استياءه وامتعاضه الشديدين مما أسماه «الاستغلال غير المبرر لسائقي سيارات الأجرة»، في إشارة منه إلى شكوى مسئولي شركة «رويال كاريبيان» العالمية الرائدة في قطاع سياحة البواخر التي سيرت أكبر سفينة ركاب سياحية تعبر الخليج العربي «بريليانس اوف ذا سيز»، إذ رست بميناء خليفة بن سلمان في أولى رحلاتها إلى البحرين.

ورأى الكوهجي أن «ما عبرت عنه الشركة من امتعاض لاستغلال سائقي التاكسي كان إساءة بالغة، إذ أعطى انطباعا أوليا للسياح القادمين بأن استغلالا أكبر ينتظرهم في الطريق وهو ما دفع عددا منهم إلى العودة مرة أخرى إلى السفينة متراجعين عن قراراتهم التسوق في المنامة».

وطالب «إدارات الدولة التدخل لحماية السياحة في البحرين من أي استغلال فردي على حساب المصلحة العامة للوطن»، مؤكدا أنه «في الوقت الذي تتكفل فيه الدولة ملايين الدنانير لدعم السياحة وجذب السياح، لا يتورع البعض عن الإساءة لهذه السياحة لمصالح ضيقة قد لا يعي مردوداتها السلبية».

ودعا وزارة الثقافة والإعلام المسئولة عن قطاع السياحة إلى «متابعة هذه المخالفات واتخاذ الإجراءات الرسمية اللازمة وإعلانها من أجل أن تكون رسالة لكل من تسول له نفسه العبث بمصالح الوطن».

وشدد على أن التصريح الذي أدلت به وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة يبعث على الاطمئنان نوعا ما، مستدركا «لكن لا نجد مفرا من أن نطالب الوزيرة بالتشدد في كل مخالفة حدثت وأعطت انطباعا سلبيا عن مملكة البحرين، إذ إنه ومن دون أدنى شك سينتقل للخارج وسيأخذ مداه قبل أن تتم محاسبة المسئولين عن المخالفات، وخصوصا أن ثمة أنظمة وقرارات معمول بها لا تخفى على أحد».

وبرر الكوهجي مطالبه بالتشدد في معاقبة المخالفين للأنظمة في القطاع السياحي لما لهذا القطاع من أهمية وخصوصا أنه يمثل رقما لا يستهان به في الدخل القومي. وتابع أذلك ما أكده رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حينما أكد أن «للقطاع السياحي أهمية ومردودا كبيرا على الاقتصاد الوطني»، مشددا على عزم الحكومة فى الاستمرار فى دعمها لهذا القطاع الحيوي وتشجيعها للسياحة التي تلتزم بالانظمة والقوانين والتعليمات التى تصدرها الجهات المختصة، مؤكدا سموه أن السياحة في البحرين كانت دائما مزدهرة ومقومات ازدهارها لاتزال متوافرة».

وتساءل «إذا كان هذا الاستياء صنعه سائقو أجرة مع سفينة تحمل على متنها عددا بسيطا من السياح، فكيف هو الحال مع توجهات المملكة في احتضان المعارض والمؤتمرات الاقليمية والعالمية؟ وكيف هو الحال مع السياحة الرياضية عندما تستضيف المملكة حدث الفورمولا واحد أو بطولة العالم لسباق القدرة للخيل؟».