أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن إطلاق تقرير التنمية الإنسانية 2009 سيصادف يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وأن الاحتفال الرسمي لليوم العالمي للأمم المتحدة في البحرين الذي يصادف يوم 24 أكتوبر من كل عام، سيعقد يوم 26 الجاري في بيت الأمم المتحدة، كما يعقد في 15 الجاري مؤتمر صحافي في إطار حملة القضاء على الفقر العالمية، والتي تستمر في الأيام 16 و17 و18 الجاري، وهي حملة تهدف إلى حث جميع الأطراف الرسمية والمدنية للمساهمة في خفض الفقر إلى النصف بحلول العام 2015.

وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوم أمس (الخميس) للإعلان عن أنشطته المقبلة التي تصادف فترة الاحتفال باليوم العالمي للأمم المتحدة، أكد الوكيل المساعد للشئون السياسية والتعاون الدولي في وزارة الخارجية أحمد الحداد على أهمية مؤتمر تغيير المناخ الذي يعقد في كوبنهاجن في الفترة من 22 إلى24 الجاري، مشيرا إلى تطلع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى وضع آلية وتصور واتفاق جديد بشأن تغيير المناخ، وذلك بغرض التغلب على اتفاق «كيوتو» الذي تكتنفه نواقص معينة.

أما بشأن حملة الحد من الفقر، فأكد الحداد على اهتمام حكومة البحرين بهذا الأمر وأنها تعمل جادة لوضع الخطط واتباع سياسات معينة للتقليل من هذه الفاقة، لافتا إلى الخطوات التي اتخذتها الحكومة على صعيد حل مشكلة البطالة لرفع الاقتصاد البحريني، إضافة إلى الصناديق الخيرية المنتشرة في جميع المناطق البحرينية، تعمل على تقديم العون للمواطنين الذين يحتاجون للمساعدات.

وقال: «إن حكومة البحرين تقدر شراكتها مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتعمل على تعزيز هذا الدور يوما بعد يوم، وهو الذي بلغ ذروته خلال ترؤس البحرين الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ61، وكان لمملكة البحرين على الرغم من صغر حجمها دور كبير خلال ترؤسها».

وتابع: «أصدرت الجمعية العامة خلال ترؤس البحرين لها عدة قرارات أممية، وخصوصا في مجال تقوية وتعزيز دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وتعزيز دور المرأة في العالم بشكل عام، واتفاقية الحاجات الخاصة للمعاقين التي أقرت حينها».

كما أشار إلى أن الحكومة ومكتب الأمم المتحدة لديهما نشاطات عدة وتربطهما اتفاقيات مع وزارات ومؤسسات الدولة، وقال: «الحكومة دائما ما تستعين وتستشير بمكتب الأمم المتحدة، وتعمل في إطار ذلك على تنفيذ مذكرات التفاهم بين مملكة البحرين والمكتب، وقبل أشهر وقعنا اتفاقية شراكة بين المكتب والمجلس الأعلى للمرأة لتعزيز دور المرأة على مختلف الأصعدة، إضافة إلى مذكرة تفاهم أخرى مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ناهيك عن مذكرة لتزويد النواب الجدد بمهارات العمل البرلماني».

وكشف الحداد عن نية الحكومة توقيع مذكرة تفاهم مع المكتب بشأن الحكومة الإلكترونية قريبا، وتتعلق بإنشاء مركز لدعم دور الحكومة الإلكترونية ورفع قدرات القائمين عليها.

أما بشأن تعيين خولة مطر مديرا للمركز الإعلامي في القاهرة، فأكد الحداد أن البحرين كانت تسعى منذ فترة لأن تحصل مطر على هذا المنصب، وأن الموضوع عرض أمام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون منذ مايو/أيار الماضي أثناء استضافة البحرين لمؤتمر الحد من الكوارث، وهو ما أفضى إلى تعيين مطر مسئولة للإعلام في القاهرة.

ومن جانبه أكد المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيد آغا على ضرورة الاهتمام بإنهاء الفقر، وذلك من خلال اتخاذ خطوات كاملة وواقعية للحد منه، موضحا بأن الفقر لا يعني موت الناس من الجوع، وإنما يشمل المعرضين لمرض نقص المناعة المكتسبة «الأيدز» والأمراض الأخرى وما ينتج عن الفقر من مشكلات أخرى.

وقال: «يجب على الدول أن تمارس دورها باتخاذ الخطوات اللازمة لوقف هذه المشكلات عبر برامج التنمية الاجتماعية، كما أن المسئولية تقع على القطاع الخاص والمواطنين بحد ذاتهم إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني والإعلام الذين يجب أن يعملوا كفريق واحد، فالمسئولية عالمية ولا تقتصر على الدول التي تعاني منها فقط».

وأضاف: «الشركات التجارية تصرف المليارات على الإعلانات، وهذا ما يفرض عليها أن تقوم بدورها ومسئوليتها الاجتماعية في المجتمع، وأن تسهم بالحد من الفقر. وفي العام المقبل سيتم مناقشة ما تم تحقيقه من أهداف الألفية خلال الأعوام العشرة الماضية، كما سيتم من خلال مؤتمر عام مناقشة ما يجب تحقيقه خلال الأعوام الخمسة المقبلة».

وفي رده على سؤال لـ»الوسط» بشأن الفعاليات التي سيقيمها مكتب الأمم المتحدة في البحرين بشأن حملة الحد من الفقر، أوضح آغا بأنه سيتم الإعلان عن الخطوات في 15 أكتوبر الجاري، وأنه من بين الفعاليات دعوة مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة للوقوف في يومي 17 و18 الجاري في إطار الحملة، لافتا إلى أن المكتب يسعى لأن يتضامن مع الحملة نصف المقيمين في البحرين، آملا دعم المؤسسات الرسمية في هذه الحملة، وخصوصا وزارة العدل والشئون الإسلامية لدعوة خطباء الجمعة بدعوة المصلين للتضامن مع حملة الفقر والعمل على القضاء عليه.

أما رئيس المركز الإعلامي في مكتب الأمم المتحدة بالبحرين نجيب فريجي، فأوضح بأن الحملة العالمية لمكافحة الفقر والتي تقوم بتعبئة شاملة على مستوى أطراف العالم لتحقيق أحد أهداف الألفية الأساسية، وهي الحد من الفقر أو تخفيفه إلى النصف بحلول العام 2015، تم الاحتفال بها لثلاثة أعوام، وهي الحملة التي تأتي وفق قرار اتخذ منذ العام 2000 في اجتماع الأمم المتحدة بنيويورك، وكان الشعار الأول للحملة هو «قف ضد الفقر»، ولكن في العام الذي تلاه أضيف لها شعار «قف وارفع صوتك»، والعام الماضي كان الشعار «قف وتحرك»، وهذا العام تم إضافة شعار «قم وتحرك ولنقضي على الفقر فورا».

الحداد: أرض من جلالة الملك لـ«بيت الأمم المتحدة»

كشف الوكيل المساعد للشئون السياسية والتعاون الدولي في وزارة الخارجية أحمد الحداد في رده على سؤال لـ«الوسط» عن تخصيص جلالة الملك أرض لبيت الأمم المتحدة الذي سيكون مركزا إقليميا للأمم المتحدة في البحرين، وأن المركز يأتي في إطار الشراكة القديمة بين الحكومة والأمم المتحدة.

وقال: «طرحت فكرة المقر أثناء استضافة البحرين لمؤتمر الحد من الكوارث الذي عقد في شهر مايو/أيار الماضي، ومن المتوقع أن يشمل المركز مركزا متخصصا لإدارة الكوارث يكون على مستوى الوطن العربي والعالم». وتابع: «هناك تنسيق بين الديوان الملكي ووزارة الخارجية والمكتب لاختيار الموقع الجديد للمركز الذي يأتي في محاولة للإسهام بدعم الأمم المتحدة التي تمارس دورا كبيرا في العالم سواء من خلال مكافحة الحروب أو تقديم العون الإنساني والسياسي والحقوقي. كما أن وجود مثل هذه المؤسسات الدولية يعزز من صدقية مملكة البحرين وسياستها تجاه العالم». أما رئيس المركز الإعلامي التابع للأمم المتحدة نجيب فريجي فاعتبر أن إنشاء هذا البيت بالمواصفات الموجودة للأمم المتحدة من شأنه أن يجذب منظمات أخرى غير موجودة في البحرين، لتنشط من خلال مملكة البحرين، وخصوصا مع ما هو معروف عن انفتاح البحرين وسهولة التعامل معها وعراقة شعبها وشراكتها مع الأمم المتحدة.