قالت جامعة البحرين في بيان أصدرته أمس (الخميس)، إن مجلسها ناقش في اجتماعه الدوري أمس الأول الخطاب الذي تقدمت به الطالبة نور حسين إلى رئيس الجامعة إبراهيم جناحي، الذي أكدت فيه التزامها بقوانين الجامعة وتعهدها بعدم تكرار ما بدر منها، وقرر تخفيف العقوبة وتوجيه إنذار نهائي للطالبة. من جهتها، كشفت الطالبة نور حسين أن عميدة كلية إدارة الأعمال حميدة جاسم أخبرتها شخصيا ظهر أمس أن مجلس إدارة جامعة البحرين قرر تخفيف قرار إلغاء الفصل الدراسي الخاص بتحصيلها الأكاديمي إلى إنذار ثالث وهو ما يعني أنها استرجعت مواد الفصل الدراسي الملغى.

إلى ذلك، رحبت جمعيات شبابية بقرار إدارة جامعة البحرين إرجاع الفصل الدراسي المحذوف من سجل الطالبة نور حسين، والاستعاضة عن هذا الإجراء بإعطائها إنذارا ثالثا، ولكنها طالبت أيضا بإلغاء الإنذار الذي يهددها بالفصل من الدراسة في حال ارتكاب أي فعل تراه الجامعة مخالفا للوائح والأنظمة.

أكد أن القرار جاء بمعزل عن التأثيرات الخارجية

جامعة البحرين تخفف عقوبة «نور» بعد تعهدها بالالتزام بالقانون

الصخير - جامعة البحرين

قال مجلس جامعة البحرين أمس إنه ناقش في اجتماعه الدوري يوم أمس الأول الخطاب الذي تقدمت به الطالبة نور حسين إلى رئيس جامعة البحرين إبراهيم جناحي، الذي أكدت فيه التزامها بقوانين الجامعة وتعهدها بعدم تكرار ما بدر منها، وقرر تخفيف العقوبة وتوجيه إنذار نهائي للطالبة. وكان مجلس الطلبة برئاسة سلمان آل محمود قد بذل جهودا حثيثة خلال الأسابيع الماضية لتخفيف الإجراء المتخذ ضد الطالبة نور، واحتساب درجات الفصل الماضي لها شريطة أن تتعهد بعدم توزيع منشورات وبيانات لجهات خارجية في أروقة الجامعة. وفي هذا السياق، أكد عميد شئون الطلبة أسامة الجودر أن «قرار الجامعة قد اتخذ على خلفية الالتماس الذي تقدمت به الطالبة، والجهود التي بذلها مجلس الطلبة، ولم يكن لأية جهة خارجية دور في التأثير على قرار الجامعة الذي كان قيد البحث والمراجعة قبل أن تبادر بعض الصحف والجمعيات السياسية بطرح قضية الطالبة وتهويلها بهدف تحقيق أجندات سياسية خاصة.

كما أكد أيضا أن إدارة الجامعة تحترم الحريات الشخصية، ولا تتدخل في انتماءات الطلبة، إلا أن قوانينها الداخلية قد وضعت لتنظيم النشاط الطلابي، ودعا الجميع إلى احترام لوائح الجامعة التي تضمن عدم تأثير التيارات السياسية في المناخ العلمي الحر والمحايد الذي تسعى الجامعة للحفاظ عليه.

بسبب الحراك المدني التضامني

جامعة البحرين تتراجع عن قرارها... ونور تسترجع مواد فصلها

المنامة - ريم خليفة

كشفت الطالبة نور حسين أن عميدة كلية إدارة الأعمال حميدة جاسم اخبرتها شخصيا ظهر أمس أن مجلس إدارة جامعة البحرين قرر تخفيف قرار إلغاء الفصل الدراسي الخاص بتحصيلها الأكاديمي إلى إنذار ثالث وهو ما يعني أنها استرجعت مواد الفصل الدراسي الملغى إليها.

وأضافت حسين في تصريح لـ «الوسط» أمس «كنت أتمنى أن تتم هذه الخطوة للجامعة منذ البداية (...) لقد رجع جزء من حقي لكن يبقى مطلب حرية العمل الطلابي أساسيا لجميع طلبة الجامعة (...) صحيح أن قضيتي حُلت لكن لم تُحل قضية العمل الطلابي داخل الجامعة». ووجهت حسين شكرها الى جميع من تضامن معها وتابع موضوعها باهتمام كوزير التربية والتعليم ماجد النعيمي ومجلس ادارة جامعة البحرين والنواب الذين كانوا على اتصال معها، جمعية المنبرالديمقراطي التقدمي، جمعية الوفاق، النشطاء الحقوقيون، الصحافة المستقلة، اضافة الى الجمعيات والمنظمات واللجان الشبابية والقوائم الطلابية المختلفة وعلى راسهم جمعية الشبيبة البحرينية، قائمة التغيير، جمعية الشباب الديمقراطي، قائمة الوحدة الطلابية، الطالب اولا، مركز الوفاق الشبابي، ولجنة دعم الحريات الطلابية مع حملة فايس بوك الالكترونية.

وفي هذا الشأن قال الناشط الحقوقي نبيل رجب معلقا: «لم نر أي بيان رسمي تعلنه الجامعة حتى الان في قضية نور حسين لكن ان كان هذا القرار صحيحا فهي تعد خطوة ايجابية ولا يجب ان تتكرر بل ولا يتم التعامل مع الطلبة بطرق امنية وبوليسية لان الطلبة لهم الحق في حرية التعبير والعمل السياسي والثقافي والاجتماعي وحتى في تنظيم انفسهم وهي جمعيها انشطة كفلتها مواثيق حقوق الانسان الدولية».

وأضاف رجب قائلا: «على ادارة الجامعة ان تشجع هذا النوع من الانشطة بدلا من ان تضع القيود لان الطلبة هم قادة المستقبل». من جانبه اعتبر الامين العام لجمعية المنبر التقدمي الديمقراطي حسن مدن ان هذه الخطوة تعد نصرا لمبدأ الحرية للتعبير وللتنظيم في البحرين «نهنىء نور لأن قضيتها فتحت الأعين على حجم القيود التي تعيق العمل النقابي في الجامعة، فالجامعة مهمتها تخريج واعداد قادة المستقبل مثل نور وغيرها من اصحاب الفكر المستنير، لذا من الضروري تحرير العمل الطلابي من معوقاته داخل الجامعة لأن ردة الفعل على نور كانت طابعا وطنيا لا طابعا طائفيا». واضاف مدن «كنا نتمنى لوكانت الجامعة ألغت مبدأ العقوبة من الاساس لأن هذا امر لا يليق بالبحرين الجديدة وبمجتمعها الحي ولكن رغم ذلك نشكر جهود وزير التربية والتعليم وادارة مجلس الجامعة وتوجيهها الموضوع باتجاه الحل رغم معرفتنا أن من ورطوا الجامعة بمثل هذا القرار كانوا متمسكين به».

الى ذلك قال النائب عبدالجليل خليل إن القرار جاء ليحفظ ماء وجه الجميع وعبر بأن المجتمع المدني ليس ميتا في البحرين، شاكرا وزير التربية والتعليم ومجلس الجامعة لاتخاذ قرار يعتقد انه قرار حكيم صدر لمصلحة الجميع موضحا في الوقت نفسه أن هذا القرار حفظ للجامعة حقها كما حفظ حق الطلبة في حرية التعبير والعمل الطلابي بما لايخترق اصول الوحدة الوطنية». وأضاف خليل «نشيد بدور الصحافة المستقلة ومتابعتها لهذا الموضوع وكذلك مؤسسات المجتمع المدني لإن إبقاء قضية نور معلقة غير كاف وغير مبرر لاتخاذ قرار بإلغاء فصل دراسي واحد وخصوصا أننا نعيش في ظل انفتاح نتج عنه حراكا على مختلف الأصعدة بما فيه الصعيد الجامعي».

طالبت بإلغاء الإنذار الثالث الذي أعطي لها كعقوبة مستبدلة

الجمعيات الشبابية ترحب بقرار إعادة الفصل الدراسي لسجل نور حسين

الوسط - أحمد الصفار

أعربت عدد من الجمعيات الشبابية عن ترحيبها بقرار إدارة جامعة البحرين إرجاع الفصل الدراسي المحذوف من سجل الطالبة نور حسين، والاستعاضة عن هذا الإجراء بإعطائها إنذارا ثالثا، ولكنها طالبت أيضا بإلغاء الإنذار الذي يهددها بالفصل من الدراسة في حال ارتكاب أي فعل تراه الجامعة مخالفا للوائح والأنظمة.

وقال رئيس جمعية الشبيبة البحرينية حسين العريبي:» نشكر كل من وقف مع نور في هذه القضية، وسيكون هناك بيان مفصل يوضح وجهة نظرنا في قرار الجامعة الأخير، ونرى أن الأمر الواقع هو من فرض نفسه من خلال قوى التغيير النضالية التي غيرت واقعا لا يتلاءم مع الوضع السياسي للبحرين».

وأضاف «لا نعتبر ذلك إجراء كافيا إذ كنا نسعى إلى أن تلغى العقوبة، فما كشفته قضية نور على مستوى العمل النقابي الطلابي يجب أن تعمل عليه القوى الشبابية وأن تحرر المؤسسات التعليمية من القيود لتوسيع دائرة الحريات والتعبير عن الرأي»، مشيرا إلى أن «الجمعية تعتزم الإعداد لفعالية ستستضيف فيها جميع من وقف مع الطالبة نور طوال الفترة الماضية، لتوجيه الشكر لهم على مساندتهم لنا في هذه القضية».

وأشاد رئيس ملتقى الشباب البحريني السابق حسين الاسكافي بـ»الحملة الإعلامية التي قامت بها صحيفة «الوسط» بمعية بعض الصحف المحلية، ودور الجمعيات الشبابية التي أصدرت البيان ووقفت وقفة صادقة مع قضية نور حسين».

وبارك الاسكافي لـ»نور رجوعها إلى الجامعة، ولكنه اعترض على الإنذار الثالث لأنها لم تقم بعمل يستحق الإنذار أساسا، ولا نعتقد أن ما قامت به خارج حدود حرية الرأي المعقول بل مارست حقها الطلابي الطبيعي في التعبير عن رأيها في أحد الموضوعات التي تخص إصلاح بعض الأوضاع في الجامعة، وهو أمر لا يستحق الفصل من الدراسة».

ورأى أن «الإنذار الثالث يجب سحبه وأن يتم السماح لنور فورا بالعودة إلى مقاعد الدراسة بشكل طبيعي، فنحن لا نزال نستغرب من موقف مجلس الطلبة، ونتمنى أن لا يخرج علينا بإدعاء أن ما تحقق جاء بفضل تحركاته، ونستغرب صمت بعض الجمعيات الحديثة التي تدعي أنها تتحرك لدعم قضايا الشباب ولم نجد اسمها في بيان الجمعيات الشبابية الذي صدر ليدعم قضية الطالبة نور حسين».

أما رئيس جمعية أطفال وشباب المستقبل صباح الزياني، فأوضح أنه لا يعرف جميع تفاصيل وحيثيات القضية التي كانت تدور بين الطالبة وإدارة الجامعة، معتقدا أن «ارجاع الفصل الدراسي إلى سجل الطالبة هو شأن جامعي يخص جامعة البحرين ولا نعرف ظروفه بصورة مباشرة، فلم نحضر التحقيق الذي تم معها ولم نطلع على محضر التحقيق، وبالتالي لا يمكننا إصدار حكم على مراجعة الجامعة لقرارها ما إذا كان صائبا أم لا، فنحن جمعية كأي جهة أخرى اطلعنا على الموضوع من خلال الصحف المحلية، وربما يعود القرار بالتراجع عن شطب الفصل الدراسي من سجلها الأكاديمي إلى اقتناع الجامعة بأن ما صدر عنها تم بصورة عفوية ولا يستحق إصدار مثل هذا القرار».

وتمنى الزياني أن «لا يتم تضخيم القضية، وأن تتفهم الجامعة مساحة الحرية والتعبير، وأن يطلع الطلبة على الأنظمة واللوائح وعدم تجاوزها والقفز عليها، وأن لا يتم الخلط بين الممارسة الاجتماعية أو الثقافية أو السياسية والشأن الطلابي، بل يجب ممارسة هذه النشاطات خارج أسوار الحرم الجامعي من خلال مؤسسات المجتمع المدني ضمن القانون، فالأنظمة الجامعية وجدت لحماية الطلبة وليست موجهة للجمعيات السياسية، وتم وضعها قبل التصويت على ميثاق العمل الوطني وتأسيس الكيانات السياسية».

وتابع «نحن لسنا ضد نور أو الجامعة بل ضد المبدأ، إذ إننا لا نعلم بحيثيات الموضوع الذي أعطي أكبر من حجمه، فنور ليست أول طالبة يتم محاسبتها وتوجيه إنذارات لها ومعاقبتها، إذ أظهرت الحملة الإعلامية جامعة البحرين طوال الفترة الماضية بصورة سيئة وهذا الأمر غير صحيح».

إلى ذلك، اعتبر رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام في جمعية البحرين الشبابية مهدي هيات أن «القيود التي تضعها الجامعة مرفوضة، فمن المفترض أن تراجع نفسها في القرار الأول بشطب فصل دراسي من سجل نور حسين، وأن لا تقع في خطأ آخر بإعطائها إنذارا ثالثا، فإرجاع الفصل الدراسي مرحب به وهو بادرة جيدة من الجامعة، ولكن إعطاء إنذار جديد هو تصرف غير مقبول، فإن اتخاذ الجامعة هذه الخطوة أعادتنا مجددا إلى المربع الأول وجعلتنا كما لو أننا لم نتقدم خطوة إيجابية إلى الأمام».