العدد 2570 - الجمعة 18 سبتمبر 2009م الموافق 28 رمضان 1430هـ

الجودر: يجب اتباع الإرشادات الصحية لتجنب «انفلونزا الخنازير»

داعيا إلى ضرورة إخراج زكاة الفطر...

شدد خطيب الجمعة بجامع قلالي للشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس، على اتباع الإرشادات الصحية الوقائية لتجنب مرض انفلونزا الخنازير، وهي توجيهات لحفظ النفس البشرية، و خصوصا في الأماكن العامة والمناسبات الاجتماعية. منوها إلى قدوم عيد الفطر المبارك، ومنبها إلى اتخاذ الحيطة والحذر من أجل عدم انتشار المرض.

وقال الجودر في خطبته: «من صور الفرح والسرور في العيد هي الزيارات واللقاءات بين الناس، حيث التهاني والتبريكات وإعطاء «العيادي» للأطفال والصغار، وهذه من العادات الجميلة التي يحتفظ بها أبناء هذا الوطن، ولكن بسبب ظهور وانتشار وباء انفلونزا الخنازير، حفظنا الله وإياكم وأبناءكم من كل مكروه، فإن التوجيه من وزارة الصحة بإتباع الإرشادات الصحية الوقائية في مثل هذه الحالات، وهي توجيهات لحفظ النفس البشرية، خاصة في الأماكن العامة والمناسبات الاجتماعية، ومنها: النظافة الشخصية وهي أولى وأهم الخطوات الوقائية، و الابتعاد عن عادة التقبيل والاحتضان خاصة للأطفال والصغار والاكتفاء بالمصافحة، فتوقفوا عن التقبيل وأنكروا على بعضكم البعض دون تردد، و اللجوء إلى المراكز الصحية في حال الشعور بأعراض ارتفاع درجة الحرارة. و من لديه سعال أو كحة شديدة فعليه الابتعاد عن التجمعات العامة مثل المساجد والجوامع والأسواق والمجمعات والندوات العامة والأماكن المزدحمة. كما يجب غسل اليدين باستمرار وتعقيمها بالمطهرات، و استخدام المناشف والمناديل الورقية والتخلص منها في مكبات القمامة. تذكروا في العيد الفقراء والمساكين، واليتامى والأرامل والمحتاجين، واحذروا الغفلة والاسترسال باللهو والمعاصي، وليكن عيدكم فرصة للمحاسبة والمراجعة، فتصفوا فيه القلوب، وتزال الأحقاد، وليكن عيدا لصلة الرحم، وعيدا لإشاعة الحب والتسامح، وعيدا للعفو والصفح، وعيدا للوحدة والتماسك، ولنبرهن للعالم بأننا أبناء أمة واحدة في يوم عيدها، فإذا كان الإله واحد، وشهر الصيام واحد، وهلال رمضان أو شوال واحد، فكيف بنا في هذا الوطن بثلاثة أعياد، اتقوا الله شهركم وعيدكم وهلالكم!. فاتقوا الله عباد الله،: «إنَ اللهَ كان عليكُم رقيبا» (النساء:1).

وتطرق الجودر في خطبته إلى وداع شهر رمضان المبارك قائلا : «ها نحن هذه الأيام نودع شهر رمضان المبارك، تحزن الأمة الإسلامية لفراقه، وتتألم القلوب المؤمنة لوداعه، بالأمس القريب كنا نتلقى التهاني لقدومه، واليوم نبكي ونتألم لرحيله وانصرامه، أيام تقضى، وأعوام تطوى، وأعمار تفنى. لقد مضى شهركم الكريم بأعمالكم التي أودعتموها فيه، فمنكم من أحسن والله يحب المحسنين، ومنكم من أساء وعليه بالتوبة، والله هو التواب الرحيم، ورمضان شاهد لكم أو عليكم، شاهد على صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم، وشاهد على تقصيركم وتفريطكم وأعراضكم، فلا ندري أندرك رمضان العام القادم أم يحول الموت بيننا وبينه!، نسأل الله القبول في العمل، فكم سالت من العيون الدموع؟!، وكم ارتفعت أكف السائلين والمستغفرين والتائبين إلى السماء؟!، فهنيئا لمن تاجر مع الله، فغفرت ذنوبه، وبدلت سيئاته حسنات، وأعتقت رقبته من النار.

لقد مر بكم شهركم المعظم بما معه من الخيرات والبركات، فلينظر كل منا صحيفته، وليحاسب كل منا نفسه، كيف صام وقام؟، وكم قرأ من كتاب الله وختم؟، وبماذا تصدق وأنفق وأعطى؟، ماذا استفاد من شهر رمضان؟، هل تحسنت أخلاقه؟، هل عدل من سلوكه؟، هل حقق التقوى في نفسه؟.

وقال الجودر: «إن سلف الأمة من الصحابة وآل البيت والتابعين في الأيام الأخيرة من رمضان توجل قلوبهم، وتحزن نفوسهم، وتدمع عيونهم،لأنهم يخافون أن لا يُتقبل منهم عملهم، فكانوا يكثرون الدعاءَ لقبول العمل، جاء عن الإمام علي بن أبي طالب: «كونوا لقبول العمل أشدَ اهتماما منكم بالعمل، ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل:»إنما يتقبلُ اللهُ مِنَ المُتقينَ» (المائدة:27)، وسألت أم المؤمنين عائشة رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله سبحانه: «والذين يُؤتُونَ ما اتَوا وقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ» (المؤمنون:60)، أهُم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر؟ قال: «لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يُصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون أن لا يُتقبل منهم»، ولما سئل بشر الحافي عن أناس يتعبَدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضان تركوا قال: «بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان». أيها المسلمون، لقد شرع الله في ختام رمضان أعمالا ومنها: أولا: إخراج زكاة الفطر، يخرجها المسلم قبل صلاة العيد، ولا بأس قبل العيد بيوم أو يومين، وهي من غالب قوت البلد كما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر(ر)، ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فإن أخرها فهي صدقة من الصدقات، وهي على الكبير والصغير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين، لما ثبت عن رسول الله(ص) من حديث ابن عمر(ر) الذي رواه البخاري ومسلم، وهي خاصة بالفقراء والمساكين ولا تصرف لبقية المصارف الثمانية كما في زكاة المال، فالعاملين عليها ليس لهم نصيب فيها، وتخطئ الكثير من الجمعيات والصناديق الخيرية بإعطاء زكاة الفطر للعاملين عليها، سواء بصرف أكياس الرز، أو باقتطاع نسبة مئوية من كوبونات زكاة الفطر تحت بند «أتعاب إدارية»، والأولى كما بينا في الخطبة الماضية أن تصرف على فقراء هذا البلد، فإن كان هناك اكتفاء ولم يتبق فقير واحد فإنها ترسل لمحتاجين من المسلمين في الخارج. ثانيا، لقد شرع الله في ختام هذا الشهر التكبير: «ولتُكملوا العدةَ ولتُكبرُوا اللهَ على ما هداكُم ولعلكُم تشكُرُونَ» (البقرة:185)، ويبتدئ التكبير من غ روب الشمس ليلة العيد حتى حضور الإمام لصلاة العيد، وصفة التكبير أن يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. ثالثا: فقد شرع في ختام شهر رمضان صلاة العيد التي أمر بها رسول الله، ومن السنة أن تصلى خارج البلد.

العدد 2570 - الجمعة 18 سبتمبر 2009م الموافق 28 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:02 ص

      شكرا لك يــا شيخ ..

      بارك الله فيك يا شيخ ، وما على الرسول ألا البلاغ ... والوقاية خيرا من العلاج ..

اقرأ ايضاً