العدد 2100 - الخميس 05 يونيو 2008م الموافق 30 جمادى الأولى 1429هـ

المدني: البحرين أطلقت قبل شهر البلاغ الثاني بشأن التغير المناخي

في احتفال اليوم العالمي للبيئة... وردا على سؤال لـ «الوسط»

ضاحية السيف - مالك عبدالله 

05 يونيو 2008

ذكر نائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية والبيئة إسماعيل المدني «أن البحرين أطلقت قبل شهر البلاغ الثاني المعني بالتغير المناخي في البحرين، وذلك وفقا لبروتوكول كيوتو، ويأتي إطلاق البلاغ بعد أن أطلقت اللجنة الوطنية المعنية بلاغها الأول منذ مدة». جاء ذلك خلال الاحتفال الذي أقامه برنامج الأمم المتحدة للبيئة صباح أمس (الخميس) بمناسبة اليوم العالمي للبيئة 2008 تحت شعار «فلنكسر العادة»، «نحو اقتصاد أقل اعتمادا على الكربون»، بفندق الريتز كارلتون وبرعاية شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو). ويشار إلى أن الحفل أقيم برعاية رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية والبيئة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة.

وأضاف المدني «نحن في البحرين نسهم بطريقة أو بأخرى في هذه المشكلة لذلك يجب علينا في الوقت نفسه أن نسهم في الحل»، وبين أن البحرين شكلت لجنة وطنية بقرار حكومي يرأسها المدني شخصيا وعضوية الجهات المعنية بهذه المشكلة إضافة إلى أعضاء من الجمعيات الأهلية، والغرض الأساسي من تشكيل اللجنة هو التصدي لهذه الظاهرة والالتزام مع دول العالم بتطبيق الاتفاقات المعنية بالتغير المناخي وعلى رأسها برتوكول كيوتو.

وذكر أن «ما تطلقه البحرين من الغازات ومنها ثاني أكسيد الكربون لا يساوي شيئا فهو بسيط جدا مقارنة بما تطلقه الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها أميركا والصين والهند والدول الأخرى ولكن على رغم ذلك نلتزم بالتشريعات»، واعتبر أن «العالم أمام مشكلة عالمية تهدد استدامة حياة الإنسان والحياة الفطرية على الكرة الأرضية فهذه القضية البيئية في غاية الخطورة إذا لم يأخذ المجتمع الدولي برمته دوره، إذ إن عليه أن يتخذ الإجراءات والقرارات الجريئة اللازمة لخفض تأثير هذه المشكلة علينا جميعا».

وأوضح أن «مؤشرات هذه المشكلة بدت واضحة، وهذه المؤشرات كالمؤشرات التي تعني مرض الإنسان فعندما ترتفع درجة حرارة الإنسان أو ضغط الدم لديه فعند ذلك نعلم أن هناك مشكلة كذلك نرى بأم أعيننا ارتفاع درجة الحرارة وانكشاف بعض الظواهر الغريبة التي لم نعهدها على الأرض من قبل والتي لها ارتباط وثيق بالتغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض».

وأكد المدني أن «الدراسات أكدت أن الربيع يأتي مبكرا مقارنة بالسنوات الماضية، وهناك ظواهر أخرى متعلقة بهجرة الطيور التي تعودنا عليها إذ بدأت تتغير، ما يعني أن هناك خللا في الكرة الأرضية بشكل عام»، لافتا إلى أن «كل هذه المظاهر التي بدأت تنكشف تؤكد أن الأرض تعاني من وعكة صحية (مريضة)، وهذه الوعكة لها علاقة بوجود بعض الملوثات بتراكيز مرتفعة جدا أكثر مما خلقها الله في الهواء النظيف (...) فعلى سبيل المثال يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون المتهم الأول في قضية التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض والله سبحانه خلق هذا الغاز في الجو النظيف بتركيز يؤدي دوره في الحفاظ على التوازن المناخي ولكن بسبب الثورة الصناعية منذ 200 عام مضت ارتفع هذا التركيز ليصل إلى نحو الضعف، ما سبب مرض الكرة الأرضية وارتفاع درجة حرارتها، ونحن الآن أمام هذه القضية والعالم يحتفل هذا اليوم للنظر في هذه القضية الدولية».

«الأمم المتحدة»: التصدي للتغير المناخي سيكلف 1 %فقط من الدخل العالمي

من جهته، ألقى المنسق المقيم لبرامج الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرين سيد آغا كلمة الأمين العام للأمم المتحد بان كي مون والتي ذكر فيها أن «كلفة التصدي لتغير المناخ وفق بعض التقديرات ستكلف 1 في المئة من الناتج المحلي العالمي أو أقل من ذلك وهو سعر زهيد فعلا لشن حرب عالمية»، وأضاف أنه «على رغم ضخامة الكلف التقديرية لتغير المناخ، فإن كلفة التصدي له قد تكون أقل مما قد يتصور أي منا، كما أن الأعمال التجارية والحكومات بدأت تدرك أن التصدي للاحترار العالمي بدلا من أن يكلف الأرض، يمكن في الواقع أن يوفر أموالا وأن ينشط الاقتصادات».

وأكد آغا أن «الإدمان شيء فظيع فهو يستهلكنا ويسطر علينا، ويجعلنا ننكر حقائق مهمة ويعمينا عن رؤية عواقب أعمالنا، فعالمنا رهينة في قبضة عادة إحراق الكربون، إذ مهد الفحم والنفط الطريق للتقدم الصناعي الذي حققه العالم المتقدم»، وقال «إن البلدان التي تنمو بسرعة الآن تسلك الطريق نفسه من أجل الوصول إلى مستويات معيشية مماثلة، وفي الوقت نفسه، لاتزال حتى مصادر الطاقة الأقل استدامة، مثل الفحم النباتي الخيار الوحيد المتاح للفقراء في أقل البلدان نموا».

وذكر آغا أن «اعتمادنا على الطاقة المستمدة من الكربون تسبب في تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وفي العام الماضي دق الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، وهو الفريق الذي فاز بجائزة نوبل للسلام في العام الماضي، آخر مسمار في نعش المشككين في أن درجة حرارة العالم آخذة في الارتفاع»، وأردف «أن هناك تغيرا في المناخ، ونعرف أن السبب في ذلك هو ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الاحتباس الحراري، ولكننا لا نكتفي بحرق الكربون في شكل وقود أحفوري، ففي جميع أنحاء المناطق المدارية، تقطع غابات من أجل الأخشاب وصنع الورق والمراعي والأراضي الصالحة للزراعة، والمزارع الكبيرة».

شتاينر: 20 %من استثمارات الطاقة المتجددة في الدول النامية

إلى ذلك، ألقى الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة حبيب الهبر كلمة المدير التنفيذي برنامج الأمم المتحدة للبيئة أكيم شتاينر التي قال فيها إن «أكثر من 20 في المئة من الاستثمارات الجديدة في الطاقة المتجددة تتم في البلدان النامية وتستأثر الصين والهند والبرازيل بنصيب الأسد حيث كانت حصة الصين 9 في المئة وحصة الهند 5 في المئة والبرازيل 4 في المئة في العام2006»، وأشار إلى أن «هناك ما يقرب من 60 بلدا من البلدان لها أهداف خاصة بالموارد المتجددة بما في ذلك 13 من البلدان النامية بينما لنحو 80 بلدا حول العالم آليات سوق فاعلة لتشجيع تنمية الطاقة المتجددة».

وذكر شتاينر أن «توافر المواد المتجددة حاليا أكثر من 5 في المئة من الطاقة المتولدة في العالم و18 في المئة من الاستثمارات الجديدة في توليد الطاقة، كما أن آلية التنمية النظيفة التابعة لبروتوكول كيوتو، استطاعت في العام 2006 حشد استثمارات في مشروعات المواد المتجددة وكفاءة الطاقة تقدر بما يقرب من 6 مليارات دولار»، مبينا أن «عمليات التداول التجاري في الانبعاثات، والتي تتطور بشكل رئيسي نتيجة خطة التداول التجاري للاتحاد الأوروبي، شهدت تداول 362 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في العام 2005 بلغت قيمتها نحو 7 مليارات يورو».

وأوضح شتاينر أن «القرار الذي اتخذ خلال الاجتماع الأخير لاتفاقية المناخ في بالي، والقاضي بإدراج الانبعاثات المخفضة من إزالة الغابات وتدهورها، يفتح المجال لأخذ الغابات بصورة أوسع كعامل في الجهد المبذول، وأعلنت الحكومة النرويجية بأنها ستوفر 2.7 مليار دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة كحوافر لإحداث تخفيضات الانبعاثات من إزالة الغابات وتدهورها».

ولفت إلى أن حركة أموال التكثيف مع المناخ بدأت تتدفق للاقتصادات العاملة على «تمنيع المناخ»، وهنالك الآن ضرورة ملحة لتأمين موارد إضافية كبيرة لمساعدة البلدان النامية والبلدان الأقل نموا، وهنالك أيضا تشجيع كبير حاليا للأعمال الابتكارية»، كاشفا أن «هناك خطة كبرى للطاقة الشمسية تم اقتراحها للولايات المتحدة، يتم بموجبها، في العام 2050، توافر ما يقرب من 70 في المئة من إمدادات البلد من الطاقة الكهربائية، و35 في المئة من احتياجاته للطاقة وستستخدم فوائد الطاقة الشمسية في ضغط الهواء الذي سيخزن في الطبقات الصخرية وطبقات تحت الأرض وما إلى ذلك وستستخدم في تشغيل توربينات أثناء الليل».

وذكر أنه «في أميركا وحدها يضيع هباء، من الحرارة ما قيمته 40 مليار دولار. وتقوم شركة بتصنيع مضخات متناهية الصغر لاستخلاص الحرارة من مياه الغسيل الدافئة، وذلك لإضافتها لإكمال إمدادات المياه الساخنة في المنازل»، مضيفا أن «علماء من ايسلندا يجرون تجربة لمشروع حقن ثاني أكسيد الكربون في الطبقات الصخرية، حيث يتحول إلى حجر جيري. وفي كينيا، يقوم الباحثون بعزل الأنزيم الذي يستخدمه النمل الأبيض لتحويل النفايات الخشبية إلى أنواع من السكر، وذلك لتطبيقه في إنتاج وقود حيوي صديق للبيئة».

واعتبر شتاينر أن «اليوم العالمي للبيئة نجح العام الماضي في طرح الموضوع الرئيسي وهو تذويب الجليد: هل هو موضوع ساخن؟ وذلك لتحفيز العمل الشعبي من قبل ملايين من البشر في ما يقرب من 100 بلد في أنحاء العالم لمواجهة تحدي تغير المناخ»، وقال: «في هذا اليوم الخاص للأمم المتحدة، اسمحوا لي أن أبعث رسالة واضحة وبصوت عال وهي أن الجمهور في العالم لم يتق إلى أن تتواصل التغييرات التحويلية الجارية حاليا بل وأن تتسارع، وكل فرد يرغب في أن يكون هناك عمل على المستوى الشخصي أو المؤسسي نحو كسر عادة الاعتماد على ثاني أكسيد الكربون».

ثاني أكسيد الكربون... ما هو؟ وما تأثيراته على البيئة؟

ثاني أكسيد الكربون أو الغاز الفحمي هو مركب كيميائي وأحد مكونات الغلاف الجوي، يتكون من ذرة كربون مرتبطة بذرتي أوكسجين. يرمز له بالرمز CO2. ويكون على شكل غاز في الحالة الطبيعية، ولكنه يستخدم أيضا في حالته الصلبة ويعرف عادة باسم الثلج الجاف!

وبحسب الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) فإن ثاني أكسيد الكربون ينتج طبيعيا كناتج احتراق المواد العضوية، وناتج من عمليات التخمر. كما ينتج كناتج ثانوي للعديد من الصناعات الكيميائية. ويشتهر هذا المركب بتسببه في ظاهرة الدفيئة الزجاجية والتي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة انحباس الحرارة في غلافها الجوي.

وفي السنوات الأخيرة، لقي ثاني أكسيد الكربون اهتماما خاصا وذلك لإمكانية استخدامه في الصناعات المختلفة بديلا عن المذيبات العضوية ذات التأثير السلبي على البيئة والتي يصعب التخلص منها. والآن يعتبر هذا الغاز مضرا بالبيئة والإنسان، إذ يخرج الغاز من المصانع. وأظهرت دراسة قام بها باحثون من الولايات المتحدة الأميركية أن طبقة «الثيرموسفير»، وهي الطبقة الخارجية للغلاف الجوي، مهددة بالانكماش نتيجة زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن احتراق الوقود الأحفوري، والذي يشمل النفط والغاز.

وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية «رسائل في البحوث الجيوفيزيائية»، الصادرة عن الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي، في عددها الأخير إلى توقع انخفاض كثافة طبقة «الثيرموسفير»، بمقدار 3 في المئة وذلك بحلول العام 2017.

وطبقا للنتائج فإن تأثير التغير المناخي الناجم عن زيادة مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون، لم يعد يقتصر على الطبقات الدنيا من الغلاف الغازي وإنما امتدت آثاره إلى أبعد من ذلك.

وبحسب ما أوضح الباحثون فإنه لدى زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون فوق سطح الأرض، تصعد تلك الجزيئات إلى طبقة «الثيرموسفير»، لتصطدم بذرات الأوكسجين الموجودة فيها، فتمتص تلك الجزيئات جزءا من الحرارة الموجودة في هذه الطبقة، لتشعها بعد ذلك إلى الفضاء الخارجي على شكل الأشعة المسماة بتحت الحمراء «Infrared»، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض الحرارة في «الثيرموسفير» واستقرار جزئياتها ومن ثم انخفاض كثافتها لاحقا.

يشار إلى أن طبقة «الثيرموسفير» هي أعلى طبقات الغلاف الجوي، وهي تبدأ من ارتفاع 53 ميلا فوق سطح الأرض وتمتد مسافة 372 ميلا تقريبا، وتتكون من النيتروجين والأوكسجين بشكل رئيسي، وترتفع درجة الحرارة فيها بحسب النشاط الشمسي، فهي تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة بهدف حماية الأرض.

العدد 2100 - الخميس 05 يونيو 2008م الموافق 30 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً