لم نكن نتوقع أن تصل التكنولوجيا إلى هذا الحد من السرعة والتغلغل في أعماق بيوتنا، بل لتهاجم ثقافتنا في عقر دارنا.
إنها دعوة إلى تفتيح البصيرة للتعامل مع المدعو «إنترنت»، ولا نقول مقاطعتها وإلا دخلنا من أوسع بوابات التخلف والرجعية.
الإنترنت اقتحمنا ولابد من التعامل معه بطريقة خاصة، فالزائد كما النقصان، ودخوله البيت وفي كل غرفة هو نذير لنا كآباء أن نتثقف في كيفية التعامل معه ومع أبنائنا وسط ثقافة إنترنتية جديدة.
فالتفكير في ملاحقة أطفالنا بعدم استخدام الإنترنت هو أكثر وسيلة تحمل الخطأ لربما نرتكبها، ولربما يكون بعضنا معذورا ومن فرط خوفه على أبنائه، ولكن هذا لا يدعوه إلى التعامل بهذه الطريقة مع تكنولوجيا شاء أم أبى فهي موجودة ومفروضة عليك، إن لم توفرها في البيت فمقاهي الإنترنت فاتحة ذراعيها لاستقبال أبنائنا وبأبخس الأثمان التي هي في متناول أيديهم أصلا.
فأعتقد أن الطريقة الصحيحة في التعامل هي أن نتبع بعض الشروط في حين توفير هذه الخدمة الإلكترونية التي من الأفضل أن يتم استخدامها في المنزل وتحت أنظار أعيننا.
التثقيف وزرع الثقة بالنفس وزرع احترام الإنسان لنفسه هو أكبر وسيلة تستطيع من خلالها أن تردع أي اختراق مخلٍ بالآداب في بيتك عن طريق الإنترنت، وتعريف أبنائنا بكيفية تكوين الصداقات على الإنترنت وبالطريقة الصحيحة التي يمكن أن يستفيد الطرفان فيها هي أيضا طريقة سليمة تمنع أصدقاء السوء على الإنترنت.
لا تحسس أطفالك أنهم مُراقبون، أو أنك تقتحم خصوصياتهم... فهذا الشعور مهم في الوصول إلى أهداف مثالية على أقل تعبير.
والكثير من الأفكار الإيجابية التي تمكننا من تعامل مثالي يمكن من خلاله ألا ننزلق من على سكة الحديد الصحيحة ونخسر المركبة بما فيها.
العدد 1611 - الجمعة 02 فبراير 2007م الموافق 14 محرم 1428هـ