المنامة - حسن المدحوب

شيّعت عائلة بن رجب وحشود من المواطنين صباح أمس (الأربعاء) جثمان رئيس مجلس إدارة صحيفة «العهد» المرحوم حمد منصور بن رجب إلى مثواه الأخير بمقبرة المنامة.

وبدأت مراسم التشييع بالصلاة على الجنازة في مأتم بن رجب في الساعة التاسعة صباحا، إذ أمّ الصلاة السيد سعيد الوداعي، لترفع بعدها الجنازة على أكتاف المعزين، مهللين مكبرين حتى وصلوا إلى مقبرة المنامة، لتتم مواراة جثمان الفقيد الثرى، فيما سادت مراسم التشييع أجواء من الحزن والأسى على فقد المرحوم، وبدا واضحا تأثر والد المرحوم وزير الدولة منصور بن رجب بالإضافة إلى الحزن الشديد الذي لفّ أفراد عائلته الذين حضروا مراسم التشييع.

وحظي التشييع بحضور حاشد من المواطنين الذين قدموا تعازيهم إلى عائلة بن رجب، كما عبروا عن حزنهم وأساهم على فقد المرحوم الذي لم تتعد سني عمره 29 عاما.

وحضر إلى جانب المواطنين عدد من الوزراء والوكلاء والمسئولين بالدولة، منهم وزير البلديات جمعة الكعبي، ووزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، ووزير الأشغال فهمي الجودر، بالإضافة وكيل وزارة البلديات نبيل أبو الفتح، ووكيل وزارة التربية عبدالله المطوع، ومحافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، بالإضافة إلى عدد من النواب وأعضاء المجالس البلدية وسفراء عدد من الدول العربية.

وقدم عدد من رجالات الدولة تعازيهم لعائلة بن رجب عبر «الوسط» حيث عبّر محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة عن حزنه لرحيل الفقيد معتبرا إياه ابنا بارا لوطنه وقيادته ووالديه، مشيرا إلى أنه كان يتمتع بأخلاق عالية، وكان محل تقدير من الجميع، وهو ابن البحرين وليس ابن المحافظة فقط، والإنسان عندما يسترجع الذاكرة يجد أنه رغم شبابه المأسوف عليه إلا أنه كان سباقا لعمل الخير، فرحمة الله عليه، ونحن لا نملك إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة، كما أود أن أتقدم بأحر التعازي لعائلته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

كما قدّم رئيس المجلس البلدي لمحافظة المحرق محمد حمادة تعازيه وصادق مواساته إلى عائله المرحوم، وقال في هذا الصدد: «البقاء لله، وهذه قدرة وإرادة رب العالمين، من خلال تعاملي مع الفقيد الغالي وجدت أنه دمث الأخلاق، وكان محبا لوطنه وأهل بلده، وكان مثالا للأخلاق الحميدة، كما نوجه أحر التعازي إلى عموم عائلة بن رجب، وعلى رأسهم والده الذي نسأل الله أن يلهمه الصبر على هذه الفاجعة، ونحسب المرحوم في عداد المغفور لهم عند رب العالمين، ونسأل الله لعائلته الخلف الصالح.

أما النائب البرلماني جلال فيروز فاعتبر أن خبر وفاة المرحوم حمد كان صدمة عليه، نظرا لمعرفته القريبة من المرحوم، وقال عنه، رغم صغر سنه إلا أنه كان ذا عقلية فذة، وكان محبوبا من قبل الجميع، وذا خلق دمث وكنت أعلم أنه دائما ينفق من ماله الخاص على الفقراء والمحتاجين ويساهم في المشاريع الخيرية ويدعم الصناديق الخيرية ولم أجد منه أو عليه طوال معرفتي إياه أي مأخذ.

وأضاف، عائلة بن رجب عائلة كريمة ومعطاءة في البحرين وهم مروا بابتلاءات من خلال الأعوام السابقة ونسأل الله تعالى أن يربط على قلوبهم، وعليهم أن يتيقنوا أن الله قد رأف بهم، فمن أحبه الله ابتلاه كما ورد في الحديث، كما عليهم أن يعرفوا أن المرحوم قد وفد على رب كريم، ونسأل الله لهم الصبر والسلوان.

ومن جانبه قال رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الشورى خالد المسقطي إن المرحوم كان رجلا متميزا في حياته، وكان الله في عون والديه، ففقد الشباب مفجع، مضيفا لقد عرفت المرحوم من خلال والده الوزير منصور بن رجب ولم أجد منه إلا الأخلاق الحميدة والخلق الطيب، وكنت أرى فيه مستقبلا واعدا مليئا بالنجاح، لكن إرادة الله فوق الجميع، نسأل الله له حسن العاقبة والجنة، ونحتسبه عند رب العالمين، كما نقدم أصدق التعازي لعائلة بن رجب على مصابها الجلل، ونسأل الله لهم الصبر والسلوان.

وكان المرحوم قد توفي عصر أمس الأول (الثلثاء) عن عمر 29 عاما، وتشير التفاصيل الأولية لوفاته إلى أن المرحوم كان بمكتبه بالصحيفة، وأصابته نوبة قلبية سقط على إثرها دون حراك، الأمر الذي استدعى طلب سيارة إسعاف فورا لنقله للمستشفى إلا أنه كان قد فارق الحياة حينها. وكان المرحوم يعاني مرضا مزمنا في القلب، إلا أنه لم يشكُ مؤخرا من أي عوارض مرضية بهذا الشأن. وقد شكل خبر وفاته صدمة للمقربين منه ومن عائلة بن رجب بالإضافة إلى المواطنين الذين عبروا عن أساهم وتعازيهم للعائلة على هذا المصاب الأليم. والمرحوم هو الابن الذكر الوحيد لوزير الدولة منصور بن رجب، وهو حائز على البكالوريوس في الإعلام من جامعة البحرين، ومتزوج، وقد أبصرت ابنته البكر «ريم» الحياة في يوم وفاته.

«ريم» تستقبل الدنيا في يوم رحيل والدها

الوسط - محرر الشئون المحلية

ودّع والدها الحياة في اليوم الذي استقبلته هي باكية، وكأنها تعرف أنها لن ترى وجه والدها إلا من خلال الصور، والذكريات التي ستحكيها لها والدتها وأهلها، لذلك أبت إلا أن تشارك أهلها وذويها حزنهم وأساهم على فقد والدها المأسوف على شبابه.

«ريم» الاسم الذي أحبه المرحوم حمد بن رجب دائما وتمناه ليكون اسم ابنته البكر التي كان ينتظرها، وبالفعل جاءت «ريم» ولكن «حمد» غادر الدنيا قبل أن يرى ابنته التي أطلت على الحياة في اليوم ذاته الذي تمت فيه إرادة رب العالمين بتوفي والدها في مكتبه في صحيفة «العهد» الذي أحبه هو الآخر كثيرا.

مفجع جدّا ذلك اليوم، يوم غادرت فيه نفس الحياة واستقبلتها نفس أخرى، وعلى رغم أن «ريم» استقبلتها من دون أن تلقى أباها يداعب يديها أو وجنتيها، فإن إرادة الله شاءت أن تخلد للطفلة يوما لا تنساه، يوما أقبلت هي للدنيا وودعها والدها، وكأن إرادة الله شاءت أن تتلاقى الإرادتان في يوم واحد إرادة الحياة وإرادة الموت، نسأل الله أن يجعلها سلوة لأهلها، ومحبي والدها.