لطالما أثارت أزياء دول المغرب العربي الفضول لدى الناظرين والمتابعين بسبب شكلها وطريقها الغريبة والغامضة خصوصاً عند الخليجيين، فما هي تلك الأزياء وما هو أصلها؟

هذا الزي الغير مؤلوف عند الكثيرين، نابعٌ من ثقافة بلدان المغرب العربي، وهو اللباس التقليدي الذي تتوارثه الأجيال وتحافظ عليه رغم الإختلاف الكبير بينه وبين الملابس العصرية، كما يحرص الأفارقة كباراً وصغاراً على إرتدائه في الأعراس والمناسبات الإجتماعية والدينية.

ويختلف اللباس التقليدي من بلدٍ لآخر حسب تقاليد البلد وجغرافيته، فهناك عدة أزياء وأشكال هي "القفطان" و"الجلباب" و"السلهام" و"الجبادور"، ومعها تختلف طبيعة القماش وطريقة تفصيله وخياطته وألوانه.

القفطان: وهو عبارة عن عباءة طويلة تُلبس فوق اللباس العادي، ويتميز بأكمامه الطويلة وأزراره الجذابة وتطريزه الفريد، وكان يُعد الزي الرسمي عند السلاطين العثمانيين، ونظراً لانتشاره في دولٍ كثيرة كبلاد فارس وتركيا والهند والمغرب والجرائر فقد أجريت عليه بعض التعديلات البسيطة التي لا تخل بشكله ومضمونه، وبات مزدوج اللبس للجنسين بعد أن كان مقتصراً على الرجال.

الجلباب: وهو لباسٌ طويل يمتد حتى الكاحل ويتوفر على غطاءٍ للرأس، ويعتبر أحد أشهر الأزياء وأكثرها شعبية في دول المغرب العربي، حيث يرتديه كافة طبقات المجتمع بما في ذلك العريس في ليلة زفافه، كما يفضل إرتداءه مع الطربوش الأحمر أو العمامة، فيما يختلف لون الجلباب حسب طبيعة المناخ والأجواء.

السلهام: وهو "البشت" كما يسمى في دول المشرق العربي، وهو أحد الأزياء العربية المشهورة المصنوعة من أجود أنواع الصوف، فهو عبارة عن معطف يُوضع على الكتف ويغطي الجسد إلى حد القدمين، ومن مميزاته أنه مفتوحٌ من الأمام ومن دون أكمام، وله عدة أسماء منها "البرنوص أو البرنس".

الجبادور: وهو زيٌ تقليدي يتكون من قطعتين، الأولى وهي البلوزة الجميلة، أما الثانية فهي البنطلون، وتتميز بتطريزها المميز ونقوشها الجذابة، كما إنها تلفت النظر لبساطتها، وينال الجبادور شعبية كبيرة في البلدان المغربية.

أزياءٌ تراثية تحكي تاريخ وعراقة الأفارقة العرب، وظلت شاهدةً على طبيعة تلك البلدان وثقافتها التي تتوارثها جيلاً بعد جيل، في الوقت الذي غزت فيه الموضة جيرانهم.