أكد رئيس جامعة الخليج العربي خالد بن عبد الرحمن العوهلي أهمية التخطيط الاستراتيجي في توجيه الجهود نحو الأولويات، ودفع عجلة التنمية واختصار الجهود والتكاليف لتحقيق الأهداف المشتركة، مشدداً خلال ورشة العمل الأولى التي نظمتها الجامعة لوضع استراتيجية تنمية المنطقة الشمالية في مملكة البحرين باستخدام أسلوب التحليل الرباعي، بالتعاون مع المجلس البلدي للمحافظة الشمالية، على ضرورة أن يكون للخطة الاستراتيجية إطار وبرامج ذات أهداف ومؤشرات قابلة للقياس، وتستهدف التنمية بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الشاملة.
وقال خلال الورشة التي شارك فيها وكيل شئون البلديات بوزارة الاشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني نبيل أبو الفتح: أن "الخطة الاستراتيجية لتكون فاعلة وناجحة لابد وأن تتم بالمشاركة والتشاور مع المجتمع المحلي لاسيما الفاعلين منهم وذوو الاختصاص، ليتم فيها توظيف التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في الوصول وخدمة المجتمع المحلي، بما يعزز الاستقرار والنهوض بالمجتمع ورفاهه وأمنه، مؤكداً على استعداد الجامعة لمساندة المحافظة الشمالية في إعدادها للخطة الاستراتيجية على أفضل المعايير العلمية، لتكون نموذجاً يحتذى به في المحافظات الأخرى في المملكة".
ومن جانبه، ثمن وكيل شئون البلديات بوزارة الاشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني نبيل أبو الفتح، مبادرة جامعة الخليج العربي في عقد الورشة الأولى للتخطيط الاستراتيجي، وبيّن أهمية إشراك متخذي القرار والمجتمع المحلي في مراحل وضع استراتيجيات تنمية القطاع البلدي لخدمة المواطنين، مجدداً في الوقت ذاته ثقته بالجامعة وقدراتها العلمية والبحثية، وتقديره للجهود التي تبذلها لخدمة القضايا الاستراتيجية ومنها قضايا المدن.
وخلال الورشة، رحبت نائب عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، أسماء علي أبا حسين بالمشاركين في الورشة من أعضاء المجلس البلدي وأمناء سر عدد من المجالس البلدية وإداريين، وشكرت لهم ثقتهم في إمكانات وقدرات الجامعة، موضحة أهمية وضع الخطط الاستراتيجية للمدن، وتشجيع الابتكار، وطرح الأفكار والحلول المبتكرة سواء من قبل الموظفين أو المواطنين، وذلك في مجال إنجاز المعاملات وتقديم الخدمات البلدية أو تنفيذها.
أشارت إلى أهمية وجود بيانات دقيقة ونظم المعلومات الجغرافية لتيسير إدارة القطاع البلدي، وضرورة وجود مرصد حضري لتحسين وتطوير الخدمات البلدية بناءً على بيانات ومؤشرات صحيحة تكفل الحصول على معلومات دقيقة وموحدة في إي وقت ولأي غرض، وبما يمكًن من مقارنتها مع بقية المحافظات والدول الأخرى.
وقالت: "من الأهمية ربط تلك البيانات بمؤشرات التنمية المستدامة 2030 وأهدافها خصوصاً الهدف الحادي عشر الخاص بالمدن والمجتمعات المستدامة، والهدف السادس للمياه والسابع للطاقة والثاني عشر للإنتاج والاستهلاك المسئولان، والثالث عشر لتغير المناخ وغيرها، فضلاً عن إعداد تقارير علمية دورية لحالة المدن لإطلاع متخذ القرار والمجتمع المحلي على القضايا الرئيسية للمدن وسبل معالجتها أسوة بالتوجهات الحديثة لتقييم أداء المدن".
ونوهت إلى جائزة مجلس التعاون في مجال البلديات في دورتها الثانية 2017-2018 وموضوعها أفضل التجارب البلدية في مجال "أنسنة المدن"، ويقصد بها تعزيز الجوانب الإنسانية في المدن من خلال تنفيذ البرامج والفعاليات التي تلبي احتياجات المواطنين من الأنشطة الترويحية والثقافية الهادفة لخدمة المجتمع.
إلى ذلك، ألقى رئيس المجلس البلدي للمنطقة الشمالية محمد خليفة بوحمود كلمة بين فيها أهمية التخطيط الاستراتيجي ودوره في تحقيق الأهداف، لافتاً إلى أهمية التعاون مع الجامعات في إنجاز الدراسات والبحوث التي تعزز دور القطاع البلدي في خدمة المواطنين، فيما سلط رئيس الخدمات الإدارية والتنسيق في المجلس البلدي للمنطقة الشمالية محمود حبيب العافية الضوء على مبررات عقد هذه الورشة وأهمية وضع إستراتيجية للعمل البلدي، موضحاً عوامل النجاح الحرجة CSF، وشاكراً لإدارة الجامعة مبادرتها في احتضان هذه الورشة.
على الصعيد ذاته، عرض أستاذ العلاقات المائية والتربة بجامعة الخليج العربي الدكتور عبدالهادي عبدالوهاب مميزات المنطقة الشمالية من حيث الموقع والسكان والبنية تحتية والمشاريع اسكانية والأراضي الزراعية والمميزات الطبيعية من مناطق خضراء وسواحل ومواقع أثرية وغيرها مما تعد فرص واعدة للتنمية وبين دور المجالس البلدية في تقديم الخدمات بجودة عالية والارتقاء بالأداء وضمان تطبيق اللوائح والقوانين المنظمة للعمل البلدي.
ومن جهته، أستعرض أستاذ التخطيط والعمارة في جامعة الخليج العربي الخولي منهجية التحليل الرباعي SWOT وسبل تطبيقه في المناطق الحضرية، وكيفية تحديد القضايا الرئيسية للمنطقة الشمالية، وأسبابها، وتحليل اصحاب المصلحة في المجتمع، واستخدام تطبيق ZOPP لتحديد محفزات العمل ورسم شجرة القضايا والأهداف والغايات، ثم تم تطبيق التحليل الرباعي للمحافظة الشمالية من قبل فرق العمل التي ضمت 16 متدرباً من أعضاء المجلس البلدي للمنطقة الشمالية وموظفيها كذلك أمناء سر كل من المنطقة الشمالية والجنوبية والعاصمة.
وتأتي هذه الورشة في سياق تعزيز دور الجامعة في خدمة المجتمع الخليجي، وتعتبر امتداداً لتعاون سابق بين الجامعة والمجلس البلدي في المحافظة الشمالية في مجال الدراسات والبحوث العلمية.