فرضت العارضة بيلا حديد حضورها بقوة هذا العام خلال أسبوع الموضة في نيويورك وفي حملات إعلانية كثيرة، ما جعل من هذه الشابة المولودة لأب فلسطيني إحدى أهم عارضات الأزياء في العالم حاليا.
فبين العرض الحدث لأزياء تومي هيلفيغر في لوس انجليس ومنصات العروض في أسبوع الموضة في نيويورك، ظهرت بيلا حديد ابنة العشرين عاماً، 11 مرة في أسبوع واحد متقدمة بفارق كبير على العارضات الاخريات بمن فيهن كندال جينير (ست مرات) وشقيقتها جيجي حديد (ثلاث مرات).
هذه العارضة البالغ طول قامتها 1.75 متر والملقبة بملكة عروض الازياء الجاهزة، تحقق نجاحاً أيضاً في عروض الازياء الراقية اذ شاركت خلال الشهر الماضي في عروض لدور بارزة بينها "شانيل" و "جيفنشي" في باريس وافتتحت عرضا لأزياء الكسندر فوتييه.
كذلك قامت العارضة ذات العينين الزرقاوين والشعر البني والبشرة النحاسية، واسمها الكامل ايزابيلا خير حديد، بمجموعة من الحملات الاعلانية لدور "دي كاي ان واي" و "موسكينو" و "فندي" و "زاديغ اند فولتير" وصانع الساعات "تاغ هوير".
ومع شقيقتها جيجي التي يتابعها نحو ثلاثين مليون مشترك عبر "انستغرام" والتي فتحت امامها الطريق، وايضا كندال جينير (74 مليون متابع)، تنتمي بيلا حديد إلى جيل جديد من عارضات الازياء ممن يعزز الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي شهرتهن في المجال.
كما أن علاقتها العاطفية العابرة مع المغني الكندي ذي ويكند واسمه الحقيقي ابيل تيسفاي، اثارت اهتماما كبيرا.
وقال مدير قسم اكتشاف المواهب في وكالة "ليغ انترناشونال موديل منجمنت" خورخي راموس إن بعض العلامات التجارية "تريد الاستفادة من عدد متابعيهن (على وسائل التواصل الاجتماعي) لبلوغ أهدافها" التجارية.
وأضاف "كلما كانت العارضة تتمتع بقاعدة شعبية كبيرة... ازدادت حماسة الناس لشراء الماركة". وأقرت بيلا حديد في تصريحات نشرتها مجلة "ايل" بنسختها البريطانية في يونيو/ حزيران الماضي بأهمية شبكات التواصل في مسيرتها موضحة "لا أستطيع القول إن وسائل التواصل الاجتماعي لم تساعدني".
شخصية متمايزة
غير أن المراقبين يؤكدون أن اسباب نجاح بيلا حديد تتخطى حدود وسائل التواصل الاجتماعي وتتعلق خصوصا بمزايا خاصة لدى هذه العارضة تميزها عن زميلات اخريات.
وأشار خورخي راموس إلى أن إطلالة بيلا حديد "تذكر بعارضات الازياء في الماضي"، قائلا "في تلك الحقبة، كانت كثيرات منهن يتمتعن بقوام شبيه بساعة الرمل"، على رغم أن مقاسات جسمها قريبة من تلك الخاصة بالعارضات في زمننا هذا (85-61-82).
واعتبرت صوفي روش كونتي من وكالة "كاترين ميران" والتي تدير العلاقات العامة لماركة "زاديغ اند فولتير" الفرنسية أن لدى بيلا حديد "امرا ما مغايرا اشبه بطابع الروك اند رول" في مجال الموسيقى. وقالت "ليست خيارا بديهيا. هي متمايزة وهذا ما يجعلها مثيرة للاهتمام".
ولم تتفرغ بيلا حديد بالكامل لعرض الازياء سوى في الثامنة عشرة من عمرها تقريباً، أي في سن متقدمة نسبيا لدخول هذا الوسط وبالنظر إلى أن شقيقتها فتحت امامها الطريق.
والد فلسطيني
بيلا حديد التي تتمتع بمستوى جيد في رياضة ركوب الخيل، هي ابنة محمد حديد المروج العقاري الذي جنى ثروات طائلة ويجسد الحلم الاميركي. فهذا الفلسطيني المولود في الناصرة انتقل إلى الولايات المتحدة على إثر اعلان قيام اسرائيل بعد فترة وجيزة امضاها في سورية.
وابدت شقيقتها شعورها بـ "الفخر" ازاء جذورها الفلسطينية. اما شقيقها أنور فقد بدأ ايضا مسيرة في عرض الازياء وهو الوجه الاعلاني لآخر الحملات لماركة "زاديغ اند فولتير" إلى جانب بيلا.
أما والدتها يولاندا حديد وهي عارضة ازياء سابقة من اصول هولندية منفصلة عن زوجها منذ العام 2000، فقد كانت احدى الشخصيات الرئيسية في برنامج تلفزيون الواقع "ذي ريل هاوسوايفز اوف بيفرلي هيلز".
وأبعد من القوام، "تصبح عارضة الازياء محببة لدى الجميع لأنها تظهر شخصية وثقة بالنفس وجاذبية" وهو الحال بالنسبة لبيلا حديد وفق خورخي راموس.
واضاف راموس "عارضات الازياء يتمتعن بوجه جميل، هذا شرط لازم. من هنا يجب التحلي بشخصية مميزة عن الاخريات".
وأكدت بيلا حديد في تصريحات لموقع "فاشونيستا" المتخصص في الموضة يوم الثلثاء الماضي "اريد الاستمرار في العمل. مواصلة التقدم".