تواصلت اجتماعات الجمعية العمومية للمنظمة العالمية للخيل العربية الاصيلة والتي تستضيفها البحرين خلال الفترة من الخامس وحتى السادس عشر من الشهر الجاري، تحت رعاية ملكية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ودعم واهتمام نجل سمو ولي العهد رئيس اللجنة المنظمة العليا للمؤتمر سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.
وناقشت الجمعية العمومية العديد من الموضوعات الهامة المدرجة على جدول الاعمال، كما تواصل عرض وفود الدول المشاركة للتقارير الرسمية والإنجازات الخاصة فيما يتعلق بالخيل العربية الاصيلة خلال العامي 2015-2016، بالإضافة إلى مناقشة أهم العقبات التي تعترض عملية المحافظة على سلامة ونقاء دم الخيل العربية وحمايتها من عمليات التلاعب الجيني، وعرض أهم المقترحات والتصورات التي قدمتها الدول في هذا الشأن.
تقدير واهتمام
وأشادت رئيس الاتحاد الملكي الأردني للفروسية، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للخيل العربية الاصيلة باستضافة البحرين المؤتمر صاحبة السمو الملكي الأمير عالية بنت الحسين، مقدرة سموها الاهتمام والرعاية الملكية الرسمية التي يحظى بها المؤتمر من قبل عاهل البلاد، وعيسى بن سلمان.
كما أكدت سموها أهمية إقامة الاجتماعات الدورية للمنظمة التي تعزز من مسيرة دعم الخيل العربية الاصيلة حول العالم، والمحافظة على نقاوة الإنتاج والسلالة للجياد العربية، مثمنة الدور الهام لكافة أعضاء الجمعية العمومية وجهودهم الكبيرة في تعزيز الروابط الوثيقة التي تربط الاسرة العالمية الواحد للخيل العربية الاصيلة.
وعن الدور الأردني في المنظمة، أكدت الأميرة عالية أن المملكة الأردنية الهاشمية تعتبر في مقدمة الدول في هذا الجانب وقالت: "الأردن يعتبر من أوائل الدول التي تم قبول عضويتها في المنظمة، ولدينا الكثير من مكاتب التسجيل الرسمية، وتحظى الخيل العربية باهتمام كبير من قبل شريحة مهمة في المجتمع الأردني".
وأعربت الأميرة عالية عن أملها بالمحافظة على الخيل العربية الاصيلة، مؤكدة ثقتها في عدم الانجرار خلف "الصرعات" الحديثة في الإنتاج والسلاسة، وعدم الابتعاد عن الجينات الاصلية للخيل العربية، وذلك حسب المعايير المهمة التي وضعتها المنظمة العالمية، مجددة الشكر والتقدير لمملكة البحرين على الاستضافة الرائعة لفعاليات المؤتمر.
اعتماد التقارير الرسمية
وكانت الجمعية العمومية لمنظمة الخيل العربية الاصيلة قد اعتمدت التقرير المالي عن السنة المالية 2015، إذ عرض عضو اللجنة التنفيذية ديفيد أنجولد أهم البنود التي جاءت في التقرير، مشيراً إلى أن جميع الحسابات المالية تسير وفق اللوائح والقوانين المحاسبية التي ينص عليها دستور المنظمة ويشرف عليها مكاتب تدقيق محاسبية رسمية مقرها العاصمة البريطانية (لندن).
كما عرض أنجولد العديد من التحديات التي تواجهها المنظمة بعد تسجيل انخفاض في تسجيل المهور من الخيل العربية الاصيلة وهو الامر الذي ساهم في انخفاض الإيرادات المالية من عملية تسديد الاشتراكات الخاصة بمكاتب التسجيل، معرباً عن أمله الكبير في أن تحقق المنظمة قفزة للأمام في الأعوام المقبلة.
وجدد أنجولد الإشارة إلى أن منظمة "WAHO" تعتبر من الهيئات الدولية الخيرية وليست ذات طالع ربحي، إلا أنها وعلى رغم ذلك نجحت في فرض حضور واسع على بقعة جغرافية كبيرة حول العالم، كما وجه الشكر والتقدير إلى البحرين على دورها البارز في دعم إقامة المؤتمر في المنامة للمرة الثانية في تاريخ المنظمة، بالإضافة إلى شكر خاص للمملكة العربية السعودية على دعمها المادي لأنشطة المنظمة وذلك من خلال الدور البارز الذي يبذله سامي بن سليمان النهيت.
الجودر: دور ريادي
أشاد وزير شئون الشباب والرياضة هشام الجودر بحرص ولي العهد الامين نائب القائد الاعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وتفضل سموه بحضور وافتتاح فعاليات المؤتمر العالمي للخيل العربية الاصيلة (WAHO) مؤكدا أن اهتمام بافتتاح المؤتمر الدولي الكبير نابع من إيمان القيادة الرشيدة بتعزيز سلالات الخيل العربية والمحافظة عليها باعتبار البحرين من المواطن الاساسية لسلالات الخيل العربية وتحمل ارثا تاريخيا يجب المحافظة عليه.
ونوه وزير شئون الشباب والرياضة بالجهود الطيبة التي بذلتها اللجنة العليا المنظمة برئاسة عيسى بن سلمان في الاعداد والتنظيم للمؤتمر وما يتضمن برامجه من أنشطة تلقي الضوء على خيل البحرين الأصيلة وجمال الخيل العربية الأصيلة.
وأكد هشام الجودر أن استضافة البحرين لهذا الحدث العالمي تتويجا للجهود الفعالة وإبرازا للاهتمام اللامحدود من قبل عاهل البلاد واستراتيجية البحرين تجاه تأصيل دورها في المحافظة على الخيل العربية الاصيلة باعتبارها ارثا تاريخيا اضافة الى عضويتها الفاعلة في المنظمة الدولية مشيرا الى أن البحرين كانت ولازالت تولي اهتماما منقطع النظير بالخيل ويتجسد هذا الاهتمام في الاعتناء بها وتطوير إمكاناتها وتحسين سلالاتها والمحافظة على نقاوة دمائها مما أكسب المملكة شهرة دولية واسعة في هذا المجال منذ القدم.
عسكر: عراقة بحرينية
ثمن الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن عسكر، الرعاية الملكية السامية من عاهل البلاد لمؤتمر المنظمة العالمية للخيل العربية الأصيلة، مشيراً إلى حرص القيادة الرشيدة على تعزيز مفاهيم المحافظة على الإرث التاريخي والعادات البحرينية الاصيلة فيما يتعلق برياضات الفروسية.
كما أشاد عسكر بالجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة المنظمة العليا للمؤتمر برئاسة عيسى بن سلمان، وتوجيهاته الكريمة لعكس الصورة المشرقة عن التنظيم البحريني لأهم المحافل الدولية، منوهاً بالدور البارز الذي بذلته جميع اللجان العاملة التي أخرجت فعاليات المؤتمر بنجاح مشهود.
وقال الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة: "إقامة مؤتمر الـ(WAHO) في البحرين يعزز من المكتسبات التي جعلت البحرين من أهم دول المنطقة التي تدعم الجهود الدولية في المحافظة على الخيل العربية الأصيلة، وهذه عراقة بحرينية بامتياز توارثتها الأجيال المتعاقبة على مدار فترات تاريخية طويلة".
وأضاف عسكر "كانت ولا زالت الخيل العربية الاصيلة جزء لا يتجزأ من تاريخ الانسان البحريني، وهي من المحطات التاريخية التي صاغت معالم الإرث الوطني الأصيل، وإقامة هذا الحدث العالمي اليوم في المنامة ما هو الا تأكيد على ما تقدمه البحرين من خدمات جليلة ومميزة في المنظمة الدولية".
قلعة الرفاع تستضيف فعالية استعراض الخيل
وكانت قلعة الرفاع إحدى المحطات التي اعتمدتها اللجنة المنظمة لاستضافة فعالية استعراض الخيل العربية البحرينية الاصيلة، وبعض الفقرات الشعبية التراثية الأخرى التي تشير إلى الهوية البحرينية والتقاليد التي تتميز بها البحرين.
ورحب رئيس الاتحاد الملكي البحريني للفروسية وسباقات القدرة، نائب رئيس اللجنة المنظمة العليا لمؤتمر الـ:"WAHO" سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة، بجميع الوفود المشاركة في المؤتمر ببلدهم الثاني البحرين، متمنياً لهم طيب الإقامة، مشيداَ في الوقت ذاته بجهود جميع أعضاء الجمعية العمومية للمنظمة الدولية، ومؤكداً حرص البحرين على ترجمة رؤى القيادة الرشيدة بتحقيق النجاح المنشود للحدث.
وجرى على هامش الحفل استعراض موسيقي نفذته كما جرى استعراض للخيول العربية البحرينية الأصيلة مصاحبة بقصائد شعرية تمثل القيمة الحقيقية التي تجسدها الخيل في تاريخ التراث البحريني الأصيل.
وحرصت اللجنة المنظمة العليا للمؤتمر على إقامة الحفل في قلعة الرفاع وذلك في إطار استراتيجيتها باستغلال تواجد هذا الكم الكبير من الدول المشاركة للترويج لأبرز الأماكن التراثية في البحرين، بالإضافة الى الحرص على عكس صورة تنظيمية مشرفة عن المملكة، وإيماناً بأهمية إبراز أهم المعالم التراثية الوطنية.
صرح الميثاق الوطني
وفي إطار الفعاليات المصاحبة للمؤتمر، حرصت اللجنة المنظمة العليا على تنظيم زيارات سياحية للوفود المشاركة بهدف استغلال الحدث بالترويج للبحرين وأبرز المعالم السياحية والاثرية، إذ اشتمل برنامج اليوم الثالث للمؤتمر على زيارة إلى صرح الميثاق الوطني للتعرف على القيمة الكبيرة التي يمثله في تاريخ البحرين.
وأشاد ممثلو الوفود المشاركة بصرح الميثاق الوطني وأهم ما يمثله من مكانة اعتبارية في البحرين، إذ وجه عاهل البلاد، بتخليد أسماء الشعب البحريني الذين صوتوا على الميثاق العام 1981، ويضم الصرح عدداً من قاعات العرض الرئيسة، والتي تبرز مظاهر التراث الحضاري التي تزخر بها البحرين، وهي: قاعة البحرين لؤلؤة الخليج، بوابة العالم، الإسلام والتسامح، كنوز البحر، وهج الصناعة، جسر النور، تحقيق الرخاء، العمل معاً، بحرين اليوم، صون النعمة. إلى جانب قاعات المحاضرات ومركز التعليم العائلي، الشعلة الخالدة واللوحات البرونزية (ساحة الفداء)، البرج الليزري والساعة الشمسية، النافورة البرونزية، الحدائق، المدرج الرئيسي.