وكان فيلم "اسمعي" للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي نال إجازة عرض من الأمن العام من دون اقتطاع أي من مشاهده الحميمة على ان يعرض للراشدين، لكن ظهور شخص بلباس رجال الدين في طائفة الموحدين الدروز أثار استياء دفع المخرج إلى حجبه ببقعة سوداء.
وقال المخرج الذي قدم عرضا أولا لفيلمه مساء أمس الأول (الاثنين) لوكالة فرانس برس "انتظرت ان يحصل اعتراض على المشاهد الحميمة في الفيلم، كونها غير مألوفة في الأفلام اللبنانية، لكنني لم اتوقع معارضة جهة روحية على وجود شخص يرتدي زي رجل دين في الفيلم".
ويتناول الفيلم الذي يبدأ عرضه للجمهور في التاسع من فبراير/ شباط علاقة مهندس صوت شاب من عائلة متواضعة من الجبل بممثلة بيروتية تتعرض لحادث، فيسجل لها أصواتا من صميم الواقع ليعيدها إلى الحياة. وتتطور حوادث الفيلم ولقطاته في إطار سمعي بصري شاعري.
ويتولى الأدوار الرئيسية في الفيلم كل من هادي بو عياش وربى زعرور ويارا بو نصار، ويشارك في بطولته الممثلون رفيق علي أحمد وجوزف بو نصار ولمى لوند.
وبحسب النسخة الأصلية من الفيلم التي تسنى لوكالة فرانس برس الإطلاع عليها في عرض للصحافيين قبل تبلغ عرقتنجي الاعتراض، يظهر في المشهد المشار إليه رجل يرتدي زي مشايخ طائفة الموحدين الدروز.
وقال عرقتنجي "الأمن العام اللبناني سمح بالفيلم لكنه حصره بسن معينة، إلا انه نبهني قبل أيام من العرض الأول للفيلم إلى ان ثمة جهة روحية غير راضية عن هذا المشهد. قابلت تلك الجهة وقلت لهم ان فيلمي عن الحب وعن السمع، وأنني مؤمن بضرورة أن يصغي بعضنا إلى بعض كي لا يزعج الأخر".
ولم يشأ المخرج ان يحذف المشهد "لأن اقتطاعه صعب تقنيا ويؤثر على حبكة الفيلم".
لذا كان الحل في تغطية الشخصية المعنية ببقعة سوداء.
وأضاف المخرج "هذا الأمر يسيء إلى الفيلم لكنه حل توصلت إليه مع الجهة الروحية".
وعن إدراجه مشاهد حميمة في الفيلم، قال "أردت ان اكون صادقا مع نفسي ومع ما يحصل في الواقع، فهذه قصة حب شبابية وثمة بين الشباب من يمارس الجنس قبل الزواج، فلماذا نتردد في تصوير ذلك سينمائيا؟".
وأضاف "السينما هي مرآة المجتمع وعليها أن تعكس الواقع"، آملا في الوصول الى وقت "ترتاح فيه السينما من كل انواع الرقابة".