الجفير – منصورة عبدالأمير (تصوير: أحمد آل حيدر)
تحديث: 12 مايو 2017
لطالما استفز الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الفنانة التشكيلية العراقية فريال الأعظمي، بكلماته التي تحرك ذاكرتها وتطلق حنينها إلى الوطن الأم العراق، إلى صدر الأم وحنانها وإلى ذكريات الطفولة.
هذه المرة استفزها ببيته الشهير "وأحفر اسمي على جذع رمانة في حدائق بابل" الوارد في قصيدة "ليل يفيض من الجسد"، أطلق ذاكرتها وعاد بها إلى شتاءات طفولتها في حي الأعظمية ببغداد، وإلى طبق الرمان الذي تعده والدتها يومياً لتتناوله فريال في حديقة المنزل "كانت والدتي تحضر لنا الرمان يوميا لنتناوله في حديقة منزلنا بمجرد عودتنا من المدرسة في الشتاء خاصة. كل هذه الأمورلا تزال حاضرة في ذاكرتي".
للرمان حكايته معها إذن ولدرويش الحكاية الأصل فهو الشاعر الذي يفتنها على الدوام، والذي تستفزها كل كلماته وأبياته، أما الرمان فهو كما تقول "الرمانة هي ثمرة الحياة والحب والأنوثة وهي مذكورة في جميع الكتب السماوية وهي تعني لي الوطن، لو بحثت عن الرمان ستجده محتفى به جميع الحضارات".
هذه المرة تترجم الأعظمي كلمات درويش المحتفية بالوطن والرمان، في صورة عمل فني مختلف، يشكل مشاركتها في النسخة الثالثة والأربعين من معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية (17 يناير/ كانون الثاني – 17 مارس/ آذار 2017). تأتي ترجمتها في صورة رمانيتين محفورتين بأناقة ودقة على خشب تلونه بالبرونز والذهبي ليبدو وكأن الرمانتين محفورتين على البرونز، ثم لتنثر بداخل إحدى هاتين الرمانيتين، وهي المحفورة على شكل قلب، حروفياتها المشكلة لما ألهمها هذا العمل.
تقول الأعظمي "نحتت هاتين القطعتين، على الأخص تلك التي تحوي شكل قلب، اقتباساً من صورة رمانة حقيقية، وكانت الفكرة بداية هي أن أنحت العمل على البرونز لكني وجدت أن قص البرونز وتشكيله يستغرق وقتاً طويلا مقارنة بالخشب الذي بدا كبرونز عند ما قمت بتلوينه".
&
للرمان حكايته معها (إذن)؟؟؟؟؟
أستاذة منصورة الكلمة التي بين قوسين تكتب إذاً