من هي ملكة جمال الكون المقبلة؟ سؤال جعل مواطني الفلبين، البلد المهووس بمسابقات ملكات الجمال، يعيشون في حالة من الترقب والتشويق قبيل حفل التتويج المقرر صباح الاثنين المقبل.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، احتشد الفلبينيون لمتابعة فعاليات المسابقة التي تشارك بها 86 مرشحة.
حتى الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، والمعروف بلسانه اللاذع وافتقاده للباقة، كان معقود اللسان عندما قامت المتسابقات بزيارة قصر مالاكانانج الرئاسي قبل أيام من النهائيات... وأعرب دوتيرتي عن مدى سعادته بالزيارة قائلا "أتمنى ألا ينتهي هذا اليوم أبدا".
وخارج مقر انعقاد المسابقة الدولية، حيث توجد نسخة ضخمة لتاج ملكة جمال الكون، يقف الفلبينيون متحمسون يلتقطون الصور في كل يوم.
وقالت ريجينا سانشيز، التي حضرت بصحبة بعض الأصدقاء أثناء استراحة الغداء، "إنه لشرف عظيم أن تقام المسابقة هنا في بلادنا".
وتابعت سانشيز، "نحن لا نحتفل فقط بالجمال السطحي، ولكن بالجمال النابع من القلب، الذي يعرف به الفلبينيون".
وارتدى بعض الحاضرين أوشحة تحمل أسماء دول ملكات الجمال الذين يتمنون فوزهن، لكن معظمهن كانوا يرتدون أوشحة كتب عليها ملكة جمال الفلبين، وارتدى آخرون أوشحة كتب عليها ملكة جمال تايلاند أوملكة جمال فنزويلا أو ملكة جمال اندونيسيا.
وأعرب عدد من المعجبين أيضا عن دعمهم للمتسابقات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيس بوك". وشملت صفحة على موقع "فيس بوك" مخصصة لملكات الجمال في الفلبين على آخر التحديثات والطرائف المتعلقة بالحدث الكبير.
ومنذ العام 1969 نالت ثلاث نساء من الفلبين لقب ملكة جمال الكون، من بينهم حاملة اللقب بيا فورتزباخ التي فازت بلقب ملكة كمال الكون في ديسمبر/ كانون أول 2015.
ويأمل الكثيرون ألا يخرج اللقب من الفلبين، لكن ملكة جمال الكون السابقة جلوريا دياز أشارت آسفة إلى أن المرشحة الفلبينية ماكسين مدينا قد لا يكون الحظ حليفها.
وقالت دياز، أول فلبينية تتوج بلقب ملكة جمال الكون، خلال مقابلة تلفزيونية "لا يمكن للبلد المضيف أن يفوز باللقب ... لا أستطيع أن أقدم طعاما وأعيده إلى مطبخي".
وشبهت دياز الفوز باللقب بالاستئثار بطبق شعبي يقدم في المناسبات الخاصة بدلا من مشاركته مع الضيوف.
وأضافت دياز "آمل أن أخطئ للمرة الأولى في حياتي ... أريد لها أن تحقق الفوز. أريد أن نكون فخورين بذلك، ولكن كما تعلمون، هذه هي الحياة".
وقالت وزيرة السياحة واندا تيو إن الفلبين ستحقق مكاسب من استضافتها للنسخة الـ65 لمسابقة ملكة جمال الكون، المرة الثالثة التي يحتضن فيها البلد الواقع في جنوب شرق آسيا والبالغ تعداد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة المسابقة.
وأشارت تيو إلى أن أنظار الكون ستكون مسلطة على الفلبين خلال المسابقة، حيث ستظهر "جميع الأماكن الجميلة والمقاصد السياحية" التي تزخر بها البلاد.
ومن المتوقع أن يشاهد أكثر من نصف مليون شخص حفل التتويج، والذي سيبث مساء الأحد في الولايات المتحدة (صباح الاثنين بتوقيت الفلبين). وانخرط دونالد ترامب، الرئيس الأميركي حاليا، في استثمارات الترفيه ووسائل الإعلام، بما في ذلك مسابقات ملكة جمال الولايات المتحدة وملكة جمال الكون.
وتم تشديد الأمن في المنطقة المحيطة بــ"مول أوف آشيا أرينا" حيث يقام الحدث، عبر نشر المئات من رجال الشرطة كما تم نصب عدد من نقاط التفتيش.
ويقول قائد الشرطة الإقليمي أوسكار ألبيالدي، إنه "لا يوجد تهديد مباشر لحفل ملكة جمال الكون، ولكننا لن نتهاون".
وشاركت مساء الخميس الماضي، 86 متسابقة في عرض للباس البحر وثياب السهرة والأزياء الوطنية في إطار المنافسات التمهيدية.
وستحدد نتائج المسابقة التمهيدية أفضل 12 متسابقة، وبعد ذلك سيجري اختيار أفضل تسع مرشحات بعد الانتهاء من الجزء الخاص بلباس البحر صباح الاثنين.
وستنتقل 6 متسابقات فقط إلى الجولة النهائية بعد مسابقة أفضل ثياب سهرة. وبعد ذلك ستختار هيئة التحكيم أفضل ثلاث متسابقات، واللاتي سيتم اختيارهن وفقا "للتقييم النهائي".
وانتقدت جماعة جابريلا الحقوقية النسائية استضافة مسابقة ملكة جمال الكون على أساس انها "محاولة أخرى للترويج للفلبين على اعتبار أنها وجهة سياحية مثيرة لنساء رخيصات يمكن استغلالهن بسهولة".
وقالت النائبة آرلين بروساس، وممثلة جماعة جابريلا إن "جابرييلا تعارض مسابقات ملكات الجمال وغيرها من الاحتفالات التي تستغل النساء لأن هذه هي أدوات لتحويل النساء إلى سلعة".
لكن دوتيرتي، الذي حظر عقد مسابقات أفضل لباس بحر في مسقط رأسه بمدينة دافاو حيث كان رئيسا للبلدية طوال 23 عاما، قال إنه يعتقد أن مسابقات ملكات الجمال مثل مسابقة ملكة جمال الكون تعزز من تمكين المرأة.
وقال للمتسابقات اللاتي زرن القصر الرئاسي، "إن الأمر الأكثر أهمية، هو أن هذه فرصة لكن لإحداث تأثير، للحث على التغيير، وحتى أيضا تمثلن التغيير الذي ترغبن في رؤيته في الكون".