يملك النمل قدرة متطورة على معرفة موقعه تجعله قادراً على تحديد وجهته حتى وإن كان يمشي إلى الوراء لجر احمال ثقيلة، بحسب ما أظهرت دراسة حديثة.
وتعتمد هذه الحشرات على موقع قرص الشمس في السماء وعلى ذاكرتها البصرية لتعرف اتجاه بيتها، وفقاً لعلماء الحشرات الذين أعدوا هذه الدراسة المنشورة أمس الخميس (19 يناير/ كانون الثاني 2017) في مجلة "كارنت بيولوجي" الأميركية.
ولاحظ الباحثون أن النمل، حين يكون ماشياً إلى الوراء، يتوقف بعض الوقت للنظر حوله فيتمكن من تحديد طريقه اعتماداً على الشمس.
وتشير الدراسة إلى امكانية أن يكون النمل قادراً على استيعاب التفاعلات المكانية، ليس فقط فيما يتعلق به.
وقد تشكل هذه القدرة المميزة على تعديل حركة السير مصدر الهام لتصميم انظمة معلوماتية جديدة لتسيير الروبوتات، وفقاً للباحثين. وغالبا ما يمشي النمل إلى الأمام حين ينقل قطعاً صغيرة من الغذاء، لكنه يمشي إلى الخلف حين يكون مضطراً لجر حمولة ثقيلة.
وتشير ملاحظات العلماء إلى أن النمل قادر على التعرف على العالم المحيط به، بصرف النظر عن الاتجاه الذي يكون فيه.
وهو يحافظ على إدراكه للاتجاه سواء تحرك إلى الامام أو إلى الخلف أو باتجاه جانبي.
وقالت الاستاذة في جامعة ادنبره، باربارا ويب: "يملك النمل دماغاً صغيراً حجمه أصغر من حجم رأس الإبرة، لكنه على رغم ذلك قادر على الحركة من دون مشكلة في ظروف صعبة". وأضافت "فهم سلوك النمل يجعلنا نتعمق في فهم طريقة عمل ادمغتها ويلهمنا في تصميم انظمة آلية تحاكي وظائفها".
ولفهم كيفية تصرف هذه الحشرات إزاء وجود حواجز مختلفة وتعديل وجهتها للوصول إلى الطريق الصحيح، وضع العلماء عدداً من نمل الصحراء في بيئتها الطبيعية. وتبين لهم ان النمل كان يضل طريقه إن وضعت له مرآة تجعله يضيع في تحديد موقع الشمس.
سبحان الله
سبحان الله المبدع