توفي أمس السبت (14 يناير/ كانون الثاني 2017) عن 111 عاما عالم اللغات الصيني تشو يوغوانغ المولود في اواخر عهد الامبراطورية والذي يعد مصمم الكتابة الصينية بالأحرف اللاتينية، وأحد رموز مقارعة النظام الشيوعي.

وتوفي تشو في منزله أمس بعد يوم واحد على احتفاله بعيد ميلاده الحادي عشر بعد المئة، بحسب ما اعلنت وسائل الاعلام الحكومية.

وقالت صحيفة "الشعب" في عددها الصادر اليوم الأحد (15 يناير/ كانون الثاني 2017) "لقد عاش في عهود عدة، وعمل على تنوير الناس العاديين".

وتشو هو مصمم نظام "بينيين" لكتابة الكلمات الصينية بحروف لاتينية، والذي أصبح معتمدا في كل العالم بعد ما اقرته الصين في الخمسينات.

وقد تأثرت حياة تشو بكل المحطات التي طبعت تاريخ الصين في القرن العشرين. فقد ولد في العام 1906 في اسرة ارستقراطية في اواخر سنوات حكم أسرة تشينغ، واتم دراسته في شنغهاي شرق البلاد، ثم سافر بعد العام 1945 إلى نيويورك حيث عمل في أحد المصارف هرباً من الحرب الأهلية التي مزقت بلده.

وبعد انتصار ماو تسي تونغ في العام 1949، عاد إلى الصين وكلف في العام 1955 بتصميم كتابة بالأحرف اللاتينية يمكن أن تعبر عن أصوات لغة مندارين الصينية، بهدف تسهيل تعلمها.

وأدى هذا النظام اللغوي إلى القضاء على الأمية في الصين، وكان أساسياً في إدخال الكتابة الصينية إلى مجال المعلوماتية.

لكنه عارض بشدة "الثورة الثقافية" التي فرضها ماو تسي تونغ، واصبح معارض شرسا للنظام الشيوعي، وكلفه ذلك نقله إلى الريف كإجراء عقابي.

في العام 2015 قال تشو في مقابلة في وكالة "فرانس برس": "للأمانة، لا أجد شيئاً جيداً أقوله عن ماو تسي تونغ"، وتحدث عن "عقدين ضائعين" من عمر الصين.

وعاش في السنوات الماضية في منزل متواضع في بكين يضيق بالكتب الكثيرة فيه. ونشر بعد بلوغه سن المئة عشرة كتب طالتها يد الرقابة.

وقال في مقابلته مع "فرانس برس": "بعد ثلاثين عاما من الاصلاحات الاقتصادية، ينبغي على الصين أن تسلك طريق الديمقراطية... انه السبيل الوحيد".