أظهر تقرير اعدته الامم المتحدة ان تحسن مستوى المعيشة في آسيا يترافق مع ارتفاع مقلق في كمية النفايات الالكترونية التي تنتجها بلدان هذه القارة، محذراً من تأثيراتها البيئية والصحية.
وجاء في التقرير الذي نشرته جامعة الامم المتحدة اليوم الأحد (15 يناير/ كانون الثاني 2017) ان كمية النفايات الكهربائية والالكترونية التي خلفتها بلدان آسيا زادت بنسبة 63 في المئة في خمس سنوات. ودعا التقرير إلى البحث العاجل عن وسائل إعادة التدوير ومعالجة هذه النفايات. وقال روديغر كويهر وهو أحد معدي الدراسة والمسئول في جامعة الامم المتحدة "في عدد كبير من البلدان التي تنقصها البنى التحتية اللازمة للإدارة البيئية المستدامة، يثير ارتفاع كمية هذه النفايات القلق".
على مدى سنوات طويلة، كانت الصين وبلدان اخرى في المنطقة، وجهة تلقي فيها الدول المتقدمة منتجاتها الالكترونية المستخدمة، حيث كان يعاد تدويرها في مصانع بسيطة، من دون أي مراعاة للبيئة او لصحة العمال.
لكن في السنوات الاخيرة، اصبحت هذه البلدان مصدراً للنفايات الالكترونية، وذلك بفعل نمو الطبقة الوسطى التي تكثر من استخدام الهواتف الذكية واجهزة الكومبيوتر والثلاجات والتلفزيونات وغيرها، بحسب التقرير.
وبين العامين 2010 و2015، تضاعفت كمية النفايات الالكترونية التي انتجتها الصين.
وتعد هونغ كونغ أكثر بلدان العالم انتاجاً للنفايات الالكترونية نسبة لعدد سكانها، اذ ان الفرد الواحد خلف أكثر من 21 كيلوغراما سنوياً في العام 2015، تليها سنغافورة وتايوان مع 19 كيلوغراماً.
في المقابل، تبين ان كمبوديا وفيتنام والفلبين هي أقل الدول الاسيوية انتاجا للنفايات الالكترونية نسبة لعدد السكان، اذ ان المعدل لم يزيد عن 1.5 كيلوغرام للشخص الواحد في العام 2015.
وبسبب غياب التقنيات والانشاءات اللازمة، ما زالت اعادة تدوير النفايات الالكترونية في آسيا تجري في ظروف ضارة جدا على الصحة وكذلك على البيئة. فالأحماض المستخدمة في فصل المعادن الموجودة في الاجهزة الالكترونية تسبب خطرا على العمال.
وفي مدينة غيو في اقليم غوانغدونغ في الجنوب، حيث يدور الاقتصاد المحلي حول معالجة النفايات الالكترونية، تبين ان المعادن الثقيلة لوثت الهواء والماء.
ولاحظ باحثون في جامعة محلية ان دم اطفال المدينة ملوث بنسب عالية من الرصاص.