أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أن الهوية الوطنية لمملكة البحرين هي الأثر الجامع الذي يستلهم قوة الارتباط بالأرض وما حملته من إرث عكس معدن الإنسان البحريني الأصيل وإسهامه في البناء الحضاري.
وأشار سموه إلى أن مملكة البحرين غنية بالتراث الإسلامي الذي يعكس هويتها العربية والإسلامية والذي جسده فن العمارة الإسلامية في المساجد والمباني التراثية، وموقعها الاستراتيجي باعتباره نقطة وصل بين مختلف الحضارات العريقة، لافتاً سموه إلى أن المقومات التراثية والتاريخية تمثل أهمية كبيرة في المنتوج الثقافي والسياحي في مملكة البحرين وتلقى كل الدعم والرعاية من عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
جاء ذلك لدى تفضل سموه بافتتاح مركز زوار مسجد الخميس، صباح اليوم الثلثاء (10 يناير/ كانون الثاني 2017)، بحضور عدد من كبار المسئولين، حيث أشاد سموه بجهود هيئة البحرين للثقافة والآثار في العناية والاهتمام بالمعالم التاريخية والأثرية، وجهودها الرامية إلى ربط الأجيال بتراث البحرين وتاريخها العريق.
وأعرب سموه عن اعتزازه بالخطوة التي اتخذتها الهيئة في إنشاء هذا المركز لإبراز تاريخ مسجد الخميس وما يمثله من رمزية مهمة في تاريخ وآثار البحرين هذا الأثر الذي ظل شاهداً على مدى العصور الإسلامية على دور البحرين الحضاري المهم في هذه الفترة الزمنية لما يمثله المسجد من مدنية واستقرار.
وأضاف سموه أن الحفاظ على هذا المسجد التاريخي الذي بني في حقبة تاريخية مهمة من الحضارة الإسلامية وكل ما ارتبط به من أعمال التنقيب سيسهم نحو المزيد من قراءة تاريخ البحرين والمنطقة وإبراز الدور العلمي والمعرفي الذي اضطلعت به المساجد في الحضارة الإسلامية وإسهاماتها في ريادة الأمة الإسلامية في مختلف العلوم والمعارف الإنسانية ونشر قيم التسامح والمحبة في المجتمعات.
وقام صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بجولة في مركز زوار مسجد الخميس واستمع سموه خلالها إلى شرح من رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة والأمين العلمي والمنقب بمنطقة مسجد الخميس تيموثي انسول حول مضمون العروض وأهم الآثار الإسلامية والقطع الأثرية للموقع وخاصة نتاجات أعمال التنقيب في منطقة البلاد القديم التي تمت منذ العام 2001 والتي يجرى عرضها في المركز لأول مرة.
من جانبها، أعربت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة عن بالغ شكرها وتقديرها لولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على دعم سموه الدائم واهتمامه المستمر بالثقافة ومكتسباتها ترويجاً لما تحمل البحرين من إرثٍ ثقافي غني يعكس هويتها التي تجعلها وجهةً ثقافية مميزة.
وقالت إن افتتاح مركز زوّار مسجد الخميس يأتي كأولى فعاليات سنة 2017 التي تحمل عنوان "آثارنا إن حكت"، حيث يحكي مركز زوّار مسجد الخميس الكثير من المعلومات عن تاريخ البحرين العريق، والممتد لآلاف السنين، وإن هذا التدشين يأتي تجسيداً لاستراتيجية الثقافة التي تؤكد ضرورة الترويج للمملكة عبر مكوناتها التاريخية والحضارية.
وأوضحت أن رؤية هيئة الثقافة تتمثل في إنشاء العديد من المتاحف المرتبطة بالمواقع التراثية والأثرية في المملكة، بحيث يتعرّف الزائر على غنى المواقع عبر اكتشافه للمقتنيات الأثرية التي تم العثور عليها في كل موقع تاريخي وأثري.