قتل 48 شخصاً على الأقل غالبيتهم من المدنيين اليوم السبت (7 يناير/ كانون الثاني 2017) بانفجار صهريج مفخخ في مدينة أعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
بموازاة ذلك تستعد فرق الصيانة لدخول منطقة وادي بردى قرب دمشق السبت، لبدء عملية إصلاح إمدادات المياه الى العاصمة، بحسب الإعلام الرسمي.
ورغم استمرار الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ قبل أكثر من أسبوع بموجب اتفاق روسي تركي، أسفر انفجار صهريج مفخخ عن مقتل 48 شخصا على الأقل في منطقة المحكمة الشرعية أمام سوق في مدينة أعزاز الواقعة في شمال محافظة حلب على الحدود التركية.
وأوضح المرصد أن غالبية القتلى من المدنيين بالإضافة إلى "خمسة قضاة إسلاميين و14 مقاتلا وحارسا ينتمون إلى الفصائل، وجثث متفحمة لم يتم التعرف عليها".
وأظهر فيديو لمكان التفجير تصاعد أعمدة الدخان، وتناثر الحطام في الشوارع. كما شوهدت سيارات الإطفاء والدفاع المدني المحلي، إضافة إلى جرافات تحاول رفع الأنقاض.
وتشهد مدينة اعزاز، ابرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، بين الحين والآخر تفجيرات بسيارات مفخخة، تبنى بعضها تنظيم الدولة الاسلامية.
وفي العاصمة دمشق، تواصلت الاشتباكات ليل الجمعة السبت في وادي بردى حيث قتل تسعة أشخاص بينهم سبعة من قوات النظام بحسب ما أفاد المرصد السبت.
السكان بلا مياه
ويشهد وادي بردى منذ 20 ديسمبر/ كانون الأول معارك مستمرة بين الطرفين، اثر بدء قوات النظام وحلفائها هجوما للسيطرة على المنطقة التي تمد سكان دمشق بالمياه.
لكن صباح السبت، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن فرق الصيانة وصلت إلى المنطقة الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال غرب دمشق، وهي "جاهزة للدخول" للبدء بعملية الإصلاح.
وأشار مصدر مقرب من النظام إلى أنه تم الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار يتيح دخول فرق الصيانة، رغم أن عملية الإصلاح قد تستغرق أياما عدة.
وتوصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمهد الطريق أمام إجراء مفاوضات سلام الشهر الحالي. ويسود الهدوء على جبهات عدة في سوريا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 30 كانون الأول/ديسمبر.
غير أن الهدنة انتهكت مرارا ولا سيما بفعل القتال الدائر في منطقة وادي بردى.
وتسببت المعارك وفق المرصد بتضرر احدى مضخات المياه الرئيسية ما ادى الى قطع المياه عن العاصمة منذ اكثر من اسبوعين.
وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه، في وقت شددت الامم المتحدة على ان اعمال التخريب والحرمان من المياه تعد "جرائم حرب".
وقالت الأمم المتحدة الخميس إن "في دمشق وحدها 5,5 ملايين شخص حرموا من المياه او تلقوا كميات اقل لان موارد وادي بردى (...) غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك او اعمال التخريب او الاثنين معا".
تركيا تحشد في منطقة الباب
وتسعى موسكو وأنقرة من خلال وقف اطلاق النار الذي توصلا اليه في سوريا، إلى تمهيد الطريق أمام محادثات سلام مرتقبة الشهر الحالي في عاصمة كازاخستان.
لكن المعارك في وادي بردى دفعت الفصائل إلى تجميد أي محادثات تحضيرية للقاء آستانا، منددة بـ"خروقات" للهدنة من قبل النظام.
وتتدخل موسكو وأنقرة عسكريا في سوريا، حيث بدأت تركيا عملية "درع الفرات" في آب/أغسطس ضد تنظيم الدولة الإسلامية والمتمردين الأكراد على حد سواء.
وبعد استعادة بلدات عدة من التنظيم الجهادي، تركز القوات التركية وحلفاؤها السوريون على منطقة الباب، معقل الجهاديين في محافظة حلب.
وقال المرصد السوري السبت إن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة في ما يبدو أنه تحضير لبدء عملية عسكرية في الباب.
تقدم لقوات سوريا الديموقراطية
وفي الشمال، أحرزت قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن، تقدما في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في إطار عمليتها الرامية للدخول إلى معقل الجهاديين في الرقة.
وأشار المرصد السوري إلى أن تلك القوات أصبحت على مسافة قريبة من سد الفرات في الريف الشمالي لمدينة الطبقة في غرب الرقة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن قوات سوريا الديموقراطية تمكنت من "التقدم والسيطرة على آخر قرية تفصلها عن السد. لم يعد أمامها إلا أربعة كيلومترات من الأراضي الفارغة".
وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية الجمعة على قلعة جعبر الأثرية التي تشرف على أكبر سجن يديره تنظيم الدولة الاسلامية قرب سد الفرات.
ويقع سد الفرات على بعد 500 متر من مدينة الطبقة الاستراتيجية، التي تعد مركز ثقل أمني للتنظيم في سوريا ويقيم فيها ابرز قادته. كما يبعد نحو خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة.
بدأت قوات سوريا الديموقراطية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر حملة "غضب الفرات" لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من الرقة وتمكنت بدعم من التحالف الدولي من إحراز تقدم كبير في ريف الرقة الشمالي في المرحلة الأولى من الهجوم.
وأعلنت في العاشر من الشهر الماضي بدء "المرحلة الثانية" من هجومها الذي يهدف إلى طرد الجهاديين من الريف الغربي للرقة و"عزل المدينة".