تفتتح الدورة الخمسون من المعرض السنوي لمستهلكي الإلكترونيات "سي إي أس" الخميس المقبل في لاس فيغاس، مسلطة أضواءها على الهواتف الذكية والسيارات والقطع المنزلية لتقترب أكثر من حلم تقديم بيئة موصولة متكاملة.
وتستمر فعاليات هذا المعرض الذي تنظمه الجمعية الأميركية للتكنولوجيات الموجهة للجمهور العريض (سي تي ايه) حتى يوم الأحد المقبل، على أن يفتح أبوابه للصحافيين قبل يومين من الافتتاح الرسمي لهذه الدورة التي يشارك فيها أكثر من 3800 جهة وينتظر أن يحضرها أكثر من 165 ألف زائر.
وصرحت كارولينا ميلانيزي المحللة لدى "كرييتف ستراتيجيز"، "أتوقع أن يركز المعرض على الواقع المعزز والافتراضي، فضلا عن المنازل والسيارات الموصولة".
لكنها حذرت من أن "القطاع سيواجه مشكلة كبيرة، في حال لم تتحقق بعض الوعود والأحلام" المرتبطة بهذه الابتكارات التكنولوجية.
وبات من الضروري إيجاد قاطرة نمو في وقت بدأت فيه سوق الهواتف الذكية تصاب بالتخمة وخيبت منتجات أخرى، على ما يبدو، الآمال المعلقة عليها، مثل الأجهزة اللوحية والساعات الموصولة التي لم تجذب شريحة واسعة من الزبائن.
ويتوقع ستيفن بايكر، المحلل لدى مجموعة "ان بي دي غروب"، هو أيضا أن تتجه الأنظار إلى "ابتكارات كثيرة مرتبطة بالواقع المعزز والافتراضي والطائرات المسيرة والمنازل الذكية"، لكن لا يخفى عليه أن "المسألة هي مسألة تحسينات تجرى على منتجات عرضت العام الماضي"، من دون تقديم ابتكارات "ثورية".
وهو قال "لا أظن أننا بلغنا مرحلة الانتقال إلى منتجات متكاملة، لكننا اقتربنا من تحقيق بعض الأفكار مثل المنازل الذكية"، في حين أن الواقع الافتراضي والمعزز في طريقه إلى أن يصبح مجالا موجها لعامة الجمهور اعتبارا من هذه السنة.
ويعول الكثير من المشاركين في الدورة الحالية للمعرض على فرص استخدام الواقع الافتراضي والمعزز في صناعات مختلفة، بعضها تجاري وآخر طبي، حتى لو كان يرجح أن تجذب في المقام الأول محبي ألعاب الفيديو، على حد قول الخبير في قطاع التكنولوجيا جاك غولد.
وأقر هذا الأخير بأن "المسألة لا تكمن في معرفة مدى قدرتها على تغيير الوضع"، بل في جعلها ميسورة بما فيه الكفاية على الصعيدين المالي والتكنولوجي، "لمساعدة الجمهور العام على استخدامها".
ومن المرتقب أن يخصص المعرض أيضا حيزا واسعا لتقنية الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات.
"إنجاز تكنولوجي كبير"
تتنافس المجموعات الكبيرة في قطاع الإلكترونيات، من قبيل "سامسونغ" و"سوني" و"ال جي إلكترونيكس" و"باناسونيك" و"هواوي"، كالعادة على تقديم الشاشات التلفزيونية الأكثر دقة والهواتف الذكية الأحدث تصميما والأجهزة المنزلية الأكثر ذكاء.
ومن المرتقب أن تقدم "ال جي" خصوصا واجهة ترتفع عن ركيزتها بواسطة مغناطيس كهربائي و"سامسونغ" مكنسة كهربائية مزودة بخدمة مساعدة صوتية.
وقد أصبح "سي اي اس" على مر السنين ملتقى لا يفوته أيضا كبار صانعي السيارات الذين لا يكتفون بعرض تصاميمهم في معرض ديترويت المنظم لقطاع السيارات بعد أسبوع من هذه الفعاليات.
وقد فضلت "فيات كرايسلر" تنظيم مؤتمرها الصحافي في لاس فيغاس بدلا من ديترويت. وسيكون لكارلوس غصن مدير "رينو-نيسان" مداخلة خلال هذا المعرض عن "إنجاز تكنولوجي كبير" لمستقبل من دون انبعاثات غازات الدفيئة وقتلى حوادث السير على الطرقات، بحسب القيمين على هذا الحدث.
وسيتم بشكل عام التركيز على المركبات المستقبلية، لا سيما تلك الذاتية القيادة. وقد ارتفع الحيز المخصص لهذا النوع من التكنولوجيات التي يتعهد بعض المصنعين تسويقها اعتبارا من 2021، بنسبة 75 % منذ إنشائه سنة 2014، وفق "سي تي ايه".