أناب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، لحضور الحفل الـ(32) لتكريم العمال المُجدين والمُتفوقين والمنشآت المتميزة بالقطاع الأهلي، الذي نظمته وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، تحت الرعاية السامية لعاهل البلاد، صباح اليوم الخميس (29 ديسمبر/ كانون الأول 2016) بمركز عيسى الثقافي، وذلك بالتزامن مع احتفالات البلاد بذكرى تولي صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم والعيد الوطني المجيد، حيث تم تكريم السواعد البحرينية المُجدَّة والمنشآت المتميزة في هذا الحفل السنوي.
وفي بداية الحفل، ألقى حميدان كلمة استهلها بنقل تهنئة ومباركة عاهل البلاد المفدى، للمكرمين من عمال وإداريين ومنشآت، واعتزاز جلالته بالموارد البشرية الوطنية، وتقديره للسواعد البحرينية التي تعمل وتتميز في عطائها وحبها للوطن.
ولفت إلى أن حرص العاهل المُفدى، على استمرارية انعقاد هذا الحفل السنوي تحت رعايته السامية لهو أكبر دليل على إيمانه بقدرات القوى العاملة البحرينية، ودورها الوطني المشرف، وإسهاماتها في بناء الوطن وازدهاره، مؤكداً اعتزاز جلالته بالعمالة الوطنية التي طالما كانت رمزاً للإخلاص في العمل.
وأكد حميدان أهمية المسئولية المجتمعية والجهود الوطنية المشتركة في تعزيز فرص توظيف الكفاءات الوطنية وتنمية قدراتها ومستوياتها المهنية والعلمية وإدماجها في عملية الانتاج والتنمية، الأمر الذي ينعكس ايجابياً على المنشآت باستقرار أعمالها وتحسين انتاجيتها وزيادة ربحيتها، وهو ما يحقق السلم الأهلي والاستقرار المجتمعي، وتحقيق التنمية المستدامة، التي تستهدف العنصر البحريني أولاً ليكون فاعلاً ومساهماً في نهضة وتقدم هذا الوطن العزيز، في ظل مسيرة الخير والنماء التي يقودها جلالة الملك المفدى، وحكومته.
ولفت حميدان إلى أهمية تعزيز فرص توظيف الكفاءات الوطنية وتنمية قُدُراتها ومستوياتها المهنية والعلمية، وتعزيز فرص إدماجها في عملية الإنتاج والتنمية، الأمر الذي ينعكس ايجابيّاً على تحسين مستوياتها المعيشة، وانجاح واستقرار أعمال المؤسسات والشركات، وزيادة ربحيتها، فضلاً عن إنجاح جهود التصدي للبطالة، وتحقيق السلم الأهلي والاستقرار المجتمعي، وتحقيق التنمية المستدامة.
وشدد وزير العمل والتنمية الاجتماعية على أنه لا تعويل على فرض والزامية توظيف وتأهيل البحرينيين، وانما على ايمان وقناعة أصحاب العمل وحسهم الوطني الرفيع بأهمية ودلالات دمج المواطن في العمل والتنمية، واعطائه المكانة والتقدير الذي يستحقه، مشيراً الى ان المسئولية تقع على الجميع، من مسئولين وأصحاب عمل وإداريين وعمال بمختلف مواقع الإنتاج، في صيانة وتعزيز الثقة بقدرات ومواهب وعطاء العمالة الوطنية، والاعتراف بجديتها وتميزها وابداعاتها واعلاء شأنها وتعزيز مكاسبها المادية والمعنوية، والتنويه بقصص نجاحها وتنامي اسهامها في عملية الإنتاج والتنمية، وهي قصص نجاح بارزة ووطنية تشكل مصدر فخر واعتزاز للجميع.
وفي هذا السياق، أشاد حميدان بالدعم والتعاون الذي تحظى به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية من قبل طرفي العلاقة الإنتاجية، من أصحاب العمل ممثلين في غرفة تجارة وصناعة البحرين، والمدراء والرؤساء التنفيذيين بالشركات والهيئات والمؤسسات المختلفة، والعمال، ممثلين في كل من الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، والاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين، مُقدراً لهم إسهاماتهم في دعم استقرار سوق العمل، وتعزيز الروح الإيجابية والتعاون البناء بين أطراف الانتاج الثلاثة لخدمة الوطن والقوى العاملة الوطنية، وإنجاح المبادرات والخطط الهادفة إلى تأهيل وتوظيف وحماية الأيدي العاملة البحرينية وزيادة الإنتاجية، وتشجيع الحوار لحل أية مشكلات طارئة، معرباً عن ثقته بقدرة البحرين على تقديم المزيد من المكتسبات لمواطنيها، وتحقيق أفضل الانجازات بفضل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة، وبتعاون الشركاء الأساسيين في الوطن.
وقال حميدان انه مهما تواجه الدول من مشكلات أو تقلبات اقتصادية، كتلك التي تواجه الجميع نتيجة انخفاض العائدات والموارد النفطية، يبقى تحقيق التشغيل الكامل للأيدي العاملة الوطنية، وضمان استقرار ونمو سوق العمل، وضمان قدرته على توليد فرص العمل النوعية الجديدة، أحد أهم التحديات، مشيراً الى أن هذه التقلبات والعقبات يجب أن تدفعنا إلى المزيد من الجهد لعدم السماح لمثل هذه الظروف الاستثنائية في أن تضعف إمكانية الحصول على فرص العمل المناسبة للمواطن، وفرص تأهيله ودعمه ليقوم بواجبه تجاه أسرته ووطنه.
وفي ختام كلمته، قدم وزير العمل والتنمية الاجتماعية التهنئة للنخبة المكرمة الذين نحتفي بهم ومعهم بقيم العمل والانتاج التي يجسدها العمال وأصحاب العمل بعطائهم المتجدد، وإخلاصهم لعملهم ووطنهم.
من جانبه، ألقى محمود حسين محمد علوي، كلمة المكرمين، عبر فيها عن بالغ الفخر والاعتزاز لنيل شرف تكريم الدولة لأبنائها، بعد أن تم اختيار هذا العدد المكرم من بين آلاف العاملين المجدين والمتفوقين في العمل بمنشآت القطاع الأهلي، وذلك في ظل السياسة الحكيمة التي انتهجتها حكومة حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، انطلاقاً من إيمان جلالته الراسخ بأن الأفراد العاملين بجد وإخلاص وأمانة والمنتجين بأقصى إمكانياتهم من أجل المصلحة العامة، هم الثروة الحقيقية لهذا الوطن.
بعد ذلك، قام وزير العمل والتنمية الاجتماعية، إلى جانب وكيل الوزارة المعني بقطاع العمل صباح سالم الدوسري، بتقديم الشهادات التقديرية والدروع التذكارية إلى الشركات والمؤسسات المتميزة والعمال المجدين في هذه الدورة ممن شملهم التكريم ويمثلون مختلف القطاعات الانتاجية.
وتضم قائمة المكرمين لهذا العام (129) مكرماً من عمال وإداريين ورواد عمل ومنشآت، ممن أثبتوا جدارتهم وتميزهم في مجال العمل والانتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية، حيث تم تكريم فئة الرواد البارزين من أصحاب العمل، إلى جانب الإداريين المتميزين، وذوي المشاريع الصغيرة، وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن المتميزين في قطاعات النفط والغاز، والصناعات التحويلية، والنقل والتخزين والمواصلات، والبنوك والمال والتأمين، والمقاولات، والتجارة، والفنادق والمطاعم، والأنشطة الاجتماعية وغيرها، وكذلك المجدين من العاملين في المهن التي بدأت العمالة الوطنية الإقبال عليها والتميز في مزاولتها، والعاملين في الاقتصاد غير المنظم.
حضر الحفل إلى جانب ممثلي النقابات العمالية والمهنية والفعاليات الاقتصادية والتجارية، العديد من رؤساء إدارات الشركات والمؤسسات بالقطاع الأهلي والمدراء التنفيذيين والمدعوين.