احتفل محرك البحث العالمي جوجل اليوم بالذكرى الـ108 لميلاد الدكتورة درية شفيق، وهي من رواد حركة تحرير المرأة فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين وينسب لها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح في دستور مصر في العام 1956 ومؤسسة لدوريات أدبية وباحثة ومناضلة ضد الوجود البريطانى في مصر.
وبعد عودتها من فرنسا طالبت بالتعيين في جامعة القاهرة، إلا أن طلبها قوبل بالرفض لكونها امرأة، هذا ما دفع الأميرة شويكار إلى عرض منصب رئاسة تحرير مجلة المرأة الجديدة عليها والتى ما لبثت أن تركتها لتتفرغ لمجلة "بنت النيل" التي أسستها لتكون أول مجلة نسائية في مصر لتعليم وتثقيف المرأة المصرية.
قامت بتأسيس مدرسة لمحو الأمية في بولاق للقضاء على الجهل المنتشر بين الفتيات والنساء في المناطق الشعبية، ومع نهاية الأربعينات أسست اتحاد بنت النيل ليكون المنبر الأول لخوض المرأة في الحياة السياسية.
في العام 1951 قادت "درية" مظاهرة نسائية مكونة من 1500 فتاة وسيدة مصرية، اقتحمن "البرلمان المصري" في ظاهرة هي الأولى من نوعها في مصر للمطالبة بحقوق المرأة، وهو ما عجل بعرض قانون على البرلمان المصري ينص على حق المرأة في الترشح وخوض الانتخابات البرلمانية بعد هذا الحدث بأسبوع واحد.
ودورها الوطني لم يكن أقل من دورها السياسي والاجتماعي، ففى العام 1951 قامت بإعداد فرقة شبه عسكرية من النساء المصريات للمقاومة ضد وحدات الجيش البريطانى في قناة السويس، تضمنت الاستعداد للقتال وتدريب ممرضات للميدان، وحوكمت لقيادتها مظاهرة نسائية من اتحاد بنت النيل، حيث قمن بمحاصرة بنك باركليز البريطاني في القاهرة في يناير/ كانون الثاني 1951 ودعون لمقاطعته.
ولدت في 14 ديسمبر/ كانون الأول 1908 وهي ثالثة أطفال أحمد شفيق ورتيبة ناصف وثانية بناتهما. ولدت في طنطا في بيت جدتها لأمها، وكان والد درية مهندسا بالسكة الحديد. وفي العام 1913 سبقتها أختها "ثريا" وإلتحقت بمدرسة الإرسالية الفرنسية. وكانت الخادمة ”زينب” تصحب درية إلى مولد السيد البدوي، وتحركت مشاعرها الدينية في مولد المتصوف الإسلامي الذي يرجع تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادي الذي ولد في المغرب وسليل أسرة من مكة.
وتكملة لمسيرتها السياسية قامت بتحويل اتحاد بنت النيل إلى أول حزب نسائي مصري يحمل نفس الاسم لتكون رائدة العمل السياسي النسائي في مصر والوطن العربى، وهو ما شجعها على الاعتراض على عدم وجود امرأة واحدة في لجنة كتابة الدستور في العام 1954، فأضربت برفقة نساء أخريات عن الطعام، وهو ما جعل الرئيس محمد نجيب يقوم بوعدها بتحقيق حقوق المرأة في الدستور وبالفعل تم منح المرأة المصرية حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة.
توفيت درية شفيق في العام 1975 حين سقطت من شرفة منزلها في الزمالك بالقاهرة، وقيل إنها انتحرت بعد عزلة عاشتها لمدة 18 سنة بسبب احتكار الحياة السياسية على رجال الحزب الوطني في مصر.