يفتتح في بيروت الشهر المقبل مهرجان "بيروت ترنم" الذي يتضمن أمسيات للموسيقى الدينية المسيحية والإسلامية والكلاسيكية تقام في عدد من الكنائس التاريخية في العاصمة اللبنانية، على أن يوجه البابا فرنسيس كلمة افتتاحية إلى الشعب اللبناني وجمهور المهرجان، بحسب المنظمين.
وتنطلق الدورة التاسعة من هذه المهرجان في الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وتستمر حتى الثالث والعشرين منه، ليشكل المهرجان هذه السنة أيضا فسحة موسيقية في وسط العاصمة بيروت تستضيف فيها كنائسها القديمة أمسيات راقية متنوعة بين الموسيقى الشرقية والغربية، إضافة إلى حفلات للتراتيل والترانيم ذات الجذور السريانية والبيزنطية والأرمنية والغربية.
وقال المدير الفني للمهرجان ومدير المعهد الموسيقي الانطوني توفيق معتوق أن أحد أهداف المهرجان، الذي انطلق قبل تسعة أعوام، هو "الاحتفال بروح الميلاد، ومن ميزاته نشر السلام والفرح عبر الموسيقى".
وقالت راعية المهرجان النائبة بهية الحريري أن هذا الحدث "اختار السلام الإنساني نهجا لعمله ليواكب ميلاد السيد المسيح".
وسيكون عرض الافتتاح أوبرا "قداس المجد" لجاكومو بوتشيني، حيث سترتفع في كاتدرائية القديس جرجس للموارنة أصوات كل من السوبرانو الايطالية لورا جيورداني والتينور الايطالي فيليبو ادامي،إضافة إلى عدد من مغني الأوبرا اللبنانيين. ترافقهم غناء جوقتا الجامعة الأنطونية وجامعة اللويزة بإدارة الأب خليل رحمة. أما العزف فتتولاه الاوركسترا الفلهارمونية الوطنية بقيادة الأب توفيق معتوق.
وفي اليوم التالي، موعد في كنيسة مار الياس بمنطقة القنطاري، مع "مجموعة أصيل" للموسيقى العربية الفصحى المعاصرة التي أسسها المنشد وعازف العود المصري مصطفى سعيد في العام 2003، وتضم عازف القانون اللبناني غسان سحاب وعازف الناي المصري محمد عنتر وسواهما.
وفي كاتدرائية القديس اليأس للأرمن الكاثوليك يطل الموسيقي اللبناني وعازف الكمان والأستاذ الجامعي نداء ابو مراد مع مجموعة من طلاب الجامعة الانطونية في أمسية صوفية.
وإضافة إلى الموسيقى الدينية، يستضيف مهرجان "بيروت ترنم" حفلات موسيقية كلاسيكية لعازفين معروفين مثل عازف البيانو الكوري سيونغ جين، إضافة إلى حفلة جاز لعازف البيانو اللبناني رامي خليفة.
ويختتم المهرجان في 23 ديسمبر/ كانون الأول بحفلتين، الأولى لجوقة مدرسة سيدة الجمهور في كنيسة القديس يوسف، والثانية اوبرالية للسوبرانو الايطالية كارمن جيانتاسيو يرافقها على البيانو البريطاني جوناثن بيب داخل جدران كنيسة القديس مارون- الجميزة في وسط العاصمة.
ورأت مؤسسة مهرجان "بيروت ترنم" ميشلين ابي سمرا خلال مؤتمر صحافي أمس السبت ان ما يميز المهرجان هذه السنة "هي البركة الروحية التي يمنحها قداسة البابا له"، مشيرة إلى أن الحبر الأعظم استقبل الشهر الماضي وفدا من إدارة المهرجان مثنيا على هذه المبادرة "التي تساهم في نشر السلام".
ونقلت أبي سمرا عن البابا فرنسيس قوله متوجها إلى الشعب اللبناني "ابقوا بسطاء ومتواضعين وابتعدوا عن التكبر فهو يفسد النفوس".
وسيحضر المهرجان المونسينيور كارلوس ازيفيدو موفدا من الكاردينال جانفرانكو رافازي رئيس المجلس الحبري للثقافة في الفاتيكان. وبحسب ابي سمرا، "سيلقي أزيفيدو كلمة موجهة من قداسة البابا للشعب اللبناني عموما وجمهور (بيروت ترنم) خلال افتتاح المهرجان في كاتدرائية القديس جرجس للموارنة في وسط بيروت".
وتتركز أنشطة هذا المهرجان في وسط مدينة بيروت الذي كان في السابق خط الفصل بين الشطر الشرقي للعاصمة ذي الغالبية المسيحية، والشطر الغربي ذي الكثافة المسلمة، في زمن الحرب اللبنانية بين العامين 1975 و1990.