تصدعت الواجهات وتشققت الكنائس وسقطت أجراسها، فسلسلة الهزات التي تضرب وسط إيطاليا منذ شهرين هي شديدة الوطأة على تراث المنطقة الذي يعد من الأغنى في البلاد.
يأسف الأب لوتشيانو أفيناتي كاهن بلدة بريتشي إحدى أكثر البلدات تأثرا بالزلزال الذي وقع قبل أسبوع تقريبا، قائلا "قد نبني مجددا لكن هذه المواقع لن تعود كما كانت".
فكنيسة سانت إوتيتسيو التي كان يخدم فيها والتابعة لأحد أقدم الأديرة في إيطاليا لم تعد سوى أنقاض.
وقال الكاهن "إنها خسارة لا تقدر بثمن والنهوض سيكون صعبا على المنطقة برمتها ولن تعرفها الأجيال المقبلة على حقيقتها إلا من خلال صور تعود للماضي".
وتضاف إلى ضرورة مساعدة السكان المنكوبين الحاجة الملحة إلى الحفاظ على التراث في أومبريا ولي ماركي. فكيف تتم حماية التراث من الزلازل المقبلة. وهل سيتم إعمار المواقع المدمرة كما تقرر؟ ومتى؟
ويجري حاليا تقييم الأضرار، لكن بحسب تقييم أولي للسلطات، تعرض حوالى خمسة آلاف موقع للضرر بنسب متفاوتة، وذلك في المنطقتين.
ولم تسلم المعالم في العاصمة الإيطالية من شر الزلازل، فقد رصدت تصدعات في واجهة كاتدرائية القديس بولس وعلى جدران كنيسة القديس إيف وقبتها في جامعة سابينتسا في روما التي تعد من تحف فن الباروك.
مهمة هائلة ومكلفة
وحرص وزير الممتلكات الثقافية الإيطالية داريو فرانشيسكيني على التشديد على أن "كل القطع المتضررة ستعاد إلى مكانها"، متكلما عن التماثيل واللوحات الجدارية والرسومات وغيرها من التحف الفنية.
وأكدت أنتونيا باسكوا ريكيا المسؤولة عن فريق العمل الذي شكلته وزارة الممتلكات الثقافية لصحيفة "إيل ميساجيرو" أنه "لدينا المهارات اللازمة للقيام بذلك، حتى في ما يخص أجزاء صغيرة من الرسوم الجدارية لا تتعدى سنتمترا مربعا واحدا".
لكن هذه المهمة هائلة ومكلفة جدا، فالحصيلة "كارثية، وحتى بعض القطع التي وضعت في مواقع آمنة قد فقدت، كما هي الحال في كاستيلوتشيو" وهي بلدة صغيرة بالقرب من نورتشيا على مقربة من مركز الزلزال، وفق باسكوا ريكيا.
وفي بلدة نورتشيا الأكثر تأثرا بالزلزال الذي ضرب إيطاليا في الأيام الماضية، سويت كنيستان أرضا، من بينهما كاتدرائية القديس بنديكتوس التي تعود للقرن الرابع عشر والتي لم يبق منها سوى واجهتها.
والأمر سيان في بلدتي فيسو وماتشيراتا حيث دمرت جزئيا عدة مواقع دينية.
وقالت جورجا موراتوري ممثلة وزارة الممتلكات الثقافية في منطقة لي ماركي "سنعاود القيام بأعمال التدقيق حتى على المباني التي عايناها سابقا".
وهي عمليات تدقيق تقني لتحديد ما إذا كانت التصدعات والأضرار الأخرى من شأنها أن تهدد استقرار العمارات.
لكن في حالات كثيرة، "لا يمكن للتقنيين التدخل بعد وهم بانتظار الضوء الأخضر من رجال الإسعاف".
ويسعى فريق العمل الذي شكل لمعالجة هذا الوضع الطارئ راهنا إلى حماية الأنقاض من الأحوال الجوية السيئة.