أبهرت دولة الكويت صباح أمس (الاثنين) العالم بعد أن رفع الستار عن صرحها الثقافي الجديد (مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي)، الذي شيد على شكل ثلاث جواهر تتلألأ مع بزوغ الشمس، لتعزف سيمفونية الكويت الثقافية والفنية.
فقد افتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد صباح أمس مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، حيث اشتمل الحفل على عروض فنية ومسرحية وغنائية بمشاركة عمالقة الفن الكويتي، إضافة إلى فنانين عالميين، وسط حضور شخصيات سياسية ودبلوماسية رفيعة. وشمل الحفل على عروض فنية متنوعة، بما في ذلك مشاركة كبار الفنانين في الكويت.
ويعد مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي تحفة معمارية وإضافة تاريخية واستمرارا لتدفق العطاء الثقافي الكويتي المستنير وريادته.
وشيد المركز الذي افتتح تزامنا مع احتفال دولة الكويت باختيارها العاصمة الثقافية الإسلامية إيمانا بدور الثقافة في دعم الحضارات والدفع بعجلة التنمية الكويتية إلى الأمام وليكون صرحا ضخما جديدا من عطاءات الكويت الحضارية والثقافية والإسلامية وانفتاحها على الثقافات العالمية.
وأنجز هذا المشروع الذي يتكون من أربعة مبان رئيسية في وقت قياسي لا يتعدى الـ22 شهرا حاملا داخله الديكورات واللوحات الفنية التي تعكس ثقافة الكويت العربية والإسلامية.
واستخدم في المركز حوالي 21 ألف طن من الحديد ومعدن التيتانيوم حيث أبدع المهندسون بالتصاميم والزخارف مستغلين تناظر أشعة الشمس والظلال في الداخل والخارج والاضاءات والتقنيات الحديثة لإضفاء روح العصر الحديث والاعتزاز بالماضي في داخل المباني.
واحتضنت القاعة الرئيسية وهي المسرح الوطني لوحات موسيقية متعددة حملت الاعتزاز والفخر بالماضي والانجاز العالمي بالحاضر والتفاؤل والتطلع إلى مستقبل واعد فعزفت أوركسترا عالمية موسيقى كلاسيكية رقصت معها لوحات فن الباليه ولوحات أخرى للفنانين الكويتيين عبدالله الرويشد ونوال الكويتية ونبيل شعيل دمجت الموسيقى التراثية الكويتية الأصيلة بالموسيقى الكلاسيكية. وشارك في إحياء حفل الافتتاح أبطال المسلسل الكويتي (درب الزلق) الذي وصل صيته إلى الوطن العربي حيث قدم سفيرا الفن الكويتي عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج سيناريو المسلسل بعرض مسرحي هادف من أجل الرقي والتنمية الحقيقية وبنفس السياق تحاورت الفنانتان القديرتان سعاد عبدالله وحياة الفهد على نهج مسلسلهما الشهير "على الدنيا السلام".
وتفاعلت النوافير المائية داخل المسرح الوطني مع الموسيقى الكلاسيكية التي عزفتها الأوركسترا الحية عارضة التقنيات العالية والعالمية التي يتمتع بها المسرح ودار الأوبرا قبل ان تصاحب غناء الأوبرا.
ويعد المركز الذي حمل اسم أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح صرحا ثقافيا وفنيا مميزا يقبع على شارع الخليج العربي بمساحة 214 ألف متر مربع تقريبا مشكلا تحفا معمارية أكبرها مبنى المسارح بمساحة 10 ألاف متر مربع ويتكون من مسرح رئيسي (المسرح الوطني) ويتسع لحوالي 2000 شخص إضافة إلى المسرح الدرامي الذي يتسع ل700 شخص وآخر للبروفات بسعة 200 شخص، وذلك حسب ما نشرة وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
ويتكون المبنى الثاني وهو مركز الموسيقى الذي يقع على مساحة 7000 متر مربع من قاعة كبيرة للحفلات الموسيقية تتسع لـ1200 شخص ومسرح أصغر منه يتسع لحوالي 600 فضلا عن مكتبة للمؤلفات الموسيقية مخصصة لجميع الأعمار.
وخصص المبنى الثالث من المركز للمؤتمرات ويحتوي على قاعة سينما تتسع ل430 شخصا وقاعة متعددة الأغراض تتسع ل520 شخصا إضافة الى قاعة مخصصة للمحاضرات بسعة 122 شخصا بينما يشتمل المبنى الرابع على المكتبة والمستندات التاريخية وقاعات المكتبة ومسرح متعدد الأغراض يتسع لـ354 كرسيا وقاعة اجتماعات.
وتتكون المساحة الخارجية لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي من مبان ترفيهية تتضمن مطاعم ومقاهي محاطة بمساحات خضراء عدة ونوافير مائية وبحيرات اصطناعية إضافة إلى مسرح مكشوف وساحة العلم التي بني على موقعها القديم هذا الصرح الثقافي العالمي فضلا عن مواقف للسيارات تتسع لحوالي 3200 سيارة.