اعتنت مصممة الأزياء الإماراتية لمياء عابدين بأدق تفاصيل عرض أزياء أقيم خلال "أسبوع الموضة العربي" في دبي قدمت خلاله تصاميمها التي تتميز بغناها بالألوان والإكسسوارات مع الحفاظ على المظهر التقليدي لمجتمعها المحافظ.
وقد استوحت المصممة من عرض تقليدي حضرته في استراليا عندما سافرت مع زوجها وأطفالها، في مجموعتها "رحلة الكرنفال" وصولا حتى إلى الموسيقى والماكياج.
وأوضحت المصممة وهي أم لثلاثة اطفال في مقابلة مع وكالة فرانس برس اثر عرضها مساء الخميس "لقد أحببت العرض" مضيفة "كانت هناك المرايا العجيبة والموسيقى.. الجو العام كله جذبني جدا وشعرت أن هذا هو الهامي.
وشددت على أنها أرادت أن تظهر كيف انه في العروض التقليدية القديمة كان الناس يعتنون بمظهرهم وملابسهم خلافا لما يحصل اليوم حيث يرتدي الناس الجينز والقمصان القطنية.
وأكدت عابدين أنها خلطت بين الحديث والقديم للحصول على هذه النتيجة.
وقبل بدء العرض احتل رجال بسترات طويلة وقبعات سوداء الخشبة على دراجات بعجلة واحدة وعكازات بهلوان للترفيه عن الحضور الذي تألف خصوصا من النساء اللواتي ارتدى بعضهن فساتين قصيرة فيما البعض الآخر عباءات تقليدية.
ورافقت موسيقى مستوحاة من أجواء الكرنفالات شريط فيديو عرض في خلفية منصة العرض وظهر فيه بهلوانيون وخيمة سيرك فيما تمايلت عارضات بشعر اشقر مستعار اعتمرن قبعات بزهور على المنصة.
واوضحت المصممة "قصتي هي رحلة الكرنفال. يجب أن يكون المظهر كاملا ومتكاملا مع هذا الموضوع، لكي يعيش الناس القصة" مؤكدة أن قصتها في المجموعة هي عن السعادة.
وقالت عارضة الأزياء البرازيلية كارين غراف التي ارتدت فستانا بنفسجيا طويلا مع عصابة رأس مزينة بالزهور أن هذه الفكرة "ممتعة للغاية وفريدة من نوعها".
وأوضحت لوكالة فرانس برس في كواليس العرض "المجموعة جميلة وحديثة جدا".
وتتألف مجموعة عابدين خصوصا من فساتين واسعة متعددة الطبقات وتنانير تمزج بين قماش التول والدانتيل والتطريز بألوان حية.
وترافقت التصاميم أيضا مع أحزمة وقبعات وحقائب يد خلطت بين الفن والحرف المتنوعة.
وقالت المصممة "أردنا أن نظهر كيف يمكن تغيير الملابس من خلال استخدام الإكسسوارات".
فساتين طويلة
ومع ابتعادها عن الأزياء التقليدية للنساء في دول الخليج العربية، حرصت عابدين على تقديم ملابس محتشمة تتلاءم مع الطابع المحافظ للمجتمع.
واعتبرت نورا خالد وهي إماراتية في الثالثة والعشرين من العمر كانت تحضر العرض إن اللمسة المحلية في تصاميم عابدين واضحة من خلال المظهر "المحافظ للغاية" للعارضات، قائلة أن اعتماد مجموعة أزياء المصممة الإماراتية على الفساتين المحتشمة الطويلة الأكمام يمثل انعكاسا للثقافة المحلية.
وأقرت عابدين بأنها حرصت على إلباس العارضات بالفساتين القصيرة، جوارب لتغطية القدمين قائلة أنها قد ترتدي ملابس مماثلة على هذا النحو المحتشم لكنها وصفت ذلك بأنه "خيار شخصي".
وتوقفت العارضة التشيكية كايا مرتدية فستان زفاف عند الفارق بين "أسبوع الموضة العربي" الممتد على خمسة ايام في دبي وأحداث مشابهة في مدينة ميلانو الايطالية، معتبرة أن النسخة الإماراتية تتسم بطابع "محافظ أكثر" في طريقة العرض.
غير أنها أبدت إعجابها بفكرة العرض المقام في دبي والذي يتركز حول السيرك.
وتضمن عرض الأزياء لتصاميم عابدين ثلاث فساتين زفاف احدها بسيط وقصير بشكل يلائم حفلات الزفاف على الشاطئ، وآخر يتسم بطابع رسمي أكثر.
غير أن الفستان الثالث المصنوع من الدانتيل هو الذي حمل الطابع الرسمي الأكبر مع لمسة كلاسيكية شبيهة بالفستان الذي ارتدته عابدين في يوم زفافها.
كذلك صممت عابدين فستانا باللون الخوخي لابنتها الصغيرة التي كانت لها إطلالة في العرض ماسكة يد عارضة ارتدت فستان الزفاف الأخير، ما أثار تصفيقا حارا من الحاضرين.
وأكدت عابدين أن فساتين الزفاف كانت أيضا مستوحاة من الكرنفال الاسترالي الذي رأت فيه ثلاث عرائس في جلسة تصوير في المعرض.
وقالت "لقد أعجبتني الفكرة".
وقد ارتدت إحداهن فستان زفاف ازرق اللون. وقالت عابدين "كان المنظر جميلا وشعرت انهن سعيدات".
وأوضحت المصممة الإماراتية التي تملك ماركة خاصة بها "كوين أوف سبايدس" أنها تهدف من خلال عرضها إلى نشر الفرح في صفوف الحضور.
وتابعت تقول "نحن نعيش في بلد نكون فيه مشغولين دائما ولدينا الكثير من الأشياء لانجازها، لذلك من الجميل أن يبتعد الشخص عن كل هذا ويعيش في فقاعة أخرى" بعيدا عن الصخب في مكان هادئ.