أثار تمثال بشري صامت استغراب واعجاب المارة والمواطنين في قلب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي، في مشهد مسرحي قدمه الفنان الفلسطيني الشاب فؤاد اليماني الذي ظل صامتاً بلا حراك لفترة طويلة.
وفي شارع ركب المكتظ بالمحال التجارية والمارة نفذ اليماني فكرته، بعد أن رتب أوراقه، وحضر ملابسه الخاصة بالعرض، في مشهد لم تعتده المدينة في وقت سابق، ما دفع الناس للوقوف لفترة طويلة لمشاهدة ما سيحدث.
ولقيت فكرة التمثال البشري الذهبي الصامت إعجابا كبيرا من المارة الذين التقطوا صورا تذكارية مع اليماني، مبدين إعجابهم بفكرة لم يعتادوها في شوارع رام الله، بل شاهدوها خلال سفرهم وتجوالهم في الدول الغربية والأجنبية.
وقال اليماني لموقع "24" الإماراتي: "هذه الفكرة جديدة على البلد ومأخوذة من عدة أفكار قام بعملها فنانين أوروبيين، رأيتهم عندما كنت في بولندا الشهر الماضي، وأحببت أن أنقلها إلى فلسطين كتجربة فنية جديدة وغير مسبوقة".
وأضاف "عملت على تجهيز أربعة أفكار أساسية، واشتريت الملابس الخاصة بها، والصبغات اللازمة لرش الملابس، ونفذت فكرة الشخص الذي يقف أمام المارة كتمثال من دون أن يأتي بأية حركة لفترة طويلة من الوقت".
وأشار إلى "أن الموضوع حمل الكثير من التحدي كونها فكرة جديدة لم يعهدها الناس من قبل، وكونه تحدي شخصي في الوقوف صامتاً من دون أي حركة لدرجة يظن الناس فيها أنه فعلاً تمثال جامد وليس شخص بشري".
وحول تفاعل الناس أكد اليماني أن العرض لاقى الكثير من الأسئلة والاستغراب وهو المطلوب قائلاً: "كل شخص رأى العرض واجهني بعدة أسئلة مثل "متى أتيت ومن أين أتيت"، و"وشو هاد إلي بتعملو"، "ليش هيك بتعمل بحالك"، و"هاد شاب عنجد مش تمثال طلع"، وهو دليل على نجاح العرض.
وختم بالقول "العرض يفرض شيء جديد على الشارع لم يعتد الناس على رؤيته وهذا الأمر المهم بالموضوع وهذه هي بداية الطريق وسأقوم بإعادة العرض وعمل عروض أخرى خلال الأيام المقبلة".
