أكدت الكاتبة المسرحية فاطمة السيهاتي أن الكاتبة السعودية لا ينقصها سوى الفرصة لإظهار موهبتها، وربّما تختلف أساليب المسرح حين يكون هناك ظهور لكاتبات جدد في المسرح السعودي، موضحة أن قليلا ما نرى كاتبات سعوديات للكتابة المسرحية لقلة من يهتمون بإظهار مواهبهن على المسرح، موجهة الشكر لإعطائها فرصة التجربة للمشاركة في كتابة النص المسرحي "ضرس العقل" الذي تم عرضه مساء أمس الأول في جمعية الثقافة والفنون في الدمام لتظهر الكتابة لمجموعة مسرحية مملوءة بالموهبة والطموح.

واعتمد المخرج نايف العباد في الرؤية الفنية على مدرسة ستانسلافسكي والتي كانت تعتمد على الصدق والإيمان والمعايشة والتفاعل مع الدور والاندماج في الشخصية لنقل الحياة الواقعية على المسرح واعتمدت أيضا على المدرسة البريطانية ودمجها لتظهر لدينا هذه الرؤية، وهي خلق جو المصحة بشكل فنتازي وخلق ثيمة للعمل وكانت هي إثارة التساؤل حول الشخصيات وما هي حياتهم داخل هذه المصحة بشكل فنتازي واقعي – كما ذكر المخرج- مضيفا أن فكرة المسرحي هي كما أتت الجملة في المسرحية " هنالك في المجتمع عقول، عقول ذكية حد الجنون. و لكن ... هل للمجنون هوية؟ "

وأوضح المسرحي علي يعقوب آل رمضان، أن المسرحية قدمت لوحة واقعية للصراعات الاجتماعية التي نعيشها في أوطاننا، وجسد مسماها بشكل جميل وكانت على رغم بساطة ديكورها وملابسها لوحة فنية رائعة جسدها الخماسي العاقل الذي يعيڜ وسط مجتمع مجنون، معالجا فريق العمل تلك الصراعات في قالب فكاهي ابتعد عن الإسفاف والابتذال الذي يتواجد في الكثير من مسرحياتنا اليوم وبثوا شكواهم وهمومهم عبر القوالب التي جسدها كل ممثل، مشيرا أنه يحمل في طياته رسالة واحدة وإن تعددت صياغتها من شخص لآخر ومن فترة لأخرى ولذا لم يكن عجبا أن تكون الخاتمة المدورة للعمل من دون أن نعي أننا اليوم بحاجة لدكتور يثبت لدينا ضرس العقل لا أن ينتشله، منوها أن لدينا طاقات وكفاءات في وطننا بحاجة إلى (نعقلها) لا أن (نعتقلها) بإطارات اجتماعية، وهي تستحق أن تمخر عباب بخار الإبداع فارفعوا المرساة لتنطلق.

الممثل محمد الهاشم قال: منذ زمن لم نشاهد الاعمال التي تحتوي على الكوميديا السوداء، أعاد لنا هذا العرض المسرح الحقيقي المسرح الذي نحتاجه، أهنئ الجميع على هذا العرض "المتكامل" علماً بأنني لم أتمنى أن ينتهي العرض لشده انجذابي له.

يذكر أن العرض المسرحي "ضرس العقل" لمجموعة الريبليون تأليف عبدالله محفوظ وفاطمة السيهاتي، وتمثيل ماجد السيهاتي، سيد السيهاتي، محمد العلي، حسين محفوظ، عبدالمحسن آل عمران، إضاءة ومخرج منفذ مرتجى الحميدي، وإخراج نايف العباد.