لا يمكن لزائر منطقة الأزهر الشريف وحي الحسين في قلب القاهرة الفاطمية، إلا أن تسقط عينه على أحد باعة السبح في مصر، الذين ينتشرون في كل مكان خلال شهر رمضان لبيع بضاعتهم، حيث تتحول المنطقة التراثية إلى سوق شعبية للسبح.

ومع بداية شهر رمضان الكريم من كل عام، تخطف أعين المارة في المحال وورش السبح المصرية التي تتلألأ في أضواء القاهرة الفاطمية ليلاً، لتحكي أصالة المكان وعبق التاريخ، كما أنها تلمس قلوب الموحدين وتذكرهم بذكر الله، في أيام معدودات، وتخبرهم بأن الإبداع طريق للإيمان.

صناعة مصرية

صناعة السبح من المهن التي تحتاج إلى الصبر والتركيز مع لمسة الإبداع التي يتميز بها صناع السبح في مصر، ويعود عمرها إلى نحو 300 عام، واشتهرت بها مصر وتصدرها لدول العالم.

وأشهر المناطق التي تشتهر بورش صناعة السبح حي الحسين في قلب القاهرة، حيث يوجد ما يقرب من 50 ورشة، ويختلف سعر السبحة حسب تطعيمها ما بين الزمرد والفاروز الحر والفضة واليسر والزفير، وأحياناً يتم عمل سبح نادرة تباع بالعملة الصعبة على حسب رغبة الزبون.

السبح الصينية

السبح الصينية لم تؤثر في السوق المصرية، بسبب جودة السبح المصرية والتي تعتمد على الشغل اليدوي وليس الماكينات الجاهزة والخامات الرديئة.

المادة الخام التي تصنع منها السبحة، إما أن تكون من "الكوك" وهو ثمرة جوز الهند التي تأتي من البرازيل، أو العظام أو الخشب المقوى أو العاج.

خطوات الصناعة

أما خطوات صناعة السبح المصرية، ففي البداية يقوم صانع السبح بإحضار المادة الخام وتقطيعها لقطع صغيرة كحبات السبحة، ثم يتم الذهاب إلى ماكينة "لف" لجعلها ذات ملمس ناعم، يقوم بعد ذلك بثقب السبحة بماكينة خاصة بها، تمهيداً لإدخالها في الخيط في الخطوة الأخيرة، ويقوم بثقبها بطريقة هندسية معينة تعطي مساحة لتطعيمها، لتصبح السبحة جاهزة لإدخالها في الخيط السميك إما 33 حبة أو 90 أو مائة أو أكثر على حسب الرغبة.

ويقوم صانع السبح بتطعيم السبحة إما بالفضة أو الزمرد أو الألمنيوم أو الفاروز الحر وكل ما تشتهيه الأنفس من كل ما هو زهيد وبراق، وتعد مرحلة "الصنفرة والتلميع" من أهم الخطوات والتي تعطي للسبحة بريقاً وملمساً ناعماً.

أما الخطوة الأخيرة وهي الجمالية، ويتم فيها وضع "الشراشيب" لتظهر "السبحة" في شكلها الأخير، وذلك حسب تقرير نشرته شبكة "24" الإخبارية.