منذ 2014 لا يتوقف الحديث عن مسلسل "الشهرة" الذي يقدم دور البطولة فيه الفنان عمرو دياب ويجسد قصة قريبة من حياته الشخصية، ولكنه يظل كلاماً دون أي فعل على أرض الواقع، فالمسلسل الذي كان مقررا عرضه رمضان 2015 مر الموسم دون وجوده به، ليتقرر له العرض 2016 فتأتي دراما رمضان المقبل خالية منه، فيعود الإعلان عن أن الموعد الأخير لعرضه رمضان 2017 وسط شكوك حول ذلك.
وتعرض المسلسل للعديد من التغيرات خلال هذه المدة، أبرزها انسحاب المنتج والمؤلف مدحت العدل صاحب سيناريو المسلسل من العمل كما انسحب بعض المخرجين من العمل مثل أحمد نادر جلال ورامى إمام.
واستقرت الأمور حتى الآن على أن يخرجه طارق العريان الذي كان سبباً في انسحاب العدل من العمل بعد طلبه العديد من التغييرات في السيناريو ليحل مكانه المؤلف وسام صبري، كما رشح العريان الفنانة منى زكي لتشارك عمرو دياب العمل وسينتجه تامر مرسي مالك شركة "سينرجي".
كثرة تأجيل المسلسل أثارت تساؤلات حول الأسباب وسر تردد عمرو دياب في الإقبال على هذا العمل بخلاف شريكه في كليب "القاهرة" محمد منير رغم تشابه ظروفهما إلى حد كبير.
فكل من دياب ومنير يعتبران الأفضل في الغناء هذه الفترة، وكل منهما خاض تجربة التمثيل من قبل منذ أمد بعيد، فشارك منير في العديد من الأفلام أبرزها "حدوتة مصرية" و"المصير" و "يوم حلو ويوم مر" و"دنيا" و"ليه يا هرم "و"اليوم السادس".
وكان لعمرو دياب مشاركات في العديد من الأفلام مثل "كريم في جليم" و"ضحك ولعب وجد وحب" و"العفاريت والسجينتان"، إلا أن منير أقبل على الخطوة التي يتردد فيها دياب ليشارك بمسلسل "المغني" موسم رمضان 2016 .
وقصة مسلسل "المغني" تتناول حياة محمد منير الحقيقية والأحداث التي شهدتها مسيرته الفنية، ويتخلل المسلسل عددٌ من الأغاني الجديدة التي تُكتَب خصيصاً للعمل.
مدحت العدل صاحب سيناريو مسلسل "الشهرة" أوضح أن اعتذاره عن عدم الاستمرار في العمل يعود لأنه أنهى كتابة السيناريو بالكامل وحينما انضم طارق العريان للعمل طلب تغيير القصة، منوهاً: "قولت أنا ممكن أعدل في السيناريو ولكن مش هغير القصة وانسحبت".
شخصية متردّدة
العدل أشار في حديثه لـ"هافنتغون بوست عربي" إلى أن عمرو دياب شخصيته مترددة أكثر من محمد منير بمراحل وإن كان رأى أن هذا من حقه.
الاختلاف بين عملي دياب ومنير كما فصله السيناريست والمنتج أن مسلسل منير أقرب للتسجيلي أو الوثائقي حيث يظهر فيه منير باسمه الحقيقي والدور أقرب لشخصيته وليس شخصية يمثلها فهذا لا يخيف ونجاح هذا الأمر بيد الله، أما عمرو دياب سيقدم عملاً درامياً متكاملاً بشخصية أخرى واسم مختلف.
يضيف العدل أن محمد منير مثّل كثيراً من الأدوار مع مخرجين عمالقة كيوسف شاهين وخيري بشارة وآخرين بخلاف عمرو دياب صاحب الأدوار القليلة.
وكشف أن شركته عرضت إنتاج المسلسل ولكنهم رفضوه على هذا الشكل فإما أن يكون وثائقياً أو درامياً، مضيفا: "أما الاتنين على بعض ده حاجة ما نفهمهاش هتعمل عمل درامي أعمله ما تطلعش محمد منير لأنك لما بتطلع باسمك بتفصله عن الدراما".
نجاح منير مضمون
الناقدة الفنية خيرية البشلاوي رجّحت النجاح لمحمد منير في "المغني" لأنه كما ترى متربع على قلوب ناس كثر ونسبة كبيرة من جمهور الطرب من عشاق منير وجماهيريته ثبت أنها لا تتراجع واسم المسلسل "المغني" يعني أنه من أول دقيقة لآخرها ستسلط كل الأضواء على منير بجانب أنه صاحب كاريزما على المستوى الفني واستطاع الظهور بشكل جيد مع مخرجين كبار.
وتابعت: "في ظل معرفتنا بمنير، والحشود الكبيرة التي تملأ حفلاته أطلقت عليه الكينج، إذن الرهان على مسلسله لن يكون خاسراً بالمرة".
بالنسبة لعمرو دياب فتجربة التمثيل تمثّل له "خضة" كما تسميها خيرية، لأنه ليس له باعٌ كبير في السينما حتى تجربة " كريم في جليم" على رغم أنها كانت مع مخرج كبير كخيري بشارة ولكنها "ما كانتش مفرقعة".
دياب يخشى مغامرةً تضر برصيده
نسبة كبيرة من تردد دياب هي من خوفه على المغامرة برصيده فهو يريد أن يحتفظ بمكانته في القمة وهو أصعب بكثير من مرحلة الصعود خاصة أنه يحاول أن يبقي نفسه بعيداً عن الإعلام لذا فهو بشكل أو بآخر لا يريد أن يضع نفسه في اختبار لأنه ناجح ولا يريد الانتقال لمربع آخر قد لا يحظى بنفس البريق" بهذا أضافت خيرية.
واختتمت: "منير رصيده مضمون جداً كمطرب وسيظهر كمطرب طوال شهر رمضان وعنده رصيد يضمن له النجاح"
محمود قاسم الناقد الفني اتفق مع سالفته في أن الجمهور سيشاهد في مسلسل "المغني" سيرة حياة شخص يحبونه وأطلقوا عليه الكينج.
تخليد السيرة
ولفت إلى أن سر إقبال منير على هذه التجربة أنه قرأ الخريطة بشكل صحيح فلم يجد هذا العالم أعمالاً تتناول سيرة ذاتية لفنانين معاصرين فشعر أنه من الأفضل أن يقدم عملاً يعرض فيه تجربته ويخلدها لأن المجد التلفزيوني مهم جداً خاصة أنه تخطى الستين عاماً.
ورأى أن محمد منير فنان جاد وتاريخه مشرف ليس ككثيرين ممن على الساحة الآن والناس تحبه واكتسب خبرات من العمل مع مخرجين ثقال.
واعتبر قاسم أن عمرو دياب بدأ حياته كممثل جيد وقدم أدواراً مميزة ولكنه استكفى طيلة الفترة الماضية بنجاحه في الأغاني ولكن عندما تخطى الخمسين عاماً بدأ الشعور هو الآخر بأهمية تسجيل وتقديم تجربته، وذلك حسب تقرير نشرته "هافينغتون بوست عربي".