يعد محمد علي كلاي الملاكم الوحيد الذي فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات. واستمر على عرش لعبة الملاكمة لما يقرب من عشرين عاما، حقق خلالها الفوز في 56 مباراة، من بينها 37 مباراة بالضربة القاضية.
اسمه الحقيقي كاسيوس كلاي، وفاز ببطولة العالم على حساب الملاكم سوني ليستون في فبراير/ شباط 1964 فيما لم يكن قد خاض سوى عشرين مباراة فقط، حقق الفوز فيها جميعا.
لم يتذوق كلاي مرارة الهزيمة حتى عام 1967، لكنه رفض الانضمام للجيش الأمريكي في ذلك العام، وهو ما أدى إلى حرمانه من لقبه ومنعه من خوض أية مباراة في الولايات المتحدة ومن السفر لأي مكان خارج البلاد.
دافع كلاي عن قضايا المسلمين السود وأشهر إسلامه وغير اسمه إلى محمد علي كلاي، وبات بمثابة الزعيم الروحي لملايين السود ورمزا للأمل والعزة والتحدي.
رفع الحظر عن مشاركته في مباريات الملاكمة عام 1970، وفي عام 1974 استعاد اللقب العالمي بعد فوزه على جورج فورمان.
وخسر أمام ليون سبينكس عام 1978، لكنه تمكن في نفس العام وهو في السادسة والثلاثين من عمره من استعادة اللقب العالمي للمرة الثالثة في تاريخه.
"تنبؤات كلاي"
ولد محمد علي في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي الأمريكية لوالد يعمل خطاطا. بدأ ممارسة الملاكمة وهو في الثانية عشرة من عمره في صالة للألعاب الرياضية يديرها شرطي، وتألق كهاو ووصل إلى قمة أدائه عام 1960 عندما فاز بميدالية ذهبية أولمبية. وفي نفس العام، أصبح كلاي لاعبا محترفا وفاز بمباراته الأولى أمام توني هانساكر بالنقاط.
حقق كلاي انتصارات متتالية واتبع تكتيكات ذاتية للدعاية، وهو ما زاد من شهرته على الساحة العالمية.
وتوافد الناس على مشاهدة المباريات التي يخوضها، وامتلأت قاعة ماديسون سكوير غاردن عن آخرها للمرة الأولى منذ عشر سنوات عندما التقى دوغ جيمس في مارس/آذار 1963، لكن يبدو أن كثيرين كانوا يتمنون رؤيته وهو يتجرع مرارة الهزيمة.
لم يكن كلاي يتنبأ بهزيمة خصومه فحسب، لكنه كان يتنبأ أيضا بتوقيت هزيمتهم، فكان يقول إنه سيهزمهم في جولة بعينها، وغالبا ما كانت تتحقق هذه التوقعات.
وفي عام 1963 بالعاصمة البريطانية لندن، تمكن الملاكم البريطاني هنري كوبر من طرح كلاي أرضا في الجولة الرابعة، لكنه خسر في الجولة الخامسة بالضربة القاضية، وفي التوقيت الذي توقعه كلاي أيضا.
وفي فبراير/شباط 1964، كان كلاي، الذي كان لا يزال يحمل اسم كاسيوس، مستعدا للحصول على اللقب العالمي، بعدما هزم سوني ليستون، الذي وصفه كلاي بأنه "دب قبيح ومتقدم في السن"، في نهاية الجولة السادسة.
وخلال السنوات الثلاث التالية، دافع كلاي عن لقبه ضد تسعة منافسين، بما في ذلك فلويد باترسون وهنري كوبر. وفي هذه الأثناء، كان كلاي قد أصبح أكثر إتزانا وهدوءا خارج الحلبة وأصبح أقل ميلا للتفاخر بعظمته.
"محمد علي كلاي"
وانضم كلاي إلى طائفة المسلمين السود، وأطلق على نفسه اسم محمد علي. وكان رفضه الانضمام للجيش إيذانا بنهاية المرحلة الأولى من حياته الاحترافية، حيث جردته رابطة الملاكمة العالمية من اللقب العالمي ومنحته لجو فريزر.
وفي النصف الثاني من عام 1970 رفع الإيقاف عن كلاي وسمح له بمواجهة جيري كواري ثم أوسكار بونافينا. وبالرغم من غيابه الطويل عن حلبة الملاكمة، فاز كلاي في المباراتين، ورأي كثيرون أن كلاي يملك فرصة جيدة لاستعادة اللقب العالمي من فريزر. ولكن عندما التقيا في شهر مارس/آذار 1971، فاز فريزر بفارق النقاط بعدما طرحه أرضا في الجولة الأخيرة.
وفي يوليو/تموز، هزم كلاي جيمي إليس بالضربة القاضية. وخلال الأشهر الـ 18 التالية، هزم فلويد باترسون وجو بغنر وآخرين. لكن في أبريل/نيسان 1973، هزمه كين نورتون بفارق النقاط. وكسر فك كلاي أثناء المباراة، وقضى عدة أيام في المستشفى.
ولاحقا، في نفس العام، واجه كلاي نورتون مرة أخرى وهزمه. وتصدر قوائم المراهنات مرة أخرى في مطلع عام 1974 بعد هزيمة ساحقة ألحقها بالملاكم جو فريزر.
وكان فريزر قد خسر لقب الوزن الثقيل لصالح جورج فورمان. وفي أكتوبر/تشرين الأول 1974، واجه كلاي فورمان في زائير، وهزمه بالضربة القاضية في الجولة الثالثة، ليستعيد لقب البطولة الذي حصل عليه أول مرة قبل عشر سنوات.
كان كلاي يبلغ من العمر 32 عاما آنذاك، وكان ثاني ملاكم يستعيد اللقب في تاريخ اللعبة. ودافع كلاي عن لقبه عدة مرات. وفي يوليو/تموز 1975، فاز بشكل حاسم على الملاكم جو بنغر بعدد النقاط.
وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 1975، واجه كلاي فريزر للمرة الثالثة، الذي اعترف علانية بكراهيته لكلاي. وكانت هذه أصعب مبارياتهما، ويرى الخبراء أنها إحدى أفضل المباريات التنافسية على اللقب على الإطلاق. وهزم كلاي فريزر بعد 14 جولة.
وحملت الشهور الست الأولى من عام 1976 عددا من التحديات لكلاي. وفي سبتمبر/أيلول، خاض مباراة على اللقب ضد كين نورتون، الذي واجهه مرتين من قبل. وبعد مباراة مشرفة، خسر كلاي بفارق النقاط.
"اعتزال ثم تراجع"
وفي الشهر التالي، أثناء زيارة كلاي لتركيا، أعلن اعتزاله الحلبة ووهب نفسه لنشر الإسلام. وقوبل الخبر بترحاب تشوبه بعض التحفظات. وفوجئ قليلون لاحقا عندما تراجع كلاي عن قراره.
وفي لاس فيغاس، في فبراير/شباط 1978، تصدر كلاي الأخبار دون أن يدلي بتصريحات، وفاجأ الخبراء بخسارته لقب الوزن الثقيل لصالح الملاكم الناشئ ليون سبينكس، الذي يصغره بـ 12 عاما.
وجذبت مباراة العودة بعد ثمانية أشهر في نيو أورلينز أنظار العالم، وشاهدها الملايين في شاشات التليفزيون. وفي هذه المباراة، هزم كلاي سبينكس لينتزع لقب بطل العالم للمرة الثالثة.
ورغم انتظار الكثيرين لقراره بالتقاعد سريعا كبطل للعالم، أجل كلاي هذا القرار واهتم بتمثيل دور سينمائي في فيلم "طريق الحرية". وكان قد شارك بنفسه من قبل في الفيلم الذي عرض قصة حياته، "الأعظم"، واستقبله الرئيس الروسي ليونيد بريجنيف بنفسه في موسكو.
وكان كلاي سخيا. ويعتقد أنه ربح أكثر من 60 مليون دولار خلال مشواره الرياضي، لكن بحلول عام 1979، بدا وكأنه لم يتبق معه شيء.
وفي عام 1980، أعلن كلاي عن نيته المنافسة على بطولة العالم للوزن الثقيل مرة أخرى. وقوبلت عودته بنقد شديد. لكنه أصر على موقفه، ولاعب الملاكم لاري هولمز، الذي هزمه في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام.
ولاعب كلاي الملاكم تريفور بربيك في ديسمبر/كانون الأول 1981، وخسر بفارق النقاط. وقرر، وقد بلغ عمره 40 عاما، أن يعتزل اللعب.
وفي أبريل/ نيسان من عام 1984، جاء كلاي إلى لندن لحضور حفل تكريم هنري كوبر، بمناسبة عيد ميلاده الخمسين.
"الشلل الرعاش"
وفي نهاية المطاف، شخصت إصابته بمتلازمة الشلل الرعاش، لكن الأطباء أبلغوه بأنه على الرغم من حاجته إلى تعاطي العلاج بقية حياته، فإنه سيكون قادرا على ممارسة حياته بشكل طبيعي نسبيا.
وفي يناير/ كانون الثاني من عام 1986، غامر كلاي بصحته بخوض مباراة للملاكمة مع تيم ويذرسبون، على الرغم من أن الأطباء كانوا قد أبلغوه بأنه يعاني من مشاكل خطيرة في الكلى.
وفي يوليو/ تموز من عام 1987، قال كلاي إنه رفض إجراء جراحة تجريبية في المخ.
وفي فبراير/ شباط من عام 1989، ظهر في المحكمة ليطلب العفو عن طبيب يوغسلافي، كان يواجه عقوبة السجن لمدة عشرين عاما بتهمة الاحتيال إذا عاد إلى بلده.
وقال كلاي إن الطبيب قد صنع معجزة في علاجه، وإن حالته قد تحسنت بعد أن شخصها الطبيب بأنها تسمم بالمبيدات.
وفي أكتوبر/ تشرين الثاني من عام 1989، سافر كلاي إلى لندن، لينضم إلى جورج فورمان وجو فرايزر في الترويج لفيديو "بطل للأبد".
وعلى الرغم من أن أعراض المرض كانت واضحة على كلاي، لكن عقله بدا يقظا، وظل محتفظا بروح الدعابة.
وفي يوليو/ تموز من عام 1991، تقابل كلاي مع هنري كوبر في ملعب نادي أرسنال القديم، حيث كانوا يدعون لجمع المال من أجل اللاعبين الأخرين المتقاعدين.
"مبعوث"
وبعد شهرين من ذلك، انسحب كلاي من جولة في بريطانيا كانت تروج لكتاب "محمد علي كلاي، حياته وعصره"، الذي كتبه محام من نيويورك.
وقال كلاي إنه انسحب من الجولة لأنه لم يعد يؤيد الكتاب، على الرغم من أنه ساعد في كتابته.
وكان مخططا أيضا أن يستضيف هنري كوبر غداء خيريا، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لمباراة بطولة العالم التي جرت بينهما.
لكن اتضح أن كلاي كان حينها في الشرق الأوسط، لجمع أموال لمدرسة إسلامية في شيكاغو، بنتها مؤسسة محمد علي وسيطلق اسمه عليها.
ومنذ تقاعده عن الحلبة، شغل كلاي العديد من المناصب المهمة.
ففي عام 1980 سافر إلى أفريقيا كمبعوث شخصي للرئيس كارتر، لكي يدعو لمقاطعة دورة الألعاب الأوليمبية، التي أقيمت حينها في موسكو، كما كان عضوا في مجلس السلام الاستشاري.
وفي عام 1978 أصبح قنصلا عاما فخريا لبنغلاديش في شيكاغو.
وفي بداية مشواره المهني، انقسم الرأي العام بشدة حول كلاي وإلى أي مدى يعتبر ملاكما جيدا، وما إذا كان يستطيع، على سبيل المثال، أن يتحدى جاك ديمبسي وجو لويس وهما في قمة مجدهما.
لكن نجمه لمع، وأصبح يتمتع بسرعة هائلة كملاكمي الوزن المتوسط، ويتمتع بيدين وقدمين لهم سرعة البرق مع قوة لكم كبيرة.
وترافق مع براعته على الحلبة أداءه اللفظي الفريد قبل المبارايات.
واعتبر كلاي انتصاره على سوني ليستون، حينما فاز بأول لقب كبطل للعالم، أعظم لحظة في مشواره المهني.
وتزوج كلاي على مدار حياته أربع مرات، وأنجب ستة أبناء، أربعة منهم من زواجه الثاني، واثنان من زواجه الثالث.
اعتبر ما بني ادم ,,, قال تعالى في محكم كتابه بسم الله الرحمن الرحيم , ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ,,رحمك الله يامحمد علي كلاي كان رجلا صاحب هوية واضحة وكان يملك الحنان لمن هو أقل منه ,,, كان هدفه السلام.
الله يرحمه محمد علي كلاي
الله يرحمه .. محد راح ينساه ومحبينه في جميع أنحاء العالم
رحمة الله علية
الله يرحمه.. موقفه من التحول الى الديانه الاسلامية محل اعجاب .. وكذلك رفضه للحرب العدوانيه على فيتنام