اتخذت السلطات في مدينة البتراء الأثرية جنوب الأردن تدابير للتخفيف من معاناة الخيول التي تعمل في نقل السياح حيث تم فتح إسطبلات وعيادة لرعايتها، وفقا لجمعيات تعنى بحقوق الحيوان.
وينص القانون الجديد على تعليق أو إلغاء الترخيص لصاحب الحصان في حال أرهق أو أساء معاملة الحيوان الذي لا غنى عنه في قطاع السياحة في المنطقة، وفقا للنص الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه.
كما تنص التدابير على فرض عقوبات على أولئك الذين يخوضون سباقا للأحصنة فيما بينهم أو يتجاوزون أحمال عربات خيولهم.
كما تشدد على عدم استخدام العربات التي تجرها الخيول، إلا لكبار السن والعجزة.
ويعتمد المرشدون السياحيون في البتراء على أكثر من ألف و300 حصان وحمار تعاني سوء المعاملة، ومن الإرهاق في نقل السياح يمتد بين ثماني ساعات و12 يوميا.
وتتعرض الخيول العاملة في مدينة البتراء الأثرية بشكل مستمر للإصابات، بسبب المسالك الصخرية المتعرجة والضيقة والمنزلقة أحيانا، ولا سيما ممر"السيق" الذي تسلكه مرات عدة يوميا.
والسيق عبارة عن طريق متعرج وضيق يقع بين الجبال ويؤدي إلى موقع "الخزنة" الشهير. وأكثر الخيول عرضة للإصابة هي تلك التي تجر العربات التي تحمل السياح.
وقد تم وضع الإسطبلات والمناطق المظللة عند مدخل الموقع، بناء على مبادرة من منظمتين غير حكوميتين هما منظمة "فور باوز" المعنية بالرفق بالحيوان ومقرها فيننا ومؤسسة الأميرة عالية.
ويقول هيلي دنكلر مدير منظمة "فور باورز" ان "الكثير من الناس في أوروبا شكوا حالة الخيول في البتراء، منذ نحو عامين، كان الأمر كارثيا نوعا ما".
والخيول أصبحت الآن تنعم بمكان بارد للراحة.
وأضاف "الآن أصبح باستطاعتها استعادة قوتها وعافيتها، وأنا سعيد جدا (...) أننا كنا قادرين على عمل هذا الفارق وتقديم العلاج الطبي للخيول. مع اللوائح الجديدة، فإنه أصبح بإمكاننا عمل خطوة أولى في سبيل تحسين أوضاع الخيول العاملة في البتراء".
من جهتها، أعربت الأميرة عالية بنت الحسين، الناشطة في مجال حماية الحيوانات وخصوصا الخيول، عن أملها في أن "يتعاون" أصحاب الخيول و"إلا فانه لن يكون لهذه التعليمات الجديدة أي نتائج".
وزار نحو 315 ألف سائح أجنبي مدينة البتراء الأثرية في العام 2015 مقابل 876 ألف في العام 2010.
وتقع البتراء التي اختيرت في العام 2007 كواحدة من عجائب الدنيا الجديدة، والمشهورة بعماراتها المنحوتة في الصخر على بعد 225 كليومترا جنوب عمان، وشيدت في العام 312 قبل الميلاد كعاصمة لمملكة الأنباط القديمة التي سقطت بيد الرومان في العام 106 ميلادية.