العدد 4966 - الإثنين 11 أبريل 2016م الموافق 04 رجب 1437هـ

لينسي اداريو مصورة صحافية جذبت هوليوود


بصوتها الناعم وشعرها الطويل وحذائها ذي الكعب العالي، لا يبدو على لينسي أداريو أنها مصورة صحافية، غير أنها جابت أكثر المناطق خطورة في العالم مجازفة بحياتها لتنقل واقع الحروب.

ولفت مصير هذه الأميركية ابنة مصففي شعر من مدينة صغيرة في ولاية كونيتيكت شمال نيويورك انتباه استوديوهات "وارنر براذيرز" التي اشترت حقوق مذكراتها وهي بعنوان "ايت ايز وات آي دو"، ما أن صدرت.

وخلال زيارتها لباريس بمناسبة صدور مذكراتها باللغة الفرنسية لا تزال هذه المرأة السمراء القصيرة القامة البالغة 42 عاما تستغرب نجاح كتابها الذي أرادته خصوصا "علاجا" لها.

وتقول مبتسمة "ظننت في البداية أن أحدا لن يقرأه فمن سيهتم لحياتي؟" مضيفة أن "ستيفن سبيلبرغ سيقوم باقتباس الكتاب سينمائيا. وسيضع السيناريو بيتر كريغ (كاتب سيناريو الفيلمين الآخرين من سلسلة هانغر غيمز). وستؤدي جنيفير لورنس دوري".

وهي باشرت كتابة مذكراتها عند تبلغها نبأ مقتل صديقيها تيم هيذرينغتون وكريس هندروس وهما زميلان لها سقطا في ليبيا العام 2011، بعدما كادت تموت مرات عدة.

وتروي كيف أنها عاشت شغفها بفضل العمل الدؤوب والمثابرة والعمل لأسابيع طويلة في مناطق صعبة في العالم متعاونة مع اعرق الصحف والمجلات من "نيويورك تايمز" إلى "ناشونال جيوغرافيك" وحاصلة على اعتراف الأوساط المختصة بنيلها جوائز عدة من بينها جائزة بوليتزر.

"شاي مع شقيقات الزرقاوي"

وحصلت على أول آلة تصوير في سن الثالثة عشرة وكانت من طراز "نيكون اف جي"، إلا أنها لم تكن بعد تحلم بان تكون مصورة. وتوضح "كنت اعتبر يومها ان المصورين أشخاص غريبو الأطوار يأتون من عائلات ثرية ولا طموح لهم".

وبعدما تابعت دروسا في العلاقات الدولية، وقعت على اعمال المصور البرازيلي سيباستيوا سالغادو وقررت أن تصبح مصورة صحافية وهي مهنة ذكورية بامتياز.

وتروي قائلة "لم أكن يوما أريد تغطية الحروب. فالقصص هي التي كانت تجذبني إلى هذه المناطق وليس النزاعات".

كانت في السادسة والعشرين عندما سافرت إلى أفغانستان للمرة الأولى لتصوير وضع المرأة في ظل حكم حركة طالبان. لم يكن هذا البلد يومها يتصدر واجهة الأحداث ولم يكن احد يريد شراء صورها، إلا أن اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 غيرت الوضع.

وأصبحت إداريو خبيرة في المنطقة وعادت إليها عشرات المرات. وقد غطت في العراق الاجتياح الأميركي وسقوط نظام صدام حسين. وهي لا تخشى التوجه إلى أي منطقة من سورية إلى ليبيا مرورا بدارفور والكونغو. وقد ذهبت في مهمة إلى الصومال وغزة وهي حامل.

وقد سدت الأبواب في وجهها مرات عدة لكونها امرأة، إلا أن ذلك لم يثبط عزيمتها بل هي تنظر إلى الجوانب الايجابية. وتوضح "في العالم الإسلامي يمكنني الوصول إلى الرجال والنساء في آن وهذا جانب ايجابي. يمكنني الدخول إلى المنازل والحديث إلى الأمهات والشقيقات. وهكذا تناولت الشاي مع شقيقات الزرقاوي" الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق.

في مارس/ آذار 2011 وخلال مهمة لها في ليبيا خطفت مع زملاء لها لعدة أيام من قبل الجيش ما شكل صدمة دفعتها إلى الابتعاد لأشهر قليلة عن التغطية الميدانية من دون أن تفكر يوما بالاعتزال.

وعلى رغم نجاحها، تبقى الصور أولويتها. ففي خضم الترويج لكتابها رافقت لاجئين روهينغا في آسيا لأغراض معرض وتوقفت في جنوب السودان في إطار مشروع آخر.

وتقول "أريد أن يرى الناس كيف يعيش الآخرون. أحاول أن اربط الأجزاء المختلفة من العالم. أريدهم أن يروا الأزمات الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان وعواقب الحروب وإلا يشيحوا نظرهم وهم يجلسون مرتاحين في منازلهم".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً