أصبحت جزيرة تيتيارورا الواقعة في المحيط الهادئ، والتي اشتراها الممثل الأميركي مارلون براندو في الستينيات من القرن الماضي، مركزاً للتجارب العلمية على فيروس "زيكا" الذي يجاهد العلماء في مختلف أنحاء العالم للقضاء عليه.
أطلق عالم الأحياء الفرنسي هرفيه بوسان في الجزيرة التابعة لبولينيزيا منذ ايلول/سبتمبر من العام الماضي، أكثر من مليون بعوضة معدلة وراثيا لتكون حاملة لنوع من البكتيريا يطلق عليه اسم "ولباشيا" (البكتيريا الولبخية). وحين تتزاوج ذكور البعوض هذا المعروف باسم "البعوض المصري" الحامل لفيروس "زيكا" مع الإناث، تتعرقل عملية التخصيب وتصبح الحشرات عقيمة، بحسب ما شرح الباحث لوكالة فرانس برس.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت مطلع وباء "زيكا" مطلع شباط/فبراير "حالة صحية طارئة على المستوى العالمي"، منذ بدأ المرض انتشاره الكبير في أكتوبر/ تشرين الأول في البرازيل، أكثر بلدان العالم إصابة بالفيروس مع نحو مليون إصابة. وهذا النوع من الأبحاث الذي يجرى في جزيرة تيتياورا ليس الأول من نوعه بين البعوض المعدل وراثيا والبكتيريا الولبخية في العالم منذ سنوات عدة، إذ أن البعوض الحامل لفيروس "زيكا" مسئول أيضا عن أمراض أخرى مثل حمى الضنك و"شيكونغونيا" وهي محل أبحاث العلماء.
وإضافة إلى الجهود المبذولة في الجزيرة، يعكف العلماء في 18 مختبراً حول العالم على البحث عن لقاح ضد مرض "زيكا". وقبل أسابيع، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن أول عقار مضاد للفيروس لن يكون متوفرا قبل ثلاث سنوات، فيما هي تتوقع أن يبلغ عدد المصابين بالوباء في العالم أربعة ملايين هذا العام. وتتجه الأنظار إلى الأبحاث الجارية في الجزيرة، بتمويل من الحكومة الفرنسية وحكومة بولينيزيا، لكونها قد تنجح في القضاء على البعوض المسبب للمرض.
ويقول بوسين "حتى الآن انخفض عدد البعوض بنسبة واحد على عشرين، مقارنة مع مواسم المطر السابقة" الممتدة من تشرين الثاني/نوفمبر حتى مارس/ آذار. ويضيف "إذا واصلنا إطلاق الذكور المعدلة وراثياً، سيستمر انخفاض عدد البعوض لنصل إلى القضاء تماماً على هذه الحشرات في الجزيرة". لكن هذه الأبحاث تلاقي بعض التحفظات، إذ من غير المعروف تماماً ماذا ستكون نتيجة القضاء على هذه الحشرات على البيئة.