يواكب المنتدى الدولي للاتصال الحكومي ضمن فعاليات دورته الخامسة التي تقام يومي 20 و21 من مارس المقبل في مركز إكسبو الشارقة، تطورات الأحداث على الساحتين والإقليمية والدولية، عبر تخصيص جلساته الرئيسية الأربع لمناقشة عدد من الموضوعات المهمة، اجتماعياً، وإنسانياً، وثقافياً، وبمشاركة نخبة من المسؤولين الرسميين والخبراء الحكوميين، من العديد من الدول الشقيقة والصديقة.
وستخصص الجلسة الأولى لليوم الأول من المنتدى والتي تقدمها الإعلامية ميسون عزام من قناة "العربية"، للحديث عن دور الاتصال الحكومي في بناء مجتمعات المعرفة، حيث يشكل قطاع التعليم وآليات تطويره الهاجس الأكبر بالنسبة للحكومات، لأنه يعد أحد أهم ركائز التنمية ومظاهر التقدم، وهو المكون الأساس للثروة البشرية التي تعتبر من أبرز الأصول الحيوية التي تلجأ إليها الدول لتغذية مسيرتها التنموية بالعقول والمعارف والمهارات ضمن إطار قطاع "اقتصاد المعرفة".
وستبحث الجلسة في دور الاتصال الحكومي في تأسيس رأي عام يتوافق مع سياسات الارتقاء بالمنظومة التعليمية وتطويرها، وكذلك دوره في ربط السياسات التعليمية وتحديثها بمتطلبات التنمية، وأيضاً الدور الذي يلعبه في التأثير على سياسات وتوجهات التعليم الخاص، ودمجه في الاصلاحات التي تنتهجها الحكومة في المؤسسات التعليمية الرسمية، وصولاً إلى نقل التجارب الناجحة وتعميمها والاستفادة من تبادل الخبرات المتراكمة خلال المسيرة التعليمية في كل بلد.
أما الجلسة الثانية لليوم الأول والتي يقدمها الإعلامي مهند الخطيب من قناة "سكاي نيوز عربية"، فستقام تحت عنوان "مواجهة التطرف: الاتصال الحكومي وصناعة الثقافة الانسانية"، وتتناول كيفية التصدي للعنف والتطرف الذي بات يهدد مستقبل البشرية وأمنها، إلى جانب استعراض وسائل تقديم الصورة الحقيقية للدين الإسلامي كدين وسطية واعتدال واحترام للحقوق والواجبات، وليس دين تعصب وكراهية للآخر.
وستعرض الجلسة دور الاتصال الحكومي في تنظيم الحملات الإعلامية والتثقيفية المكثفة، وتوجيهها نحو الشباب للتصدي لكافة الظواهر الفكرية والاجتماعية والعقائدية التي تغذي التطرف، والعمل على وأده في منشأه قبل أن يتحول إلى إرهاب يهدد الأمن القومي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمجتمعات في العديد من الدول.
وفي اليوم الثاني للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، سيكون المشاركون على موعد مع جلسة "الكوارث الطبيعية والإنسانية... من إدارة الأزمات إلى التواصل الاستراتيجي"، والتي يقدمها الإعلامي حامد بن كرم من قناة "سما دبي"، وتعرض لتجربة وحدات الاتصال الحكومي في التعامل مع الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، وآثارها المادية والمعنوية على الجمهور، ومدى فاعلية هذه الوحدات من عدمها، والجدوى منها، ومدى مصداقيتها المستقبلية وكذلك فاعليتها في التأثير لدى الجماهير.
وستتضمن المحاور التي ستتم مناقشتها في هذه الجلسة، دور الاتصال الحكومي في تهيئة الجمهور، مادياً ونفسياً، قبل وقوع الكوارث والأزمات، واطلاعه على ما تتخذه الحكومة من إجراءات لمواجهة آثارها وتعزيز الثقة بإمكانيات هذه الحكومة، إلى جانب دوره في مخاطبة الجماهير وتجنيدها في هيئات وأطر تطوعية للمساعدة في إخلاء المصابين وتقديم يد العون للمتضررين، ومعالجة الآثار النفسية والاجتماعية التي خلّفتها هذه الكوارث.
في حين ستتناول الجلسة الثانية لليوم الثاني والتي يقدمها الإعلامي فيصل بن حريز من قناة "سكاي نيوز عربية"، موضوع "الاتصال الحكومي ومكونات المجتمع الثقافية والاجتماعية"، عبر التركيز على تجارب المجتمعات التي جمعت بين الحداثة والأصالة في تناغم فريد، والتي رغم انفتاحها على الثقافات والعادات والسلوكيات العالمية، أولت اهتماماً خاصاً بالعادات الاجتماعية والهوية الثقافية واللغة المحلية، ونجحت في الحفاظ عليها ودمجها في هيكل الإنجاز الحضاري الذي تحقق من خلال المشاريع العمرانية والمؤسسات الاجتماعية والمبادرات التعليمية وغيرها.
ومن أبرز المجالات الموضوعة على طاولة البحث والنقاش في هذه الجلسة، تبني الاتصال الحكومي مهمة حماية الأسرة وصونها والحفاظ على روابطها قوية ومتماسكة من خلال المشاريع التي تحيي التراث، والمبادرات التي تعزز الانتماء للمجتمع، ودور الاتصال الحكومي في حماية الهوية الجماعية لدى الشباب، ومحاربة نزعات التفرد والتفكك، واحترام تعدد الهويات والثقافات، وكذلك أهمية التركيز في الخطاب الإعلامي على الهوية الثقافية وكيفية نقلها إلى العالم.
ويعتبر المنتدى الدولي للاتصال الحكومي حدثاً عالمياً جاذباً لصناع القرار والخبراء وأصحاب العلاقة والمهتمين بمجال الاتصال الحكومي من مختلف دول العالم إلى جانب كونه منصة شفافة لطرح القضايا المهمة، ومناقشة التغيّرات المحيطة بكل وضوح، للخروج بتوصيات وقرارات تساعد الحكومات والعاملين في مجال الاتصال الحكومي على تطوير أدائهم وعملهم، بما يسهم بالارتقاء بالأداء الحكومي والوصول إلى مستويات غير مسبوقة في رضا الجمهور.